لماذا يتجاهل المواطن جسور المشاة ويعرض حياته للخطــــــر؟

العدد: 9293

الأحد-17-2-2019

 

أوتوستراد الثورة، بامتداده من نفق الجامعة للمشاة إلى دوار الأزهري، موصولاً إلى الشاطئ الأزرق والذي تزامن التخطيط له، وتنفيذه مع التحضير لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في عام 1987 لأنه من الطرق الحديثة بمدينة اللاذقية.
بعد أكثر من (30) عاماً من الطبيعي أن تتغير الكثافة السكانية وترتفع الغزارة المرورية للسيارات، من خلال الشوارع التجميعية التي تصب على الشارع الرئيسي ثم تؤدي للأوتوستراد خصوصاً وأن مساره من نفق الجامعة إلى دوار الأزهري تحيطه من الجانبين ولمسافات لا بأس بها مناطق مخالفات شهدت فورة عمرانية ترتب عليها كثافة سكانية، إن كان من مسار سقوبين، ساحة الحمام والمنتزه إلى الأوتوستراد، أو بمنطقة الدعتور إضافة إلى الدخول إلى المدينة وطريق كسب،
وبما أن الجهة المعنية بالتخطيط ومتابعة حركة التغيرات والخدمات بالمدينة هي مجلس مدينة اللاذقية عبر عشرات السنوات لم نشهد تراكم عمل مؤسساتي فيه، كل رئيس مجلس مدينة يستلم يبدأ من الصفر وعليه ألا تحاسبه على أعمال من سبقه من سوء تخطيط للمدينة.
لا يوجد على الأرض في اللاذقية شيء اسمه تخطيط مدن بالنسبة لشبكة الطرق، هي شبكة عشوائية لا (شعاعية، أو مستطيلة، أو حلقية أو…) حتى ليست عنكبوتية.
أمام هذا الواقع نتساءل: ما هو حال معابر المشاة عبر مسار هذا الأوتوستراد؟
نعم للأنفاق.. لا للجسور المعدنية
أجمع أغلب من التقيناهم من المواطنين على أن أوتوستراد الثورة من أفضل المسارات في مدينة اللاذقية، لكن هناك دخول الشاحنات والحاويات الداخلة إلى المرفأ والخارجة منه، تسبب عرقلة للسير، واشتكى أحد القاطنين في سكن دكاترة الجامعة مقابل مدرسة نديم رسلان من التلوث السمعي الذي تحدثه، وعند عبورها يشعر المواطنون بارتجاج بالمنازل وطالبوا بتنفيذ المتحلق الشمالي، من دوار الجامعة باتجاه كازية شحرور لوصلها مع الجزء المنفذ من المتحلق باتجاه الشاطئ الأزرق.
رأى أبو جاد أن إحداث معابر مشاة على هذا الأوتوستراد مع مرور الشاحنات المحملة بالمواد هذا يتطلب وصول ارتفاع المعابر إلى ما يناسبها لتصل أحياناً إلى ارتفاع ثلاثة طوابق بعدد (30) درجة، وهذا يضعف استخدام المعبر من كبار السن وكافة الناس وشاركه بالرأي عدد كبير بأن الأنفاق للمشاة أفضل من الجسور المعدنية، لكن مجلس مدينة اللاذقية استسهل تنفيذ الجسر على حساب راحة المواطن وما يناسبه بسوء تخطيط ودراسة وتنفيذ.
وتساءل أحدهم إذا كانت الأنفاق تشكل قلقاً لأي سبب كان من عوامل أمان أو ارتفاع تكلفة مادية فإن بإمكان البلدية توسيعها واستثمار محال فيها، أسوة بنفق الجامعة، هذا يعكس أن انتماء المسؤول من محافظة اللاذقية لمدينته هو الأسوأ بين المحافظات عبر سنوات وهذا يعكس الفوضى العشوائية.
