تحت المجهر .. الثــروة الســـمكية الواعــدة

رقــم العــدد 9498
الاثنـــين 30 كانون الأول 2019

 

الثروة السمكية الوطنية منتج اقتصادي ذو جدوى عالية واعدة تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع والاقتصاد الوطني، ويوفر الكثير من فرص العمل للشباب والأسر في الريف، وهو مادة استهلاكية غذائية مهمة، ويرفد الأسواق المحلية بالأسماك الصحية الآمنة بدلاً من استيرادها أو دخولها تهريباً ومن مصادر مشبوهة وغير آمنة وملاحقة مهربيها . . السمك مادة استهلاكية غذائية غنية بالبروتينات والسعرات الحرارية اللازمة لكل فرد من أفراد الأسرة وهناك آلاف العائلات السورية في المدن والقرى امتهنت مهنة صيد الأسماك على طول الشريط الساحلي السوري ويشكل مصدر دخل أساسي دائم لها تعتاش عليه وتبيع الفائض لدعم اقتصاد الأسرة.
الواقع يفرض تطوير وحماية الثروة السمكية وتنمية مواردها ورعاية وتنشيط جميع الفعاليات الخاصة بها، وإحصاء كميات الصيد البحري ودراسة المخزون السمكي في المسطحات المائية والسدود والمياه البحرية المسموح الصيد بها وتشجيع تربية الأسماك التي أثبتت التجارب ملائمتها لبيئتنا ومياهنا وسهولة تربيتها ووفرة إنتاجها وإدارة تربية الأحياء المائية ومراقبة جودة منتجاتها ومراقبة الصيد الجائر للحفاظ على الثروة السمكية واستدامتها بغية زيادة الإنتاج الوطني منها ورفع نصيب الفرد من هذه المادة الغذائية المهمة.
مزارع الأقفاص العائمة في بعض السدود وخاصة بحيرة سد 16 تشرين الثاني من التجارب والخطوات الهامة والناجحة التي تنفذها الهيئة العامة للثروة السمكية في البلاد بهدف تأمين حاجة السوق المحلية باللحوم والأسماك بأسعار مناسبة للجميع واستزراع كافة المسطحات والمناطق والبحيرات والسدود في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماه بالأنواع المتميزة ذات النمو السريع والتي تعطي وزناً أكبر خلال أقصر مدة زمنية وخاصة سمك المشط الذي يعتبر من أكثر الأنواع السمكية استهلاكاً في السوق المحلية ويدر أرباحاً اقتصادية كثيرة، وأسماك الكارب العاشب والعام حيث تم استزراع الكارب العام والمشط في بحيرة الرستن واستزراع الكارب العام والعاشب في مياه بحيرة قطينة واستزراع الكارب العام والمشط في سد الباسل بطرطوس، كما قامت الهيئة العامة للثروة السمكية بخطوة إيجابية وهامة عبر مشاركتها في الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي بعرض نماذج مصغرة من مزارع الأسماك الأسرية التي تعيل آلاف الأسر في جميع المحافظات لزيادة المخزون السمكي وخلق بيئة محفزة للأسر الريفية.
قضية الأعلاف وتأمينها من الأمور الهامة جداً بالنسبة للثروة الحيوانية ومنها الثروة السمكية ومن المنغصات التي تثقل كاهل المربين الذين يشكون من قلة المواد العلفية (الذرة الصفراء، الكرسنة، الجلبانة، الباقية، الفصة، كسبة فول الصويا، الكسبة المنتجة محلياً، الكسبة المستوردة) وارتفاع أسعارها بشكل كبير وغير معقول، علينا دعم مزارعي المحاصيل العلفية مادياً والمحافظة على استقرار أسعارها وتقديم البذار المحسن من قبل المؤسسة العامة للأعلاف وتشجيع التجار على استيراد المواد العلفية وملاحقة محتكريها وتشجيع زراعة الذرة الصفراء في المنطقة الشرقية بعد عودة الأمن والأمان إلى القسم الكبير منها . . لزيادة المخزون من الثروة السمكية والحفاظ على هذه الثروة الوطنية الهامة، علينا تنفيذ الأبحاث والتجارب لاختيار الأفضل والقيام بالدعاية والإعلان وحملات التعريف بالأسماك وكيفية تربيتها وعوائدها وفوائدها ودعم القطاع الخاص لمساهمته بإنشاء المزارع السمكية وتأمين الأصبعيات لها وللمزارع الأسرية وتقديمها مجاناً والحفاظ على التنوع الحيوي للأحياء المائية التي تشكل مخزوناً مهماً للثروة السمكية واستزراع الجمبري في مياه البحر المتوسط واستزراع الأسماك البحرية المفضلة لدى المواطن السوري.
يجب تقديم الدعم السخي المادي والمعنوي لمزارع الأسماك الأسرية الصغيرة وتبيان قيمتها والعوائد المرجوة منها وتدريب المزارعين على كيفية استزراع الأسماك وتعليفها ومتابعة التطورات والتبدلات على بيئتها المائية وعلى التعامل علمياً وفنياً مع أحواضها (كمية الأوكسجين، درجة الحرارة، طعام، وزن، أمراض، تغليف) وتأمين الاحتياجات من الأصبعيات المجانية والأعلاف والأدوية البيطرية وضمان التفريخ الطبيعي لها لتأمين وصولها إلى المستهلك طازجة غير مبردة والحد من الاستيراد الذي يكلف الدولة الكثير ويصل مثلجاً وغير طازج.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار