الفتيــــح … بنت البطة السوداء بين قرى بلدية السكينة

العدد: 9491

الثلاثاء: 17-12-2019

 

تتبع قرية الفتيح لريف جبلة وتبعد عنها مسافة 16 كيلو متراً وتتبع إدارياً لناحية عين الشرقية- بلدية السكنية و يعيش معظم سكانها على ما تنتجه لهم شجرة الزيتون التي تعد المحصول الأساسي لهم. وتضم بلدية السكنية التي تنضوي الفتيح تحت ظلها أربعة قرى هي السكنية وعدد سكانها 2200 نسمة والفتيح وعدد سكانها 1600 وظهر بركات 1200و قصابين 800 نسمة، أما بالنسبة لقرية الفتيح وهي محط موضوعنا فهي معدومة الخدمات وبعيدة عن اهتمام رؤساء البلديات السابقين الذين كان جل ثقلهم ينصب على قرية قصابين أكثر من باقي القرى.

 

مختار القرية حسين صالح قال: في الدورة السابقة كنت عضواً في مجلس البلدية حيث تم الاتفاق في إحدى الاجتماعات علىٍ إلغاء العمل العشوائي وتوزيع الخدمات بالتساوي أو حسب حاجة كل قرية من القرى التي تتبع لعمل البلدية ولكن لم ينفذ أي شيء من هذا الكلام، ولم أجد أي تعاون وبسبب عدم قدرتي على مساعدة أهل القرية أعلنت انسحابي من مجلس البلدية، فالصرف الصحي في قرية الفتيح لا يخدم سوى 50 % منها والجزء الباقي لا تزال خدمات الصرف فيه عشوائية إما عن طريق الجور الفنية أو الأنابيب التي تلقي مخلفاتها في الساقية، ونحن نعاني من مشكلة كبيرة جداً تكمن بانسداد البواري وعدم تصريفها وتجمعها في مكان محدد لم تنفذ منه الأوساخ نتيجة المنسوب غير المتوازن حيث تتجمع هذه الأوساخ في حفرة كبيرة وتتسرب مياهها تحت البناء الذي أضحى عرضة للانهيار ناهيك عن الروائح والحشرات تنتشر في الصيف وعند مراجعة الأهالي للشكوى من هذا الأمر يكون الرد انتظروا حتى يأتي مشروع، ومازال أهل القرية بانتظار الانفراج بقدوم المشروع دون أمل، باستثناء تخديم 250 متراً من الصرف الصحي لذوي الشهداء عن طريق الخدمات الفنية ومنذ أربع سنوات لم يتم تخديم القرية بشيء من البلدية، وعلى الرغم من أن قرية الفتيح قدمت 15 شهيداً في سبيل الوطن فإن أغلب طلبات أهاليهم لإقامة تفريعات طرقية لا تزال بانتظار التنفيذ حيث لم يتم مد سوى 300 متر لذوي الشهداء حتى الآن، أما بالنسبة للقمامة فيتم ترحيلها لمرة واحدة في الأسبوع عبر جرار البلدية والذي لا يصل إلى أطراف القرية حيث يتم رمي القمامة في الساقية التي تعبر القرية أو يتم حرقها من قبل الأهالي، والكارثة الكبرى في هذا المجال هي مدخل القرية الذي أصبح مكباً كبيراً للقمامة.
قلة ميا ه الشرب
وهي المعاناة التي يعيشها الأهالي خصوصاً في فصل الصيف ففي القرية أربعة خطوط فرعية تغذى من سكر رئيسي واحد حيث يخصص لكل خط نصف ساعة، وهي المدة غير الكافية لمليء أكثر من برميل حيث يقوم السكان بشراء الصهاريج بقيمة 12 ألف ليرة سورية للصهريج الواحد وذلك من أجل سد حاجات الاستخدام المنزلي فقط وهو ما بات يثقل كاهلهم.

                                                           

طرق ضيقة جداً
علي عيسى أسبر قال: منذ عدة سنوات لم يتم ترقيع متر واحد تم تزفيتها منذ عام 1981 عرضها خمس أمتار تم تزفيت 3 أمتار ونصف والباقي تم حفره من قبل الأهالي أدى إلى تضيق الطريق الرئيسية وجعل المواطنين يعملون لترقيع الطرقات أمام منازلهم بالإسمنت على حسابهم الخاص، علماً أنهم تقدموا بعدة طلبات إلى الخدمات الفنية لمعالجة الموضوع دون أن يتم حتى الآن الاستجابة لهم.
المواصلات معدومة
ولا سرفيس يدخل قريتنا، هكذا قال أبو أيهم الذي أ شار إلى أن باصات خط جبلة – الفتيح كانت تصل إلى آخر القرية، ومنذ عشر سنوات تغير الخط وأصبح باسم جبلة قصابين حيث لاتصل السرافيس إلا إلى مدخل القرية وتعود وهو ما يضطر معه الأهالي لاستخدام الطلبات الخاصة أو الدارجات النارية للوصول الى مقاصدهم وفي الصباح يتجمعون بأعداد كبيرة على المفرق علهم يجدون أماكن لهم في سرافيس القرى المجاورة للوصول إلى أماكن عملهم.
وأما الكهرباء ففي القرية حوالي 200 منزل مخدمين بخزانين للكهرباء وتعاني المنطقة الغربية من القرية من ضعف التيار صيفاً وشتاء وتحتاج إلى تركيب خزان على الرغم من تواجد الأبراج وتقدم الأهالي بعدة طلبات إلى كهرباء ناحية عين الشرقية لمعالجة دون أن يتم حتى الآن التجاوب معهم حيث أنهم كثيراً ما يضطرون في حال وجود عطل للانتظار لمدة يومين أو أكثر حتى يتم إصلاحه.
وعن الخدمات الصحية يقول أحد المواطنين أنها معدومة إذ لا يوجد طبيب ولا صيدلية ولا مستوصف في القرية التي يضطر أهلها وفي أية حالة إسعافية للذهاب إلى ناحية عين الشرقية لتلقي العلاج علماً أن مختار القرية تبرع بقطعة أرض لإنشاء مستوصف في القرية دون أن يتم ذلك حتى الآن.
وبالنسبة للمدارس والتعليم فقد تبرع أهل القرية بقطعة أرض لإقامة مدرسة وتم إنشاء مدرسة للطلاب حتى الصف الرابع ولا يزال باقي الطلاب يذهبون إلى مدرسة قصابين والمدارس المجاورة لتلقي التعليم وهناك تعاون من قبل المدرسين رغم المعاناة يتحملونها في موضوع المواصلات حيث تبعد المدرسة عن مفرق القرية مسافة كبيرة يقطعها المعلمون إما سيراً على الأقدام أو عبر سيارة أو دراجة عابرة تقلهم إلى المدرسة.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار