مربو الأبقار يستغيثون ويطالبون بحلول تنصفهم

رقــم العــدد 9499
الثلاثاء 31 كانون الأول 2019

 

عدد من مربي الثروة الحيوانية حملوا إلينا معاناتهم متوسمين كل الخير بمنبر الوحدة والتي همها الأول والأخير المواطن ومتسائلين كيف لهذا الفلاح الذي يعتمد في معيشته على منتجات أبقاره وليس لديه أي مصدر آخر للرزق أن يستمر في العمل مادامت المعادلة خاسرة معه من كافة الأطراف والاتجاهات مؤكدين بأن عملهم في تربية الأبقار لم يعد مجدياً لما تكبدهم من مصاريف كثيرة وخاصة بسبب ارتفاع أسعار العلف الجنوني خلال هذه الفترة حيث يعانون من أزمة كبيرة حالياً من تأمين العلف لمواشيهم وإنهم حالياً في وضع لا يحسدون عليه في ظل هذا الغلاء الفاحش في حين كل الاجتماعات والمحاضرات والندوات والجولات للسادة المعنيين بهذا القطاع يؤكدون على دعم الثروة الحيوانية والمحافظة عليها والعمل على زيادة أعدادها وتحسين نوعيتها وإنتاجها.
السيد علي أسعد من قرية بني عيسى مربي أبقار منذ أكثر من عشرين عاماً أكد لنا أن أسعار الأعلاف أصبحت فوق طاقة المربي وقدرته الشرائية وخاصة أن منتجاتهم تباع دون حدود التكلفة وإن استمر هذا العمل لفترة أطول سيوقعه في خسارة كبيرة وبالتالي تركه لهذه المهنة التي عاش وأسرته عليها من بداية حياته وقال: سعر كيس العلف بالوقت الحاضر بالقطاع الخاص يتجاوز الـ ١١٠٠٠ ليرة أما في مؤسسة الأعلاف سعره ٥٠٠٠ ليرة وكيلو الحليب بين ١٨٠ و٢٠٠ ليرة حيث يتحكم بالسعر الحلاب الذي يجمع الحليب لمعامل الألبان والأجبان، وأضاف: في السنين السابقة كانت الجمعيات تؤمن العلف وتأخذ الحليب وفق سعر نظامي ومناسب ويناسب الجميع دون أن يتركوا مجالاً لأحد بالتحكم فينا وتساءل: وجود معملين في سورية في حمص وطرطوس تنتج الأعلاف وتغطي كل حاجة الأبقار على المساحة السورية فلما لا يتم توزيع الأعلاف للمربين وفق حاجة مواشيهم بل يتركونها تتكدس في المستودعات حتى تنتهي مدتها وتفقد فعاليتها كما حصل سابقاً حيث أنهم لا يعطوننا حالياً إلا ٢٥ كيلو علف في الشهر للبقرة الحلوب علماً أنها تحتاج باليوم ١٢ كيلو، نطالب المؤسسة والمعنيين برفع كمية العلف وزيادة مخصصات الأبقار الحلوب إلى ٢٥٠ كيلو في الشهر على الأقل.
السيد محسن خيربيك أيضاً مربي أبقار قال: كنا نبيع كيلو الحليب ب ١٨٠ ليرة من حوالي ثلاثة أشهر وكان نوعاً ما يوفي مع المربي لأن سعر كيس العلف وزن ٥٠ كيلو كان وقتها ب ٧٥٠٠ ليرة من القطاع الخاص يعني كان وزن كيلو العلف ١٥٠ ليرة وكانت الأمور مستورة، حالياً نحن في أزمة حقيقية حيث أصبح كيس العلف ب ١٢٠٠٠ ليرة يعني سعر الكيلو ٢٤٠ ليرة ونبيع كيلو الحليب ما بين ١٨٠ و٢٠٠ ليرة يعني صارت كلفة العلف أكبر من قيمة الحليب هذا إذا ما ذكرنا بقية التكلفة الأخرى من لقاح وعلاج، وأضاف: إن استمر الوضع على ما هو عليه سنبيع أرزاقنا ونبحث عن عمل آخر لأن اعتمادنا بالمطلق في معيشتنا من عملنا في تربية الأبقار وليس لدينا أي مصدر رزق آخر، وحالياً ندفع من جيوبنا لنستمر على أمل أن يتوفر طلبنا في مؤسسات الدولة أو يتم تخفيض سعر العلف في القطاع الخاص أو ليسمح لنا التموين الذي ترك كل أشغاله في كافة الأسواق وتابع عمل المربين ومنعهم زيادة سعر كيلو الحليب إلى ٢٥٠ ليرة.
فأي معيار يتبعون عندما يتم بيع قنينة الماء التي لا تكلف شيئاً ب ٢٠٠ ليرة وقنينة الحليب التي تكلف المربي الكثير أيضاً ب ٢٠٠ ليرة .
أيضاً لما لا يراقب التموين أسعار تجار العلف، لما لا يوجد تموين على القطاع الخاص فليتدخل بسعر العلف الخاص كما يتدخل بسعر الحليب.
كلهم يحتجون بالدولار رغم أن كل مكونات العلف من إنتاج البلد، جميعنا نتساءل فيما إذا كان المعنيون بشؤوننا لا يريدون مساعدتنا فليقولوا ذلك صراحة لنبيع أبقارنا ونبحث عن مصدر رزق آخر لأننا نتحدث من وجع كبير وتكاد أسرنا وحياتنا وأعمالنا تنهار من هذه الفوضى.
* السيد علي القيم مربي أبقار أيضاً من قرية عين العروس قال: نعتمد أنا وإخوتي في معيشتنا على تربية الأبقار ومن هذه المهنة التي كانت رائعة في السابق أسسنا أسرنا وعلمنا أبنائنا وكانت كل أمورنا جيدة فلماذا تتم محاربتنا في هذا الوقت ولما نشعر أن كل شيء ضدنا وكيف سنستمر بالعمل والإنتاج مادام سعر كيلو العلف أغلى من سعر الحليب إضافة إلى بقية التكاليف الأخرى وبالدولة لا يعطونا إلا جزءاً بسيطاً من حاجة أبقارنا.
* السيد سمير ديب مربي من قرية الخزيمية قال: نأخذ شوال العلف ب ١٢٠٠٠ ليرة من القطاع الخاص أما في المؤسسة فسعر الشوال ٥٠٠٠ ليرة ولكنهم لا يعطونا المخصصات التي تلزم أبقارنا وبصراحة علف القطاع الخاص أفضل بكثير من حيث الجودة والنوعية وإدرار الحليب ولكن سعره مرتفع جداً وفوق قدرتنا على الشراء ونحن نتمنى أن تعطينا المؤسسة حاجة أبقارنا كنا ساعتها لا نلجأ للقطاع الخاص رغم تميز منتجه، أيضاً وافقه الرأي المربي أحمد السوسي من قرية القبو الذي عانى زيادة عن المربين الآخرين خسارته عندما فكر بتحسين نوعية أبقاره واشترى من الأبقار الألمانية التي تم بيعها في الفترات الماضية حيث كان إنتاجها سيئاً على صعيد الحليب والإنجاب وتحدث أيضاً عن ارتفاع أسعار العلف الجنوني وعدم دعم المربي ومساعدته بتقديم احتياجات أبقاره ولا بأي شكل من المساعدة التي تكفل له الاستمرارية في العمل.
* السيد ياسر قاسم مربٍ من قرية كلماخو قال: يعطون للبقرة في مؤسسة الدولة ٧٥ كيلو في الدورة العلفية يعني لا تكفي لبعض الدجاجات ولا دور إيجابي للجمعيات الفلاحية في هذا المجال ونتساءل كيف يتواجد علف المؤسسة عند التاجر ويباع الكيس ب ٧٠٠٠ ليرة وإلى جانبه علف القطاع الخاص ب ١٢٠٠٠ ليرة، وأضاف: يتكلف المربي الكثير بينما يتقاسم تاجر العلف وتاجر الحليب والطبيب البيطري الغنيمة، أيضاً شاركهم الرأي المربي أكرم أسعد من قرية بني عيسى وأكد بأن عدم توافر الأعلاف المدعومة من قبل الدولة جعل المربين تحت رحمة تجار الأعلاف الذين يرفعون الأسعار كما يحلو لهم بحجة ارتفاع سعر الدولار، واستغرب كيف يقولون إن تربية المواشي تحتل أهمية كبيرة لدى المعنيين لما تقدمه من دعم للاقتصاد الوطني بالإضافة لتنمية هذا الريف الفقير وتقديم الدعم للأسر العاملة في هذا المجال والتي يعتبر مصدر رزقها الوحيد.
المهندس علي ديوب مدير مركز الأعلاف في القرداحة أجاب حول سؤالنا له عن هذا الموضوع فقال: المؤسسة لا تقصر حسب الإمكانيات الموجودة فالدورة السابقة كانت من ١/٩ ولغاية ٣١/١٠ كان يوزع للمربي ٢٠٠ كيلو ضمن الدورة العلفية والدورة الحالية من ٤/١١ولغاية ٣١/١٢ يوزع ٧٥ كيلو علف للبقرة الواحدة وذلك حسب توفر المواد عند الدولة مضيفاً أن الدورات السابقة كان المربي يستلم مخصصاته على الهوية مجرد وجود اسمه في الجداول الإحصائية ١٠ طن بالإضافة الى ٢٠٠ كيلو علف لكل رأس حيث سعر الكيلو ١٠٠ ليرة ومكوناته من النخالة وكسبة الصويا والشعير والذرة الصفراء ووزن الكيس ٥٠ كيلو وأشار بأنه على المربي أن يقوم بزراعة الأعلاف الخضراء في الصيف كالبرسيم والذرة الصفراء والفصة وتخزينها للشتاء ليدعم مواشيه في مثل هذه الظروف وأكد بأنه بلغت مبيعات الكبسول خلال العام ٢٠١٩ في مركز أعلاف القرداحة ٩٥٠ طناً للأبقار و٢٥٠ طناً للنخالة واختتم كلامه بأن لكل دورة علفية خصوصيتها وظروفها والمخزون في آخر السنة يختلف عن المخزون في بدايتها.
وفي ختام الحديث نقول نتمنى النهوض بآلية الإنتاج الحيواني ودعم عمل المربين والعمل على تلبية احتياجاتهم حيث يعتبر الإنتاج الحيواني من أهم الأساسيات التي يعتمد عليها الفلاح وإيلاء الاهتمام لاستغاثاته حتى لا يعلن استسلامه وانهزامه أمام كل هذه الظروف والضغوط الصعبة التي تحاصره ويتحول إلى مطالب بالدعم ومستهلك بدلاً بعد أن كان منتجاً ويقدم الدعم لمجتمعه المحيط ولأسرته وخاصة في أريافنا الفقيرة.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار