حــــــارس القـــــرارات… وعـــــدادات ما زالـــت للفرجــــــــة!

العدد: 9501

الاثنين 6-1-2020

 

لست محقّة أو مخطئة، ولم أعد أعرف وجه الصحة بتشغيل عدادات من عدمها ينوف عمر العمل واللا عمل بها الثلاثون عاماً ونيّفاً، معادلة ثنائية القطب تصيبني بدوار، بين تحصيل حق الراكب وتضييع حق السائق: (يا أخي سأختصر طريق الجدال، هاكِ أجرتك كما طلبت، أعرف الأسطوانة المشروخة لو بدوّر اللاذقية كلها ما سائق بيرضى أقل منها!).
فلترح رأسها المحافظة نحن في اللاذقية أهلية محلية، التجارة الداخلية حررت ٩٠% من الأسعار ونسيت القفزة الأولى و (ال٢٥ ثانية) بعد القفزة الثانية، وهلمّ جرا، وهمَّ لالي!.

قرابة الشهر مضت على آخر قرارات المكتب التنفيذي لمحافظة اللاذقية الصادر بمباركة من أعضائه، أجرة الكيلومتر الواحد ستون ليرة والساعة الزمنية بثماني مائة، والانطلاقة الأولى بخمسين والمسافة البادئة ثلاثة وثمانين متراً طولياً، وهي مسافة القفزة الأولى أو المتتالية ومدة الواحدة منها ٢٥ ثانية، وقيمتها ٥ليرات، لا كسر الله لكم خاطراً ولا طقّ عرق، ونحن ننط كالأرانب ونقفز كالسناجب، قبل أنّ نميّز بين (شحطة الفرام) والقفزة، وقبل أن ننظر ساعاتنا أقرب من حبل وريدنا تكون طارت ال٢٥ ثانية الأولى، كان عليّ أن أحمل معي متر الخياطة الذي تستخدمه أمّي لقياس خصر الزبونة لأفصّل للطريق ثوباً بطول ٨٣متراً، يكفيني آيمانات السائق ببنيه وبناته حتى يرقّ قلبي أرمي الأجرة التي طلبها عن طيب خاطر، حسنة على روح من يصدر القرارات ولا يحرس تنفيذها في هذه المحافظة، كم سيّارة أجرة في المحافظة وكم واحدة تركب عداداً وكم من تلك تشغّل المركب، وكم ليرة ستصنع فرقاً مع الزبون بين قراءة العدّاد وحكم السائق؟، دوّامة لا تخرجنا منها هذه الآلية وليس ضرباً من الجنون أن تحدد تسعيرة ثابتة للمحاور الأساسية في المدينة لاسيما أنّ معظم الطرقات أصبحت إجبارية، المسافة التي سيسلكها السائق واحدة تقريباً مع هامش تقدير فيما لو أُقلنا من الجامعة إلى شارع عسّان حرفوش في الرمل أم كازية حيدرة، أو من الشيخضاهر إلى كراجات الفاروس أو شارع الجمهورية، أو من دوار الزراعة إلى ساحة اليمن أو كراجات البولمان، عندها تصبح الخلافات على المسافات القريبة أقل وطأة والظلم فيها أقرب إلى العدالة، ضرب الجنون أن يترك الحبل على الغارب وألاّ نقتنع أن بعض الحلول عقيمة ما لم تتخذ طريقها للتنفيذ، ومعلوم أنّ العلاقة ليست رضائية بين الزبون والسائق، ولا يخلو مشوار من مشادات كلامية، ومهما يكن في الكلام إفادة فقد مللنا الإعادة، وأصبحنا نحتاج حلولاً سحرية، لن تفيدنا بها تنجيمات رأس السنة عند فغالي وقراءة الطالع عند قباني، وكل عام وانتم بأحسن طالع.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار