لأنها همزة الوصل بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.. لغة الضاد في يومها العالمي تنشـــــد على لســــان أطفــــــالنا: عبــــير الحــــب يا لغتي
العدد: 9492
الأربعاء:18-12-2019
(لكي يحب الأطفال لغتهم، لكي يحبوا الناس والزهر والربيع والحياة، علموهم الأناشيد الحلوة، اكتبوا لهم شعراً جميلاً) هذا ما قاله شاعرنا الراحل الكبير سليمان العيسى، شاعر الطفولة ورائدها الأول تمجيداً للغة الضاد التي يصادف الاحتفال بيومها العالمي في 18 كانون الأول من كل عام وهو ما يوافق ذكرى صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اعتبار اللغة العربية لغة رسمية كونها إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ولأن اللغات هي همزة الوصل بين الشعوب وهي التي تحفظ تراثهم وتربط بين حاضرهم ومستقبلهم فقد اختارت (الوحدة) اليوم رصداً لآراء بعض الأطفال ممن يتمتعون بموهبة كتابة القصص والشعر والكتابة بالخط العربي الجميل حول أهمية اللغة العربية ودورها في إبراز الناحية الجمالية لحضارتنا الغنية شكلاً ومضموناً بلمحات الجمال والرقي، فكانت اللقاءات الآتية..
* الصديقة نهال نبيعة، الصف السابع قالت: أحب الأدبَ والشعرَ والخواطر وأكتب في أوقات فراغي، كما أحب المطالعة باللغة العربية وفي بيتنا مكتبة جميلة تضم كتباً لنخبة كبيرة من الكتاب العرب، وأنا رائدة طليعية على مستوى القطر في مجال كتابة القصة شاركتُ بالعديد من الأمسيات والملتقيات، ومنها ما كان في المركز الثقافي- دار الأسد باللاذقية، واللغة العربية منهل وافر العطاء ننهل منه فتزداد معرفتنا ومهاراتنا.
* الصديق زين الدين وطفة، الصف السادس، رائد طليعي في مجال الفصاحة والخطابة قال: اخترت مجال الفصاحة والخطابة لأني أحب الشعر كثيراً وهو مجال يحتاج إلى إتقان اللغة العربية بشكل سليم، وكذلك الثقافة الواسعة والحضور الاجتماعي والإلقاء المعبّر، وأنا أحفظ معظم ما كتبه شاعر الطفولة سليمان العيسى الذي يمثل لغتنا العربية بأبهى صورها الزاهية، وهو من عبر عن الطفولة باقتدار من خلال قصائده الغنية بكل مشاهد الحياة.
الصديقة ردينة ياسين، الصف السادس رائدة في المجال الصحفي قالت: أحب مهنة الصحافة التي تحتاج إلى التمكن من مجموعة مقومات، منها الثقافة والشخصية القوية والمهارة اللغوية واللغة العربية السليمة والصوت الواضح، وكذلك تحتاج إلى الثقافة والاطلاع، وهذا ما توفره لنا لغتنا العربية الجميلة والغنية بمفرداتها وألفاظها المتنوعة وكذلك في أسلوب صياغتنا لجملها التي نطوعها حسب المجال الذي نريد التعبير عنه.
* الصديق سومر محمد، 12سنة قال: تعلمت الخط العربي في دورات المركز الثقافي، وعندئذ علمت الفرق بين أنواع الخطوط المختلفة، مستفيداً من تجربة والدي في هذا المجال وقد شاركت في العديد من مسابقات الرواد ونلت جوائز عديدة في مجال الخط العربي، وقد استطعت بفضل متابعة أهلي ومدربي أن أجتاز الكثير من المراحل في هذا الفن الإبداعي الذي لا يقل أهمية عن باقي الفنون التشكيلية الأخرى، وأتمنى مستقبلاً أن أكون خطاطاً، إلى جانب دراستي لهندسة الديكور التي تتوافق مع فن الخط العربي الذي يشكل عنواناً للإبداع نظراً لجماله ومكانته في الحضارة الإنسانية.
* الصديقة غنى سعدية، الصف السادس، رائدة طليعية في مجال الشعر قالت: شاركت بعدة مسابقات للرواد حيث أني أحبّ الشعر (قراءة وكتابة)، وأستمتع بشعر سليمان العيسى وبدوي الجبل وأحمد شوقي، وغيرهم من الشعراء، ورغبتي أن أتمكن من كتابة الشعر أكثرَ وأكثر، إضافة إلى رغبتي في دراسة الطب البشري، وأنا أحب اللغة العربية وأراها لغة جميلة، سلسلة ، نستطيع من خلالها العزف على أوتار الكلمات لتناسب الموضوع الذي نود الكتابة عنه، وأنا أنمي موهبتي هذه بقراءة كتب الشعر والقصص والمجلات المخصصة للأطفال.
بقي للقول: بعيداً عن العولمة اللغوية التي تسود لغة التخاطب بين جيل اليوم الذي يعاصر التقنيات السمعية والبصرية الرقمية بكل ما تحتويه من عناصر وأدوات عالمية تداخلت في مجتمعاتنا وباتت تشكل لغة عالمية مشتركة بين العديد من الثقافات والحضارات الإنسانية وطغت من خلال مزايا مقوماتها – كالسرعة والسهولة والمقدرة على التواصل – على كل الخصائص والسلوكيات للمجتمع المحلي أياً كانت لغته وتراثه… فإننا نستطيع وبجهود بسيطة ومتضافرة أن نتمسك بلغتنا العربية وبتعليمها لأطفالنا لتكون زادهم ومنهلهم لبناء معارفهم ومهاراتهم المستقبلية ، لذلك لا بد وأن تلقى لغة الضاد من جميع الجهات الرسمية والأهلية اهتماماً كبيراً نظراً لأهميتها كحاضنة لتراث عريق وكهمزة وصل بين حاضرنا ومستقبلنا، وهذا ما لمسناه في آراء أطفال أعربوا عن تعلقهم بهذه اللغة الأصيلة والجميلة، مع التأكيد على أن لغتنا العربية هذه بحاجة لمن يحمل لواء أصالتها وعراقتها لتدوم بألقها وتميزها ولتتعاقب باستمرار من جيل إلى آخر.
فدوى مقوص