لنبدأ من نفق الجامعة للمشاة، والسؤال الذي يطرح نفسه:
هل نحتاج إلى رأي خبراء الهندسة فيما يخص انتهاء نفق مشاة بالجزيرة الوسطية، ليخرج منها الطالب ويقطع مسار الإياب من الأوتوستراد أمام مكتب الهندسة؟!
علماً أن باب هذا المخرج مغلق بالقفل والمفتاح منذ سنوات، ألا يؤكد هذا خطأ التخطيط والدراسة.. هل يحتاج لملحق عقد لتنفيذه؟
بعد حوالي 200 متر ومقابل المصرف العقاري ينتصب جسر مشاة معدن تم تنفيذه وبقي لسنوات دون استخدام، مغلق حالياً علماً أن وزنه بالأطنان من الحديد وكلف الملايين، نصل إلى نفق البحرية وهذا الموقع عقدة مرورية، يشهد كل من التقيناهم لمعرفة رأيهم بها بأنها الأفضل على هذا المسار وكانت من أنجح الحلول المرورية دراسة وتنفيذاً على مستوى المدينة رغم غياب نفق للمشاة وحضور إشارات المرور التي تم تفعيلها ورغم امتعاض بعض السائقين بأنها تسبب ازدحاماً بأوقات الذروة.
جسر للعشاق أو لصفير الرياح؟
الطريق السريع من بداية أوتوستراد الثورة والمفتوح بوجود نفق البحرية، يسمح للسيارات بفتح عداد السرعة لكن وجود تجمع مدارس (مدرسة الشهيد نديم رسلان، مدرسة الشهيد يونس حبيب سعيد المهنية) يلزم السائقين بتخفيف السرعة.
أمام مدرسة الشهيد نديم رسلان (حلقة ثانية) للبنات وبعد سنوات تم تنفيذ جسر معدني للمشاة يشبه المصفحة المعدنية بتصميم لا علاقة له بالتحفة الفنية المعمارية التي تجد منها أشكالاً وألواناً عبر العالم، رغم صرف الملايين على الدراسة والتنفيذ.
وقفت بالقرب من الجسر أراقب حركة المشاة مع انصراف الطالبات والمدرسات من المدرسة أمام الحركة النشطة تحت الجسر وعلى بعد أمتار أمامه ستلاحظ الغالبية تقطع الأوتوستراد وكأن الجسر (أبو الهول) غير موجود إطلاقاً، إلا من عدد محدود جداً يستخدمه وهناك بعض المراهقين الشباب على مدخل درج الجسر أو فوقه، يراقبون حركة السيارات!!
سألت مجموعة من الطالبات: لماذا تعرضن أنفسكن للخطر بقطع الأوتوستراد وجسر المشاة على باب المدرسة تقريباً؟
ردت إحداهن لأنه (مقرف).. أمام دهشتي للتوضيح قالت: (له سمعة ما منيحة) وفيه (تجمعات مقرفة) وإن كان بالإمكان نقطع الأوتوستراد بانتباه لماذا نصعد ونزعج أنفسنا.
توجهت لمدّرستين في ثانوية الشهيد يونس حبيب للسؤال حول مشكلة تجاهل الطلاب لوجود الجسر للعبور وهما المدرسة سحر دخان وابتسام الجهني ليأتي التأكيد بأن الجسر ممتاز ويجب أن يستخدمه الطلاب وأشارت إلى ضرورة وجود حواجز على مسار الرصيف لإجبار الطلاب والناس على استخدام الجسر، بالإضافة إلى التوعية والإرشاد من إدارة المدرسة والأهل.
علماً في هذا الموقع يوجد طريق فرعي للسيارات ومن المستحيل تطبيق خيار الحاجز كما طلبت، أسوة بالحاجز الموجود بالجزيرة الوسطية مقابل مشفى تشرين.
مفرق الموت- الدعتور..
ينتظر حلاً جذرياً ناجعاً
دوار الثورة والانحدار الخطير باتجاه دوار الأزهري، هنا المسار الأخطر لعبور المشاة، عند مفرق الدعتور بجناحيه (المزار، جامع الخلفاء الراشدين) وشهد عشرات الحوادث عبر تاريخه، بعد مناقشات ودراسات استمرت لسنوات قرر مجلس مدينة اللاذقية تركيب جسر مشاة معدني بتاريخ 20/12/ 2018 على بعد أمتار من مفرق الدعتور- مزار ليبعد مئات الأمتار عن الموقع الأكثر ازدحاماً وهو المفرق الثاني.
قال عصام نعمان: كان أهالي الدعتور يتوقعون أن يتم إحداث نفق للمشاة وآخر للسيارات حيث يضطر السائق للوصول إلى دوار الثورة ليعود ويدخل الدعتور، هذا يحقق اختصاراً للوقت وتخفيف الكثافة المروري أي كنا بحاجة لحلول جذرية ناجعة بعقدة مرورية مع وجود أكثر من 500 ألف مواطن يقطن في الدعتور بالإضافة إلى سكن الشباب، ومستقبلاً سكن الادخار لكن لم يلحظوا ذلك، وآخر همهم المواطن الذي يجب أن يقطع الأوتوستراد بمنطقة خطرة إلى الطرف المقابل إن كان للشباب للوصول إلى الجامعة أو للموظفين، وللجميع.
مؤكداً أن موقع جسر المشاة غير مناسب أبداً، وتساءل: أين حرم الأوتوستراد الذي التهمته المباني على مرأى مجلس مدينة اللاذقية ومن ذوي النفوذ والمال؟ لتتراجع مساحة الرصيف لصالح البناء، وتعقد أي حل جذري ناجع، نحن بحاجة لنفق مشاة لا لجسر لتحقيق السلامة والأمان والراحة بالعبور للمسنين والأطفال وللجميع.
أبو علي رجل كبير بالسن وقف أمام درج الجسر ينظر للأعلى ربما يتساءل في سرّه، أيهما أسهل أن أقطع الأوتوستراد من تحت الجسر أم أصعد وأعبر إلى الطرف المقابل؟ دقيقة ويبدأ بالصعود ليأخذ استراحة بين درجة وأخرى، رافقته بالصعود وقلت له: مبروك عليكم معبر المشاة وأخيراً تم تنفيذه.
علامات الراحة والرضى كانت واضحة رغم بطء حركته بإحساس الأمان، لكنه انتقد تصميم الجسر بغياب المطلة التي تقي من الحر صيفاً والمطر شتاءً، بالإضافة إلى الفراغات الواسطة بين المقاطع الأفقية التي تشكل خطورة على الأطفال عند أي اقتراب لمراقبة حركة السيارات من فوق الجسر ولا يمكن ضبط شقاوة الطفل، ودعا إلى استخدام الجسر لعبور المشاة.
وصلنا إلى دوار الأزهري (دوار اتحاد شبيبة الثورة)، رأى أبو عامر- سائق تكسي أجرة أن هذا الموقع من أكثر الأماكن ازدحاماً مرورياً بالمدينة، ومن كافة الاتجاهات وبكل التقاطعات، وهو بحاجة نفق أو جسر إما من شارع الثورة باتجاه طريق الشاطئ أو من شارع الجمهورية باتجاه أوتوستراد طريق كسب، عندها يمكن إلغاء الدوار والتوجه إلى دوار الأزهري الثاني مما يخفف الازدحام والعرقلة المرورية.
بهذا الموقع حركة المشاة لا تُقارن بمفرق الدعتور- جامع الخلفات الراشدين وهي النقطة الأخطر على مسار أوتوستراد الثورة.
فيما باقي مسار شارع الثورة يسمح بانسياب الحركة المرورية وحركة المشاة.. وانتقد تصميم معابر المشاة المعدنية التي تفتقد للمسة فنية جمالية بالإضافة إلى ارتفاعها الكبير وصعوبة صعودها على الكبار، مع الخوف على الأطفال.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار