من هو النبي كيكي وما علاقتـــه بحصن سليمـــان الشهيــــر!!

العدد: 9500

الأحــــــد 5 كانون الثاني 2020

يشير المهندس والباحث الأثري المعروف ملاتيوس جغنون المتخصص بترجمة كل من اليونانية القديمة والآرامية إن حصن سليمان ليس حصناً على الإطلاق ولا علاقة له بـ (سليمان) بل هو معبد آرامي سوري بامتياز يدهش كل زائريه بحجارة أسواره البالغة الضخامة و التي تتجاوز أوزان بعضها السبعين طناً بأبعاد 10×2.7×1 متراً أما أهم ما هو موجود في الخرائب الباقية منه فيتمثل بالنقوش الكتابية الأثرية باللغة اليونانية التي كانت لغة التخاطب الدولية واللغة الرسمية (إلى جانب لغتنا الآرامية القومية بالطبع) في سورية طيلة الأدوار الكلاسيكية التي تلت الإسكندر المكدوني واستمرت لألف عام بعده، حيث تتحدث هذه النقوش عن (إله بيتو كيكي) الذي كُرِّسَ هذا المعبد لعبادته حصراً منذ عصور سبقت التجديد الأخير لبنائه عام 171 الميلادي فيما يعرف بالدور الروماني في سورية.
ويتابع جغنون إن اسم كيكي لم يأت من فراغ بالنسبة للآراميين السوريين الذين كرسوا هذا الصرح الديني الهام جداً لعبادة (إلهه) الذي كان النبي (كيكي) يبشر بعبادته هو (الإله العليّ رب السماوات) وهذا يدلنا على أنَّ شخصاً حقيقياً عاش في أوائل الألف الأولى قبل المسيح كان يحمل اسم (كيكي) وكان على درجة من الحكمة والصلاح والطاقات الروحية إلى حد أنه تنبأ بوجود إله أعظم وهو (الإله العلي رب السماوات، وهذه الصفة الأخيرة نقرؤها في مذبح عثر عليه في قرية ساعين في ريف مدينة طرطوس)، وهذه العبارة هي كناية عن إله أو رب (بيتوكيكي) وإن هذا الداعية أو النبي للإله العلي رب السماوات قد استقر في القرية التي حملت فيما بعد اسمه بيتوكيكي أي بيت كيكي، وبنى معبداً لعبادة الإله هناك وأصبح هذا الإله يعرف بـ (إله بيتو كيكي) وقد تم تجديد المعبد بصورته النهائية الماثلة آثارها إلى اليوم في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، ويضيف جغنون أنه وبالمناسبة ثمة أنبياء آخرون بقيت أصداؤهم وأُطْلِقتْ أسماؤهم على قمتين أخريين في سلسلة جبال الساحل وهما (النبي متى، والنبي يونس) قرب صلنفة، كما يوجد تداول لأسماء أنبياء آخرين مثل النبي مندو في الموقع الذي يحمل اسمه قرب بلدة القصير والنبي هود الذي تحمل إحدى بوابات مدينة حمص القديمة أيضاً مؤكداً على الأرض السورية كانت مباركة دوما وقد خصها الله بالأنبياء والمرسلين..
نشير أخيراً أن حصن سليمان يعد من أهم المواقع الأثرية في صافيتا ويقع بالقرب من قمة النبي صالح من جهة الغرب على ارتفاع يصل إلى 950 متراً عن سطح البحر وتحيط به الجبال من جهات الشمال والشرق والجنوب وينفتح على واد جميل تزينه اشجار الجوز الدلب التوت السنديان وكروم العنب.

رنا الحمدان 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار