أفكار بسيطة.. وسلّة تدبير أشبه بـ «الحلول»!

العـــــدد 9502

الثلاثـــــاء 7 كانون الثاني 2020

 

نجلد الحكومة في معظم الأحيان، ونتهمها بالعجز حيال ما يجري، لكن ماذا لو اختصرنا الحالة الاقتصادية العامة إلى ما نتصرّفه في بيوتنا، وراجعنا كيف ندير أمورنا وتفاصيل معيشتنا؟
الأسرة (حكومة مصغّرة)، يدير اقتصادها (الزوج)، في معظم الأحيان، وقد تكتفي الزوجة بـ (التنفيذ)، ومع هذا فإنّها (أي المرأة) لا تخرج من المعادلة…
راتبك أنت وزوجتك، إضافة إلى مساعدات الأهل إن وجدت مقابل الموازنة العامة للدولة، ومع كلّ (تقشّف) هنا، يجب أن يقابله (إجراء) هناك، وحتى لا نقدّم أنفسنا بصورة (المنظّرين)، سنقدّم رأياً مبنياً على ما نتابعه عبر (الفيسبوك)، أو ما نسمعه من زملاء العمل…
أحبّتنا وناسنا في محافظة طرطوس المشهورون بشرب (المتّة)، وحسب صفحات بعضهم فإنّهم عمدوا قبل شهر تقريباً إلى مقاطعة (المتّة)، وتحدّث بعضهم عن نتائج إيجابية لهذه المقاطعة، ومع هذا لم تتراجع أسعار المتّة بل تراجع المقاطعون عن مقاطعتهم، ولكن يبقى التفكير باتخاذ موقف موقفاً إيجابياً، وبالشأن الرسمي يتحدثون عن إجراءات (مراقبة السوق والضبوط التموينية، والسلات الغذائية التي تقدمها السورية للتجارة..إلخ)، وتحت قوس نفس المحكمة، فإن هذه الإجراءات لم تأتِ بأي نتيجة إيجابية لكن يبقى اتخاذها مطلوباً ولو من باب رفع العتب..
بتقريب الأمور من زاوية أخرى، ربما من يدّعي مقاطعة (المتّة) يفعل ذلك وهو يشربها، وبالمقابل فإن من يدّعي ضبط السوق حريص أكثر من غيره على فلتانه لأنه مستفيد.. قلنا: ربما!
* * *

إن لم أشرب القهوة صباحاً فإن نهاري يكون (معكّراً)… هذا الكلام نسمعه من كثيرين.. طيّب يا أخي اشرب قهوتك في بيتك، فقد يكلفّك فنجان القهوة (25) ليرة، أما حين تشربه في الدوام أو على قارعة الطريق فقد يكلفك أكثر من (100) ليرة!
حتى لا نروح ولا نأتي، فإن كثيراً من عاداتنا بحاجة إلى مراجعة لتتناسب مع الظرف الحالي، فإلى أي حدّ على سبيل المثال ملزمون بوضع (البيتيفور) مع القهوة، وإلى أي حدّ ملزمون بوضع (البذر والفستق) مع المتّة، مع الإشارة إلى أنّ هذه الكماليات هي (دين ووفا)، فلماذا لا يكون هذا (الدين والوفا) بما يوفّر علينا بدل أن يثقل كاهلنا؟
تحت ضغط الظروف أيضاً يضطر البعض لبيع ما ينتجه من جوز أو لوز مهما كان قليلاً، ويضطر في اليوم الثاني أن يشتري (موالح) بأسعار مضاعفة، بينما لو آمن بـ (المؤونة) حتى بهذه التفاصيل الصغيرة لوجد نفسه في موقف أكثر راحة و(رفاهية).
في الصيف قد نستهلك باليوم الواحد (2 كغ) من التين، ماذا لو كنّا قد استهلكنا نصف الكمية و(يبّسنا) النصف الثاني لـ (ضيافة الشتاء)؟
حلول كثيرة مماثلة قد تكون مجدية لو نجحنا بجمعها في سياسة تدبير اقتصادية محكمة ولا بأس إن كشفنا عن أفكارنا الاقتصادية علّ المخططين الاقتصاديين يستفيدون منها.

غــانــم مــحــمــد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار