الرّيف الجبلي.. تقطّعت أوصاله وجسور بلغت أرذل العمر

العدد: 9293

الأحد-17-2-2019

 

هي جسور من نوع آخر ليست لمرور بشر على طريق، إنّما لتمرير طريق في وادٍ أو رفعه عن سرير نهر، وهي بأي حال لا ترقى لمصاف العقد الطرقية ولا الدوّارات المرورية وأقل ما يمكن وصفها بـ (تمشاية حال)، يمكن تنفيذها بأبسط القواعد الهندسية، رغم بساطتها بقواعدها وجوائزها إلّا أنّها شريان حياة وأي انهيارات عليها تقطّع أوصاله وتشل حركة أبنائه إلى قراهم، فلا تتوقع وجود إشارة مرورية على عبّارة، أو شرطي مرور ينظم سيراً عرقله جلمود صخر انهار على حافة طريق جبلي.
مدينة القرداحة وريفها رغم ضيق وشدة زحام شوارعها الرئيسية تخلو من جسور مشاة أو أنفاق من شأنها حلّ مشاكل السير الكثيرة فيها.
القرداحة.. ترتبط بالعديد من قرى ريفها الجبلي بطرق خدمية تتخللها جسور وعبّارات صندوقية فوق الأنهار المنتشرة في المنطقة وكأنّها شرايين ممتدّة في جسدها توزع الحياة إلى كل بقاعها وقد تعرّض جزء كبير منها للضرر أثناء الفيضانات التي حدثت خلال العامين المنصرمين.
الانهيارات أتت على خمسة جسور
الريف الجبلي في القر داحة، تحولت أنهاره من نعمة إلى نقمة نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضانات تسببت بانهيار كثير من الجسور.
* السيد فوّاز الشندي، بلدية دير حنا قال: هي خمسة جسور وقد لحق بهذه الجسور ضرر كبير جرّاء الفيضانات التي حدثت خلال الشتاءين الحالي والماضي، حيث تم ترميمها بشكل مؤقت ولم تكتمل صيانتها بشكل نهائي حتى الآن.
أما بالنسبة للجسر الذي يربط القرداحة بقريتي بحورايا ودير حنا ويقع جانب معمل (الكلس) فهو بحاجة ماسة إلى توسيع وصيانة كونه متصدّعاً وقديماً وقد وقعت عليه عدة حوادث.
وأضاف: العبّارات على الطرقات الفرعية تحتاج إلى صيانة والتعزيل والتوسيع حيث إنّها لا تفي بالغرض المطلوب الذي وجدت لأجله مثل عبّارات: مرج موسى، المريجات وعبّارة على طريق دير حنا- بتنبول، جانب منزل علي صقر، وقد قامت البلدية بمخاطبة الخدمات الفنية عن طريق المحافظة للمعالجة وإعادة ردمها وتسويتها بطريقة فنيّة جيدة تضمن بقاء البقايا عليها وعدم زوالها وانجرافها مع السيول القوية.
جلمود صخر حطّه السيل من علٍ
* السيد عاطف خزامة- نينتي قال: ترافق الشتاءان الأخيران مع أمطار غزيرة وسيول قوية جرفت معها الحجارة والصخور الكبيرة من أعالي الجبال، وقد تضررت الجسور التي تربط جبال القرداحة الجنوبية بمدينة القرداحة وأهمها جسر نينة- القرداحة من جهة بكراما، وهو عبارة عن جسر يربط نينتي بالقرداحة وقد تمت معالجته.
أيضاً تضرر جسر كبير مكوّن من ثلاث عبّارات على طريق عام نينتي- القرداحة، وحالياً يتم العمل بها ومازال الطريق مقطوعاً إلى الآن، هذا عدا عن أنّ المتعهد متباطئ جداً بالعمل.
السيول أغلقت العبّارات
إضافة لذلك تضررت العبّارات الموجودة في المنطقة ضمن مجال عمل البلدية حيث أغلقت عبّارات في قرية نينة بالكامل مما أدّى إلى تحول مياه السيول جميعها على الطريق العام وقطعها. وكذلك هناك انهدام في عبارة طريق (غلميسي) وانهدام جزئي في عبارة طريق جرماتي مؤكداً على وجود منعطفات خطرة على الطريق العام بحاجة للتوسيع.
أغلب طرق اسطمنا خارج الخدمة
السيد رضوان ميّا- المتن، أشار أيضاً إلى بعض العبّارات المطرية التي تأذّت بفعل عوامل الطقس وكثرة الأمطار وعدم قدرتها على تصريف كل هذه الأمطار والسيول مع ما تجرفه من أتربة وصخور مثل العبّارة المطرية المؤدّية إلى قرية المرّان والواقعة على نهر المرّان حيث تتعرض دائماً للانسداد وتحتاج لتعزيل وتنظيف مستمرّين بعد كل مطرة قوية عدا الحاجة الماسة لاستبدالها بجسر صندوقي يستوعب كمية أكبر من الأمطار والسيول، وقد رفعت البلدية طلباً للمحافظة لاستبدالها حيث كثيراً ما تنقطع طريق المران وذلك بسبب الردميات واللحقيات القادمة مع المياه من الجهة الشرقية وأشار أيضاً إلى عبّارة (اسطمنا) والتي أصبحت خارج الخدمة ولا يتجاوز قطرها نصف المتر مؤكداً أنّ هذه القرية بحاجة إلى إنشاء مجرى مطري من جانب عين عربين إلى جانب منزل راجح يوسف بطول ٢٥٠ متراً كون الطريق شديدة الانحدار وقد أدّت السيول الدائمة إلى تخرّبها وخروجها عن الخدمة موضحاً أن أغلب الطرق في (اسطمنا) خارج الخدمة نتيجة الإهمال وعدم الصيانة لها منذ أكثر من عشر سنوات وكانت ملحوظة بخطّة الخدمات الفنية للعام ٢٠١٨ إلا إنّها لم تنفذ.
على الطرقات.. الصخور شواهد
السيد نظام خضّور- المعلقة، أشار أيضاً إلى وجود مشكلة كبيرة في العبّارة الواقعة على نهر المعلقة- القرداحة، حيث تتحول إلى بركة ماء خلال الأمطار القوية كون قدرتها التصريفية صغيرة نسبة إلى الأمطار والسيول القوية وتنقطع الطريق ولا تستطيع السيارات المرور عليه، وقد حدث ذلك أكثر من مرتين خلال الفترة الماضية حيث يضطر الناس إلى مسلك آخر بعيد نسبياً عبر قرية مرج معيربان.
وأشار أيضاً إلى الانهدامات الصخرية التي حدثت من حوالى الشهر في قرية بقيلون وقطعت الطريق وقد تمت إزالتها بشكل إسعافي كون الصخور الكبيرة مازالت على جانبي الطريق وبحاجة للترحيل.
الحالة تعبانة
السيد محسن قدّار- يرتي، قال: يوجد في مدخل بلدية يرتي بداية بيت سوهين من الجهة الغربية طريق عام جرف زفته وبقاياه من الحصى نتيجة الأمطار السيلية الغزيرة في منطقة منخفضة، ولذلك هو بحاجة ماسة إلى جدار صخري مع ردميات كون الزفت تآكل وانجرف عنها ويوجد جانبها سفح عميق والخوف إذا ما ازدادت كمية الأمطار أن تتحول إلى كارثة ولذلك تواصلنا مع مكتب الخدمات الفنية بالقرداحة الذين قاموا بالاطلاع على الواقع وأجروا الكشف اللازم وأعدّوا الدراسة الشاملة لرفعها للخدمات الفية باللاذقية.
وأشار أيضاً إلى وجود عبّارة قسطلية من ضهر دباش باتّجاه قرية دباش وهي عبارة صغيرة بقطر متر واحد لا تستوعب كميات الأمطار الكبيرة الهاطلة مما يؤدي إلى انقطاع الطريق.
وذكر أيضاً جسر (الدسار) القديم والذي بني في أوائل القرن الماضي والذي يصل بين ريفي الحفة والقرداحة عبر (يرتي والمزيرعة) وهو طريق سياحي يوصل قلعة صلاح الدين بقلعة المهالبة، ولكن الطريق من يرتي باتجاه (الدسار) بحاجة إلى صيانة باعتباره طريقاً سياحياً لوصل القلاع الأثرية مع بعضها.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار