العـــــدد 9481
الثلاثـــــــاء 3 كانون الأول 2019
عندما نتحدث عن مجانية الطبابة في سورية لابد من التوقف عند مرضى السرطان تحديداً لسببن أساسين أولهما ارتفاع تكاليف العلاج إضافة إلى ارتقاع تكاليف التشخيص والمراقبة، حيث تختلف كلفة علاج مريض السرطان حسب نوع الورم وموقعه وخصائصه ومرحلة الإصابة حيث تتراوح أدنى الجرعات كلفة بين 20 و50 ألف ليرة فيما تصل بعض الجرعات إلى 1.5 مليون ليرة وقد يحتاجها المريض كل 3 أسابيع.
ويتحمل مركز المعالجة الكيميائية والشعاعية في مشفى تشرين الجامعي ضغط عمل كبيراً بسبب عدد المراجعين الهائل على اعتباره المركز الثاني على مستوى القطر في الوقت الحالي حيث تجد المرضى والمراجعين من كافة المحافظات السورية ولكل وجعه الآخر قبل المرض أو بعده.
ويستقبل المركز يومياً ما بين 250 إلى 300 مريض منهم ما يزيد عن عشرة مرضى حالات جديدة في كل يوم ولعل هذه التفصيلة وحدها تحمل كثيراً من الألم وإشارات الاستفهام حول الأسباب والمسببات لهذه الأرقام في أعداد مرضى السرطان ولكن محل هذا التساؤل ليس هنا وليس الآن ربما في مادة أخرى.
يقدم المركز كافة الخدمات من أدوية وتحاليل دموية وفحوصات شعاعية ومتابعة تقييمية لحالة المريض وجميعها مجاناً، الأدوية الورمية متوفرة بنسبة 90 -95 % إضافة إلى توفر العديد من الأدوية العلاجية الهدفية الحديثة وإذا كان هناك بعض النقص في عدد من الأدوية فإن نسبته لا تتجاوز 5 % إضافة إلى العلاج المجاني الكيميائي والجراحي لمرضى الأورام و العلاج الشعاعي أيضاً، وهنا لا بد من الإشارة الى دقة ومصداقية التحاليل والصور والتدابير الأخرى حيث أكدت لنا إحدى المريضات أنها لجأت إلى إعادة التحاليل والصور التي أجرتها في مشفى تشرين والسبب ارتياب طبيبها من النتائج والنتائج في المخابر الخاصة جاءت مطابقة تماماً ولكن شتان بين التكلفة ففي المشفى مجاناً في حين تبلغ تكلفة صورة طبقي محوري على سبيل المثال ٩٠ ألف ليرة سورية في المراكز الخاصة وهذه ميزة يستفيد منها مرضى السرطان في الوقت الذي يترتب على المرضى الآخرين تسديد رسوم رمزية .
وما نلاحظه أن معدلات الإصابة بالسرطان ترتفع، وهذا يتطلب تكثيف برامج الكشف المبكر عن السرطان وبرامج التوعية والتثقيف الصحي، وإيجاد الحلول المناسبة للحد من خطورة انتشار هذا المرض.
بالإضافة للتشخيص الجيد والتقويم الصحيح لوضع المريض بشكل كامل فهذا بدوره يؤثر في الحد من المرض ولمكافحة السرطان هناك ما يسمى بالخطة العلاجية للمريض الورمي، وهي فكرة عالمية، وتعني ألا يستفرد طبيب بمعالجة ورم سرطاني، أي يجب أن يكون هناك خطة علاجية بين الطبيب والمعالج الشعاعي والمعالج الكيميائي لكل مريض سرطان ولكن هذه الحالة مفقودة تماما في مشافينا عموماً.
الضغط الكبير داخل المشفى يسبب في كثير من الأحيان حالات تذمر من المراجعين سببها الانتظار الطويل وبعض المحاباة التي يحظى بها بعض المرضى نتيجة توصية أو معرفة لأحدهم وتسعى إدارة المشفى جاهدة للحد من هذه التصرفات الفردية.
مزيد من الاهتمام
لعل خبر افتتاح أول معمل لصناعة الأدوية الكيمياوية المضادة للأورام السرطانية، وهو الأول محلياً يؤكد السعي الجاد والحثيث لضمان توفر الدواء في السوق وبأسعار اقتصادية لا سيما بعد أن بدأت هذه الأدوية تشهد اختناقات في طل انعدام البديل المحلي والاعتماد الكامل على الاستيراد.
من جانب آخر فقد أحدثت جامعة تشرين مركزاً لأبحاث السرطان في مشفى تشرين الجامعي بكلية الطب البشري، وفق للقرار الصادر عن وزارة التعليم العالي بتاريخ ٢٤ نيسان للعام الجاري ليكون هذا المركز الأول من نوعه على مستوى سورية والمنطقة.
وسيكون هذا المركز حاضنة بحثية باسم مركز أبحاث السرطان، خاصة في ظل ازدياد عدد حالات السرطان المشخصة بمركز الأورام والتشريح المرضي في كلية الطب، مهمته الاساسية القيام بالدراسات والبحوث العلمية في مجال علوم السرطان المختلفة، بالإضافة إلى تأهيل جيل جديد من الباحثين الشباب وتدريبهم على إجراء البحوث العلمية ونشرها في مجلات عالمية متخصصة بحثية.
كما تم إنشاء وحدة مستقلة خاصة بمعالجة أورام الأطفال في مركز المعالجة الشعاعية والكيميائية بمشفى تشرين، وذلك بهدف تقديم العناية اللازمة لهم بشكل تخصيصي ومستقل عن معالجة أورام الكبار.
يذكر أن القسم الخاص بمعالجة أورام الأطفال يضم 11 سريراً وحديقة مزودة بالألعاب للترفيه عن الأطفال، بالإضافة إلى تحديد كادر طبي وتمريضي خاص به.
هلال لالا