العدد: 9503
الاربعاء : 8-1-2020
عادات متنوعة تملأ حياتنا اليومية، نعيشها ونمارسها من دون أن نعلم من أين أتينا بها أو حتى ماذا تعني؟
نحن خليط عادات ومزيج حضارات فمثلاً رمي (بوكيه) الورد عادة ذات أصل فرنسي حيث تقوم العروس في نهاية العرس برمي (البوكيه) إلى الفتيات المدعوات ليتم التقاطها من قبل إحداهن ليقال إنها العروس التالية نثر الأرز ولبس اللون الأزرق قبل فترة الزواج خوفاً من الحسد وحمل العروس على عتبة المنزل قبل الدخول إليه مسلكيات تتم نتيجة اعتقاد بأنه يحميها من أي شرور محتملة في بيتها الجديد هذه العادات لا تمت بأي صلة إلى الواقع إذ أن التوفيق يعود إلى إدراك كل طرف لحقوقه وواجباته تجاه الآخر وبالتالي هي ليست إلا ممارسات نطبقها تلقائياً فتعود علينا بشعور الاكتفاء الاجتماعي لكن ما قصة خاتم الخطوبة؟ من أين جاء هذا التعبير؟ وإلى ماذا يرمز؟ هل هو فعلاً رباط مقدس أم يمكننا الهروب منه لأنه عقد غير مسجل يتفق عليه الشريكان؟
أسئلة عديدة تجعلنا نهرول للبحث في طياتها عن إجابات لعلنا نفهم ماهية هذا الخاتم وأثره في حياتنا.
حكاية خاتم الخطوبة إن أول من ابتدعوا هذا الخاتم هم الفراعنة ثم ظهر عند الإغريق وقيل أن أصله مأخوذ من عادة قديمة تقضي بأن توضع يد الفتاة في يد الفتى بقيد حديدي ثم يخرج راكباً على جواده وهي خلفه سائرة بهذا الرباط إلى أن يصلا إلى بيت الزوجية أما عادة لبس الخاتم في البنصر اليد اليسرى فتعود إلى اعتقاد الإغريق أن عرق القلب يمر بهذا الإصبع ما ينعش هذا الارتباط دوماً وبعضهم الآخر يقول إن السبب يكمن لأن هذا الإصبع هو أقل أصابع اليد استعمالاً وبالتالي لا يعيق عمل الإنسان ومن هنا نجد الإنكليز أشد حرصاً على هذا التقليد الذي انتقل بعد ذلك إلى الأوروبيين وتوارثه العرب بدورهم بعد ذلك.
وكان الخاتم في البداية يصنع من الحديد لدى القبائل القديمة ثم تطور الأمر وظهر خاتم الزواج المصنوع من الذهب عند الأغنياء في الإمبراطورية الرومانية فيما تم الحفاظ على خاتم الخطوبة الحديدي ولكن هذه الظاهرة اتسعت في القرن الخامس الميلادي وشملت شرائح أخرى في المجتمع أما في أيامنا الحالية فقد أصبح الذهب مماثلاً للفضة في تلك الحقبة القبلية فالألماس يفرض نفسه وتصبح الخطوبة لا معنى لها من دونه ما يحول الخطوبة إلى خطوة درامية للشاب الذي يتمنى الارتباط لكن ضيق الحال يحول دون ذلك فيصبح المشهد كالمضحك المبكي وللون الخاتم ارتباط مباشر بطبيعة الشخصية كما يقولون. فالخواتم الذهبية تدل على أن مشاعر المرأة التي تلبسه منطلقة وشخصيتها حادة وتسعى إلى الظهور.
بينما تدل الخواتم الفضية على برودة الأعصاب والهدوء ومشاعر عدم الثقة أحياناً التي تنتابها لكنها تتداركها بسرعة.
أما إذا كان الخاتم كبير الحجم وغريب الشكل مصنوعاً من الأحجار الكريمة أو الألماس فإنه يدل على أن من تلبسه امرأة متناقضة قلقة في حين يدل ذو الحجم المتوسط أو الرفيع على شخصية خجولة متحفظة وكاتمة للأسرار.
وكذلك فإن وضع الخاتم في إصبع معين يكشف أيضاً جوانب من الشخصية.
في الإبهام: يدل على غرور واعتزاز بالنفس.
في السبابة: تواضع وسعة صدر وتسامح هائل.
في الوسطى: يدل على عقل ناضج وعمق في الحياة العملية.
في الخنصر: يتحمل متاعبه ومتاعب غيره بصبر واستسلام.
في البنصر: شخصية رقيقة وشفافة لكن الآخرين لا يفهمون طبيعته الجادة.
وإذا رفضت المرأة ارتداء الخواتم أو اكتفت بدبلة الخطوبة أو الزواج فإن ذلك يدل على شخصية تكره المظاهر كما تكره النفاق والزيف تميل إلى الوحدة ويتهمها الآخرون بالغرور ولكنها في الحقيقة متواضعة جداً أما المرأة التي تهتم كثيراً بوضع الخواتم في كلتا يديها أو أصابع إحدى اليدين تكشف دون أن تدري عن شعورها بعدم الأمان وحاجتها إلى الحماية حتى من نفسها وقد يعني ذلك الرغبة في اجتذاب اهتمام الآخرين ولفت أنظارهم إليها أو نوع من فقدان الثقة بالنفس.
يعد الخاتم بالنسبة إلى بعض الناس وسيلة لراحة بال الحبيب وبالتالي لتجنب المعاكسات ولكن ما الذي يدفعهم إلى اعتبار الخاتم رادعاً للإزعاجات بدلاً من أن يكون حامياً أو متوجاً لقصة حب وما الذي يدفع بعضهم الآخر إلى اعتباره أداة تبعد المعجبات ما يعني ضرورة نزعه من الإصبع؟
وفي وقتنا الحاضر لم يعد للخاتم أي اعتبار أو قدسية كما كان عليه في السابق فبمجرد الانتهاء من مراسم الخطوبة تنزع الخواتم من الأصابع سواء بحجة تنظيف المنزل لدى الفتيات فينزعن الخاتم ويخبئنه أو بحجة عدم تعود وضعه في اليد عند الرجل وهو عذر غير مقبول لأنه يعكس مدى اقتناع الطرفين ببعضهما بعضاً لأن المسألة لا تنحصر أصلاً برباط مادي يمثله (الخاتم) وإنما برابط معنوي نفسي وإلزام والتزام متبادلين بين الطرفين ذلك مهما كان لون الخاتم أو قيمته المادية
لمي معروف