العدد: 9476
الثلاثاء: 26-11-2019
يحمل نقل الحليب البقري من الريف إلى أسواق المدينة بالطرق التقليدية وعبر خزانات بلاستيكية أو كالونات في طياته خطر إفراز أحماض سامة وتشكل خطراً على الصحة العامة، فتراكم هذه المواد السامة في جسم الإنسان يمثل خطراً كبيراً على الغدد.
فالوسيلة المستخدمة لنقل الحليب إلى الأسواق هو خزانات بلاستيكية محملة على سيارات بيك آب لا تخضع لأدنى مستوى للسلامة الصحية، ومع ذلك لا أحد يكترث لهذا الأمر وكل ذلك في ظل غياب الآليات والوسائل الحديثة من جهة وغياب الرقابة من قبل الجهات المعنية على آليات نقل الحليب.
أسس وضوابط صحية لعملية النقل
وفيما يخص هذه المسألة العامة قمنا بتسليط الضوء على جوانب نقل هذه المادة من خلال أراء بعض المواطنين وأصحاب المحلات والجهات المعنية، فهناك أسئلة كثيرة طُرحت حول عدم وجود جهة عامة تتبنى هذا الموضوع وتعمل على إيجاد أسس وضوابط صحية له يقول (أحمد قاسم): إن الطريقة التي يتم فيها نقل الحليب من القرى إلى المدينة لا تسر عين الناظر لها فهي تسبب الكثير من الأمراض نتيجة تعرض تلك المادة للجراثيم والبكتريا الضارة، وإن تلك الخزانات البلاستيكية هي لتجميع المياه وحفظها ولا تستعمل في المنازل أو المنشآت ومصنوعة لهذا الغرض لا لنقل الحليب، فلا بد من وجود خزانات مخصصة لنقل الحليب ومطابقة لكافة المواصفات الصحية والفنية وتختلف أحجامها باختلاف الحجم ونوعية المعدن الصحي.
خالد شحادة: إن خزانات البلاستيك التي تنقل مادة الحليب غير خاضعة للمواصفات العالمية لنقل الحليب فهي بوضعها الحالي تلحق الضرر والأذى للمواطن وبصحته العامة، حيث يعتبر نقل الحليب الأمثل معياراً حاسماً لجودته وحمايته من الجراثيم والمواد السامة، لذلك لابد من توفير خزانات وأوعية مخصصة لذلك مع معدات التفريغ التي لابد من تنظيمها تلقائياً بشكل كامل بواسطة نظام المراقبة.
محمد عبدالله شريقي: يقوم غالبية منتجي الحليب والمتعاملين بهذه المادة بنقله بواسطة كالونات بلاستيكية وغيرها وهي بالمجمل ضارة، وقال إنه شاهد سيارة بيك آب تحمل عدد من الخزانات البلاستيكية وبداخلها حليب علماً أن الجو كان حاراً والحليب لا يتحمل الحرارة وله شروط للنقل والتخزين والتعبئة فلاحظ خرطوماً حلزونياً بقلب الخزان ممتد إلى مدخل بناية في أحد أسواق المدينة ويتم نقل الحليب من خلاله بطريقة عشوائية علماً أن هذا الخرطوم لا يستعمل لتفريغ هذه المادة، فالبيئة الحاضنة للجراثيم كفيلة بنقل الجراثيم إليه، نتساءل أين أعين الرقابة وما يندرج على عاتقها، وما أقوله ليس اتهاما بل هو منظر حقيقي شاهدته بأم عيني، فإذا كان تفريغ الحليب هكذا كيف إذاً طريقة تحضيره وتصنيعه؟!
تلف الحليب
ثم توجهنا إلى محلات تصنيع الألبان والأجبان في حي الزراعة حيث حدثنا أبو خليل: يعد تصنيع الألبان والأجبان من القطاعات التي تشهد نمواً جيداً، فكثيراً ما نتعرض إلى خسائر نتيجة النقل غير الصحي حيث نقوم بأخذ الحليب باكراً من مجمعي الحليب من القرى وأحياناً عندما نقوم بغلي الحليب فإنه يفرط وعندها لا نستفيد منه إلا في القريشة لذلك نحن مضطرين بشكل يومي إلى تجريب الحليب بغلي كمية قليلة منه أمام عين المنتج أو التاجر.
ونحن عانينا من ذلك نتيجة النقل غير الصحي، وحول ذلك نتمنى أن يكون هناك جمعية تختص بمعالجة أمورنا ودعم القدرات التنافسية لمنتجات الألبان، ونقل هذه المادة بما يتوافق مع المعايير التي تضمن حمايتها من التلوث.
طالب بارود صاحب محل ألبان وأجبان يقول: نحن كأصحاب مهنة تصنيع ألبان وأجبان نقوم بتأمين مادة الحليب من قبل تجار يقومون بتجارة الحليب ونقله إلينا وعن طريقة النقل نقوم بأخذ مادة الحليب من الصباح الباكر ونقوم بتجريبه لمعرفة إذا كانت هذه المادة مغشوشة أم لا، فهناك الكثير من معتمدي نقل الحليب يقومون بغشه عن طريق إضافة الماء إليه ولا توجد جهات معنية مخصصة لنقل وتجميع الحليب في صهاريج خصصت لهذا الغرض، علماً أن هذه المادة حساسة جداً والبيئة تلعب دوراً خاصاً لتكاثر الجراثيم فيها.
نتمنى أن يقوم معتمدي نقل الحليب بتجميعه بعبوات ألمينيوم أو ستانلس معالج لنقل هذه المادة لأن العبوات معرضة للتلف بسرعة وخاصة خلال فصل الصيف والحرارة المرتفعة.
خزانات من الفولاذ المقاوم للصدأ
من خلال متابعتنا لمسألة نقل الحليب فلاحظ وجود أخطاءً وتجاوزات في هذه العملية وهو ما يؤكد وجود خزانات تتميز بأعلى مستويات الجودة، والموثوقية، فنقل الحليب هو عامل مهم للغاية، ولا يمكن الحفاظ على جودته بالكامل إلا بواسطة خزانات معروفة عالمياً، وفيما يخص هذه المسألة الهامة اوضح الدكتور في التغذية.
زياد جميل بالقول: نحن اليوم بحاجة إلى نظام مناسب لنقل وتخين الحليب بعناية وامان بأقل قدر ممكن من العمل المطلوب فمن الملاحظ بأنه لا يوجد خطة صحية لنقل الحليب، فنقله بمستوعبات بلاستيكية من شانه أن يؤدي إلى خطر على صحة الإنسان كون الحليب مادة حساسة ويحمل الكثير من الجراثيم والبكتيريا، فلابد من تامين مجموعة من الخزانات التي يتم تصميمها بشكل ممتاز وعالمي ليوفر قيمة ممتازة على ان تكون مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لتلبية معايير التصنيف الغذائي لأن التصميم الصحي مناسب لنقل وتخزين الحليب وغيره من العصائر، فالحليب إذا ما تم نقله أو تخزينه أو تصنيعه بطريقة جيدة يمكن أن يتحول إلى سم قاتل ونقله وتخزينه بطرق عشوائية قد يكون له أثراً سلبياً متراكماً بل يمكن اعتباره غذاء غير صحي لأنه بالأساس ملوث بالعديد من مسببات وناقلات الأمراض، علماً أن جميع أنواع الحليب التي يتم تداولها في الأسواق لابد من أن تخضع لرقابة صارمة كون مادة الحليب يتواجد بها حوالي 60 نوعاً من الهرمونات النشطة وعدداً كبيراً من المواد المسببة للحساسية بالإضافة إلى الدهون والكولسترول وأكد بأن هناك خطراً محدقاً بطريقة نقل الحليب بمستوعبات بلاستيكية لأن الحليب يحتوي على مضادات حيوية ونقله بهكذا طرق قد تحمل بعض المخاطر للعديد من المواطنين بما يسهم في حدوث الكثير من الأمراض.
النقل بارداً
وحول المعايير التي تضمن حماية هذه المادة من التلوث أكدت الدكتورة لما أحمد مديرة مديرية البيئة الآتي: إن خطورة البلاستيك تتمحور للحد من استخدام المستوعبات البلاستيكية التي يتم بها نقل المواد الغذائية ومنها الحليب السائل فلابد من قطع العلاقة بكل شيء بلاستيكي يمكن توافر بدائله لذا ننصح بالابتعاد عن البلاستيك قدر الإمكان واستخدام الأواني المخصصة لكل مادة سواء كانت أطباق أو أكواب أو قوارير وخزانات مخصصة لنقل السوائل الغذائية ولنقل مادة الحليب لابد من توفر المواصفات القياسية السورية المخصصة لنقل تلك المادة فكثيراً ما يتم إفساد مادة الحليب نتيجة نقله بتلك المستوعبات والتي هي بالأصل غير مخصصة لذلك.
وأكدت د. أحمد أن تلك المستوعبات لابد أن تكون مصنوعة وفق الشروط الصحية التي تسمح بنقل تلك المواد مدوناً عليها المواد التي تم التصنيع بها، ولا يدخل فيها مشتقات نفطية للصناعة مما تؤثر على الغذاء ويفضل عدم نقل الحليب بتلك المستوعبات وإذا تم ذلك يفضل نقله بارداً ولابد من نقلها بعبوات بلاستيكية مخصصة للنقل.
58 ضبطاً تموينياً
وعن الإجراءات الرقابية حول نقل الحليب السائل من القرى إلى المدينة بطرق عشوائية تتمثل بعبوات بلاستيكية مخالفة حدثنا المهندس وسام حسان رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك: تتم الرقابة بما يتعلق بكافة مشتقات الحليب وبما فيها مادة الحليب السائل وفق القرارات والقوانين الصادرة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وفق أحكام القرار رقم (68) الذي ينص على الشكل الآتي: نقل الألبان والأجبان والحليب بشكل نظامي وفق الشروط القياسية كما يحظر جمع وتوزيع ونقل مادة الحليب التي تزيد كميتها عن 300 كغ على المحلات والمحال إلا بواسطة سيارة مغلقة ومبردة، وأضاف حسان: إذا كانت الأوعية غير صالحة لتعبئة المواد الغذائية والحليب السائل عندها يتم تنظيم الضبوط بحق المحلات التي تقوم بذلك ومصادرتها أصولاً، فقد تم مؤخراً تنظيم حوالي 58 ضبطاً خلال الأربعة أشهر الماضية بطريقة نقل الحليب.
نهاية
على الرغم من توفر طاقات حديثة نسبياً لتصنيع الحليب ومشتقاته إلا أن الاعتماد على الطرق التقليدية في نقله ما زال متبعاً علماً بأن هذه المادة قد تنقل من حماه وإدلب وعدة محافظات بالطريقة نفسها لذلك يشترط في نقل الحليب الخام وحفظه من الريف إلى الأسواق عدة عوامل أولها إيجاد خزانات أو عبوات مهيأة لهذا الغرض وذلك حفاظاً على جودة هذه المادة وعلى صحة من يتناولها.
بثينة منى