255378 طالباً و36200 معلم ومدرس في 1212 مدرسة.. هذه حالهم

رقــم العــدد 9490
الإثنـــين 16 كانون الأول 2019

الكثير من الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالقطاع التربوي والتعليمي في محافظة اللاذقية بدءاً من واقع المدارس وصيانتها والعدالة في توزيع الكادر التعليمي من خلال إجراء تسوية في بعض المدارس لتوزيع الفائض على مدارس الحاجة إلى حقيقة تفريغ بعض المدرسين للعمل الإداري وعملية التنقل وإيجابيات المناهج الجديدة المطوّرة وصعوباتها ودور التربية في تأهيل الأطفال دون (5) سنوات للدخول في مدارس الحلقة الأولى ممن لا يستطيع أهلهم دفع أقساط الرياض العالية إلى مسابقات التربية وصولاً إلى تدفئة المدارس وغيرها الكثير.
قدمنا التساؤلات إلى السيد عمران أبو خليل مدير التربية في اللاذقية فتلقاها بصدر رحب وشفافية واهتمام بالغ وأجاب ما أمكن عن معظمها وابتدأ حديثه قائلاً:
عدد مدارس محافظة اللاذقية مدينة وريفاً 1212 مدرسة حلقة أولى وثانية وثانوي وعدد الطلاب 255.378 طالباً يتغير تبعاً للتنقلات من وإلى المحافظة وعدد الكادر التعليمي 36.200 معلم ومدرس يتغير أيضاً حسب التنقلات من وإلى المحافظة وليزيد عدد الموظفين في مديرية تربية اللاذقية على 45 ألف عامل وعاملة من كافة الشرائح والفئات ضمنهم الكادر التعليمي التابع لمديرية التربية.
عملية التنقل بناء على معايير مدروسة
حول عملية تنقل الكادر التعليمي والإداري التابع إلى مديرية تربية اللاذقية وآليتها قال مدير التربية: الكادر التعليمي والإداري التابع لمديرية التربية موزع بشكل عام ومنذ زمن بحسب السكن الجغرافي وبحسب الرغبة والشواغر التي توزع في المحافظة مدينة وريفاً، وفي كل عام تقدم طلبات نقل مدرسين وإداريين وعاملين داخل المحافظة وإلى خارجها قبل افتتاح العام الدراسي بعد أن تكون الشواغر الحقيقية قد عرف مكانها وتجهزت قاعدة بيانات عملية التنقل بناء على معايير مدروسة وتطلع عليها الوزارة وفرع الحزب والمحافظة وأهم المعايير وجود الشاغر البديل والقدم الوظيفي الذي يسمح مع مراعاة الأفضلية لذوي الشهداء والجرحى وتراعى الإناث على الرجال وتفضل الإناث المتزوجات على العازبات وتفضل المتزوجات الحوامل على غيرهن إضافة إلى مراعاة الحالات الإنسانية والاجتماعية كالطلاق وحالات صحية محددة.
وقال أبو خليل: هناك من يتهمنا بتحويل الكادر التدريسي والتعليمي إلى أعمال إدارية في المدارس بكافة حلقاتها فأرد عليهم: إن ملاكات المدارس المحددة لكل مدرسة لا تسمح بالخروج عنها والمخصصة وفق عدد الشعب والطلاب إلا في حالات خاصة كالموافقات الوزارية والموافقات الوزارية الصحية وموافقة اللجنة الرباعية (تربية، شعبة الحزب المختصة، نقابة معلمين، فرع الحزب)، كذلك نراعي أيضاً ذوي الشهداء علماً أن من صلاحيات مدير المدرسة لاسيما في الحلقة الأولى أن يكلّف أي إداري في مدرسته بأي عمل كالتعليم أو غيره عند الحاجة وبحسب الحاجة علماً أن 90% من مدارسنا الابتدائية فيها معلمين احتياط ورديف للأصلاء.
وقد تحدث بعض الحالات في الريف البعيد ولا تسمع المديرية بأمومة معلمة والتي أخذتها بشكل اضطراري مفاجئ وهذا يحتاج إلى وقت حتى يرمم النقص علماً أننا نسيّر الموجهين الاختصاصيين والتربويين ومشرفي التعليم الأساسي إلى كافة المدارس وبشكل يومي ولمتابعة العملية التربوية والتعليمية وبشكل دوري وإعلامنا بكل خلل يستوجب التدخل والتصحيح وإعلامنا أيضاً بالحالات الإيجابية التي نضيء عليها بشكل مستمر تعزيزاً لجهود زملاءنا المبذولة ويتم التكريم بناء على شهادات جماعية وليس شهادة شخص واحد ونستمر في إجراء التسويات المناطقية من أجل تحقيق العدالة بين المدارس.
عن وجود نقص في الكادر التدريسي في بعض مدارس المحافظة خاصة في الأرياف أجاب عمران أبو خليل:
لا يوجد نقص حقيقي للمعلمين في كافة مدارس المحافظة لكن هناك نقصاً في رفاهية بعض المدارس بسبب سوء التوزيع المتراكم عبر سنوات سابقة لذلك نجد مدرسة فيها احتياط (5) معلمين ابتدائي ومدرسة فيها (10) ومن هنا يأتي الحديث عن نقص الرفاهية والكادر الاحتياطي هم مساعدو الكادر الرئيسي لاسيما في حالات الغياب حتى لا تفوت على أبنائنا نقاط تعليمية ومدير المدرسة هو دينامو عملية التدريس ونسعى ما يمكن لتحقيق عدالة التوزيع بما يخص الكادر الرئيسي والاحتياطي.
وأشار مدير التربية: يوجد في المحافظة 275 روضة خاصة تشرف عليها مديرية التربية من خلال مشرف مندب من التربية عليها ويتم تحديد أسعار التسجيل فيها بداية كل ترخيص من قبل صاحب الروضة وبموافقة الوزارة والقسط يحدّد ويرتبط بالخدمات الموجودة في الروضة ويتراوح القسط من 50 ألف ليرة سنوياً فما فوق بحسب امتيازات الروضة.


ضمن مشروع استعدوا للالتحاق بالمدرسة
يعاني الكثير من الأهالي من عدم القدرة المادية لتسجيل أطفالهم في رياض الأطفال الخاصة نظراً لارتفاع أقساطها السنوية وتتجاوز في بعضها 300 ألف ليرة ومعاناتهم أكبر حين دخول طفلهم الصف الأول في الحلقة الأولى وهو غير مستعد بينما رفاقه قد تحضروا نظراً لتسجيلهم في روضات خاصة نفسياً وتعليمياً وهو ما يؤثر على الطفل ويشعره بالتأخر عن زملائه وصعوبة اللحاق بهم.
عن هذه المشكلة أجاب أبو خليل: توجد (6) رياض أطفال فقط تتبع إلى مديرية التربية في كامل المحافظة وبقسط (15) ألف ليرة وهو عدد قليل جداً ولهذا السبب ولتعزيز دور التربية في تحضير الطفل للدخول في الحلقة الأولى قمنا وبالتعاون ما بين وزارة التربية والمنظمات الدولية بافتتاح (11) شعبة في (11) مدرسة خاصة برياض الأطفال من عمر 3-5 سنوات ضمن مشروع استعدوا للالتحاق بالمدرسة ووزعنا هذه الغرف في المناطق الأكثر حاجة وازدحام أطفال ومستوى معيشي متواضع مثل مدرسة رفعت دحو بالرمل الجنوبي وسليم عمران بالرمل الشمالي وفي منطقة الحفة وجبلة والقرداحة وتم تجهيز الغرف بلوازم رياض الأطفال.
وأيضاً توجد في كثير من المدارس شعب صفية افتتحت بالتعاون مع نقابة المعلمين وبأجور رمزية مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجة لإنتاج هذه الشعب بحسب المناطق وتوفر المكان, ونسعى مع وزارة التربية والمنظمات الدولية لزيادة عدد الشعب المفتتحة حيث تمت الموافقة على افتتاح (22) غرفة روضة تم افتتاح (11) منها هذه العام و البقية في خطة العام المقبل ويتم تجهيز البنية التحتية لها مع ملاحظة الفصل بين أطفال الروضة وتلاميذ الحلقة الأولى أثناء الفرص المدرسية.
وعن صعوبة المنهاج المدرسي المطوّر (الجديد) على المدرس والطالب قال مدير التربية: توجد لدى المديرية خطة لمواكبة المناهج المطوّرة ومنها تشكيل فريق دعم مهارات الحياة بالتشارك مع إحدى المنظمات الدولية وسيقوم بالتدريب في بعض المدارس لمعلمين ولطلاب وفيه تدريب وتحفيز مادي للطالب والمدرس والمدرّب.
وقد عقد اجتماعاً بهذا الخصوص لتوزيع العمل وتم التأكيد على اختيار المدرسين من ذوي الشهداء والمتميزين من المعلمين أما الطلاب فتم التركيز على الأحياء الفقيرة ومن لديهم أوضاعاً خاصة أما المدربين وهم عبارة عن (4) فرق ثنائية مدينة وريفاً كمرحلة أولى من المشروع وسيتم بناء على موافقة المنظمة الداعمة.
عن الحالات النادرة التي قد تحصل في إحدى المدارس وتعد حالة طارئة أجاب أبو عمران:
على إدارات المدارس التعامل مع الحالات الطارئة بحسب القوانين والأنظمة فسور المدرسة هو سور الوطن ويجب أن تطبّق على ما بداخله هذه القوانين والأنظمة دون استثناء ومن نجد فيه من الإداريين الضعف أو التخاذل نسارع إلى تغييره فالطلاب ضمنه سواسية في موقع واحد.
تعمل مديرية التربية في محافظة اللاذقية على تحسين واقع الأبنية المدرسية من خلال توفّر الخدمات الأساسية حيث تم تنفيذ واستلام أعمال الصيانة الطارئة في 240 مدرسة حتى تاريخه وقد شملت صيانة النوافذ وتركيب زجاج في 121 مدرسة وصيانة دورات الطلاب (تأهيل الدورات، صيانة خط الصرف الصحي، صيانة الخزانات وخط المياه الحلوة، صيانة أو تركيب مضخة) وذلك في 115 مدرسة،
كما تم تنفيذ أعمال الصيانة في 14 مدرسة ضمن العقود الاستثمارية لمديرية التربية للعام 2019 وقد شملت أعمال الصيانة الدورات لمعظمها، مع الإشارة إلى أنه ستتم تغطية الحاجات الأساسية لمعظم المدارس خلال العام المقبل كونه تم تخصيص موازنة لصيانة المدارس من لجنة إعادة الإعمار بحسب توجيهات وزير التربية.
وقال مدير التربية: بحسب قرارات وزارة التربية بتعيين كل المتقدمين الناجحين لمسابقة الفئة الثانية 2019 ونظراً لعدم توفر الشواغر لبعض الاختصاصات في محافظة اللاذقية قمنا بموافقة الوزارة بقبول أكثر من 500 ناجح وناجحة في اختصاص فنون نسوية وفنون كالرسم والأشغال، على أن نسدّ بهم مؤقتاً شواغر مادة التربية الرياضية شريطة أن يعينوا في الريف البعيد وفي المناطق ذات الحاجة وأن يتم إخضاعهم لدورة تدريبية قبل مباشرتهم وذلك خلال العطلة الانتصافية.
وأجرت مديرية التربية العام الجاري مسابقة للفئة الرابعة وذلك لحاجتها إلى عمال مهنيين تقدَّم إليها أكثر من 4400 لاختيار 200 منهم وتم بموافقة الوزارة رفع العدد إلى 1200 وهؤلاء باختصاصات مهنية مختلفة (حدادة، نجارة، كهرباء، سائقين، خياطين، عاملات آلة تصوير, ضاربات آلة كاتبة.. إلخ) وسوف يحال قسم منهم بناء على رغبتهم إلى مستخدمين ليغطوا النقص الموجود في بعض المدارس ونوَّه عمران أبو خليل أنه ووفق قانون العاملين الموحد والخاص بالمسابقات العامة تنتهي صلاحيتها في نهاية كل عام الذي نشرت به.
وتابع أبو خليل: في الحلقة الأولى معلم الصف مجهز بالجامعة ليعطي كافة الاختصاصات ما عدا اللغات الأجنبية فلا حاجة أصولاً لمدرس مختص لأي مادة في الحلقة الأولى ماعدا اللغات الأجنبية وما نراه من مدرسين متخصصين في الحلقة الأولى نتيجة وجود الفائض في المدن وتم توزيع هؤلاء على مدارس الحلقة الأولى.
وتابع مدير التربية: المناهج المطوّرة خلقت أساساً لمواكبة تطورات الحياة وللحد وإلغاء الساعات الخاصة والتي هي بسبب خوف الأهالي المبالغ به على أبنائهم وقد أجرينا اجتماعاً نوعياً هو الأول على مستوى القطر دعينا إليه أولياء الأمور في كافة مناطق المحافظة في المركز الثقافي وبحضور طلاب ثالث ثانوي ومنظمات وفعاليات أخرى ذات صلة وموجهين اختصاصيين، وكان النقاش موسعاً دام نحو 4 ساعات خرجنا منه بعدة رؤى ومقترحات إيجابية للوقوف على العقبات وتذليلها على مستوى المحافظة وخاصة في الأرياف، وخصوصية الاجتماع أنه سابقاً معروف بالاجتماعات ضمن المدرسة ووجود ممثل أو موجه فيها عن التربية أو مدير التربية، لكن ما يميز هذا الاجتماع النوعي أنه على مستوى المحافظة ومن مناطقها الخمس والنتائج المقترحة ترفع إلى الوزارة لدراستها وإقرار ما من شأنه أن يحسن العملية التعليمية والتربوية.
وأكد عمران أبو خليل على توزيع مادة المازوت على المدارس بدءاً من المناطق الباردة في الريف نزولاً باتجاه المدن بحسب التعليمات الوزارية والسيد المحافظ والتوصية أن الأولوية تدفئة الصفوف لاسيما في الحلقة الأولى وليس للإداريين.
وعن مشكلة قطع التيار الكهربائي عن المدارس وخاصة في أوقات التقنين الصباحية والمسائية أجاب مدير التربية: وجهنا المدارس التي فيها ندوات (مقاصف) وفيها أعداد كبيرة وريع التعاون والنشاط فيها جيد إلى شراء بطاريات ولدات وبفواتير نظامية متمنين عدم استمرار التقنين خاصة في ساعات الصباح الأولى وبعد الظهر أو إمكانية التقنين خارجها.
أشار أبو خليل إلى أنه وبموجب مشروع اتفاق بين وزارتي التربية والثقافة هناك مشروع أن تؤخذ المدرسة لصالح وزارة الثقافة وتصبح متحفاً وطنياً مقابل أن تبني وزارة الثقافة بناءً لمديرية تربية اللاذقية على الأرض الخاصة بها والموجودة جانب المركز الثقافي الجديد.

صباح قدسي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار