الطفل عجينة بين أيديكما..

العدد: 9503

 الاربعاء : 8-1-2020

 

حول أثر الأسلوب الذي يتبعه الوالدان في تنشئة أبنائهما، وبعض النصائح والإرشادات أشارت إليها الآنسة عفراء العلي، مرشدة نفسية لتقول: إن العلاقة التي تنشأ بين الطفل ووالديه وطريقة تعاملهما معه هو عامل هام يدخل في تكوين شخصية الطفل، وكلنا يعرف أن هناك فرقاً بين شخصية إنسان نشأ في جو من الصرامة والنظام، وآخر نشأ في جو يسوده التساهل واللين، ولا شك أن التقبل من الوالدين يؤدي إلى التكيف الاجتماعي للأبناء، وأن تسلط الوالدين يؤدي إلى سوء التكيف للأبناء.
كما أن التفرقة بين الأبناء من الوالدين يؤدي إلى أن يكون الأبناء خياليين وبعيدين عن الواقع، وغير متكيفين اجتماعياً، كما يبرز السلوك العدواني و يظهر واضحاً الاتجاه التسلطي لدى الفتيات اللواتي يعشن في جو أسري يتسم بالتشدد والحزم والقسوة، ويتقلص هذا السلوك لديهن عند نشأتهن في مناخ يتسم باللين والهدوء.
وبعض الآباء والأمهات يتعاملون مع أبنائهم بأنماط مختلفة من السلوك تدفعهم إلى الشعور بأنه غير مرغوب بهم، وكلما تكرر هذا السلوك في السنوات الأولى من حياة الطفل يكون التأثير بالغاً في تكوينه النفسي وقد يصبح دائم الملاحظة لوالديه يراقب حركاتهما، ويقوم بمحاولات عديدة ليكسب حبهما وذلك لإحساسه بأن والديه لا يبادلانه الحب كما يتميز سلوكه بالمقاومة و العدوان والغضب، فكثيراً ما يكون هؤلاء الأطفال مصدراً للسلوك غير المرغوب فيه سواء في المدرسة أو البيت، ومن الصعب إخضاعهم للأوامر والنصائح، وكذلك يؤدي الزائد في التسامح والهدوء من جانب الوالدين إلى نضج الطفل انفعالياً فلا يكون منه الرغبة في التحرر من أمه ويصب اعتماده عليها.
أما الحماية الزائدة فتجعل الطفل يعتمد على غيره، ويصعب عليه تكوين علاقات ناجحة مع غيره من الأشخاص، فتبدو عليه مظاهر الإهمال وسوء النظام، بينما صرامة الآباء و قسوتهم تؤدي إلى أن يصبح الطفل غير قادر على المناقشة واتخاذ الرأي أو أي قرار فتكون منه المغالاة في الأدب والطاعة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار