اللايــــــــــزر وتطبيقاتـــــه في أمــــراض الـعيون .. تطويع اللايزر للاســـتفادة منه في الاستشــفاء البصـــري
العدد: 9295
19-2-2019
وهب الله الكائنات الحية، ومنها الإنسان العينين عضواً نبيلاً وغالياً، وجعلهما نافذته على الكون، ووسيلته للملاحظة والرؤية كمقدمتين مهمتين للإدراك.
وهما أي العينين آية من آيات الله الجليلة والعظيمة وقد جعل الإنسان مسؤولاً عنهما «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً»، والعين كأي عضو يمكن أن يصاب ويتعرّض للأمراض والمشاكل وبالتالي فإنّه يحتاج للعلاج مداواة أو جراحة، وقد تطوّرت مؤخراً عملية الاستشفاء للعين ومشاكلها فدخل «الليزر» في مجال المعالجة الجراحية لها ومازلنا نشهد التقدم التقني في هذا المجال.
وكتاب «الليزر وتطبيقاته في أمراض العيون» تأليف الدكتور محمد الحاج صالح الصادر عن دار عروة للطباعة في طرطوس ومن تصميم وإخراج سمر مهنا.
يقع الكتاب في ثمان وثمانين صفحة من القطع الكبير، وقد بدأه المؤلف بالإهداء، لكل أطباء العيون، ثم قدّم الدكتور الحاج صالح افتتاحية الكتاب بيّن فيها غايته وأهدافه منه: «غايتي التعريف بالليزر وكيفية الاستفادة منه والتعامل معه بالنسبة لأطباء العيون الاختصاصيين والطلبة».
بعدها أشار إلى أنّ الكتاب هو خلاصة جهد طويل من المتابعة والقراءة والبحث والاطلاع على المراجع العلمية والطبيّة في هذا المضمار مؤكّداً على ضرورة الانتباه في التعامل مع جهاز الليزر والتدرّب على تشغيله والعناية به والحفاظ عليه.
يتضمّن الكتاب أربعة فصول، وكل واحد يتفرّع إلى عدد كبير من النقاط والأفكار الرئيسة والفرعية.
ففي الفصل الأول يشرح المؤلف ما الليزر، وظاهرة الانبعاث القسري التي تنبّأ بها أينشتاين عام 1917ومستويات طاقة الذرّة، وأنماط عمل الليزر وتطوره.
و يتحدّث الفصل الثاني عن آثار الليزر وأنواعه، مبيناً التخثير الضوئي والضوئي الحركي والبعثرة الضوئية، والتأثير المبضع الضوئي عبر شرح مفصل ومصوّر وموضّح لكل من التأثيرات.
ليطالعنا الفصل الثالث بالحديث عن المعلومات الفيزيائية الخاصّة بالليزر وأنواع الليزرات الغازية وليزر الأجسام الصلبة كالياقوت وغيرها وليزر أنصاف النواقل والليزرات الكيمائية وما فوق البنفسجية، وليزرات الأشعة السينية، وخواص واستخدامات الليزر والأرجون الليزري والصباغي بألوانه الأخضر والأحمر البرتقالي والأصفر.
بعد هذا التعريف النظري والتحليل العلمي لليزر نصل إلى الفصل الأخير والأهم، تطبيقات الليزر في طب العيون، إذ يفصّل الدكتور الحاج صالح في آلية العمل، بدءاً من تقديم المريض تعهّداً للسماح بإجراء الليزر على عينه بعد أن يشرح الطبيب للمريض كل ما يتعلق بالعملية إلى ذكر العوائق والتخدير والألم وخزع القزحية بالليزر واستطباباتها به والتحضيرات للعمل الجراحي وأدواته والعمل نفسه خطوة خطوة، ثم يقدّم الدكتور كل المعالجات والاختلاطات التي يمكن أن تحدث وضرورة متابعة المريض.
ويستفيض المؤلف في الحديث عن الاستطبابات التي يطبق فيها الليزر، مفصلاً في كل استطباب ومعالجاته واختلاطاته وما يتعلق به، وكله بالشرح والصور التفصيلية.
يعتبر هذا الفصل متن الكتاب الهام لأنه يشمل العديد من العمليات وكل ما يحيط بها وكيفية التعامل النموذجي لكل المشاكل والاختلاطات التي تحدث أثناء وبعد العمل الجراحي بآلية واضحة وممكنة.
دليل عملي تخصصــــي لـــطلاب طــــب العيــون
منحى أكاديمي علمي نظري وتطبيقي
ينحو المؤلف الدكتور صالح في الليزر وتطبيقاته في أمراض العيون منحى أكاديمياً علمياً نظرياً وتطبيقياً، فهو إضافة إلى اعتماده التسلسل المدرسي أو التعليمي التثقيفي والتدريبي التطبيقي، انطلاقاً من العام إلى الخاص العام الضروري للمعرفة قبل الخوض في التفاصيل والجزئيات التي يتطلبها البحث العلمي والمرفق بالتطبيقات العلاجية لأمراض العين بواسطة الليزر، فإنّه كان موفّقاً في تبويب الكتاب وتقسيمه إلى فصول أربعة ما يسهّل على المستهدف به الدرس والاطلاع والعمل بموجبه أكان طالب طب العيون أم الطبيب المتخصص في هذا المجال، يقدّم ويعرّض للحالة المرضية ويثبت عملية المعالجة بخطواتها وبالأدوات والمستلزمات ولا ينسى الاختلاطات المتوقعة، ويشير إلى كيفية التعامل معها ومعالجتها وذلك كله بصبر المطّلع وهدوء المدرس الأكاديمي، متوخيّاً الفائدة لزملائه طلّاباً ومتخصصين، كأنّما هو زيارة معهم إلى العيادة، أو بينهم في غرفة العمليات.
الاستطبابات العينية وجراحتها
المطّلع على الكتاب دارساً أو عاملاً في مجال الاستطبابات العينية وجراحتها سيجد بالكلمة والعرض المفصّل والصور التوضيحية واللغة العربية الفصيحة والعلمية وقد طوّعها لخدمة الغاية من تأليف الكتاب.
تنبع أهمية الكتاب من كونه بحثاً علمياً نظرياً وتطبيقياً عملياً لاستخدام الليزر، هذا التقنية المكتشفة حديثاً، وإمكانية الفائدة الكبيرة منها في مجال الاستشفاء العيني.
بعد أن ثبُت جدوى هذه الفائدة وبدأ المرضى ممن يعانون من المشاكل البصرية يحصدون نتائج جيدة، خفًفت، بل أزالتها وأرضتهم، طبعاً وهذا كله بأيدٍ وطنية، هنا في الوطن دون الحاجة إلى السفر وتحمّل الأعباء المادية المترتبة على الاستشفاء خارج القطر..
كلمة أخيرة
إن كتاب «الليزر وتطبيقاته في أمراض العيون» لمؤلفه وطبيب العيون محمد الحاج صالح من طرطوس، بحث علمي طبي نظري وتطبيقي عملي للاستفادة من الليزر في المعالجة الجراحية العينية، وهو فضلاً عن ذلك بمثابة دليل عملي لكل من يدرس طب العيون ويتخصص بها.
وفي النهاية هو جهد مشكور للطبيب الحاج صالح، أحد أهم أطرنا الوطنية في هذا المجال.
خالد حاج عثمان