حبات الخير والبركة

العدد: 9472

الأربعاء:20-11 -2019

هناك وجه شبه بين حبات الزيتون وحبات المطر فكلاهما هبة الله وعطاء لنا، فشجرة الزيتون كما قال الله تعالى: (شجرة مباركة، زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء) صدق الله العظيم. تعطي زيتاً رائعاً، أصفر اللون ذهبياً يكاد يضيء من نقاوته، فوائده الغذائية والصناعية عديدة جداً، لأنه يحتوي على فيتامينات مفيدة، وأحماض دهنية، ويساعد الجسم على مقاومة بعض الأمراض، كما أنه يحتوي على مضاد أكسده يقاوم تشكل الكوليسترول الضار في الجسم، وله استعمالات خارجية أيضاً، كدهن جلد الإنسان للوقاية من أشعة الشمس، ومعالجة مغص البطن للأطفال الذين يتعرضون للبرد، واستهلاك زيت الزيتون يبعدنا عن الأمراض، مما يوفر علينا شراء الأدوية، لذلك نرى بأن زيت الزيتون المستخرج من حباته هو زيت خير وبركة للإنسان، يتم تجميع الحبات من أشجارها، وتلتقط حبة حبة من تحتها، ثم تعبأ بأكياس وعبوات وتنقل إلى المعامل المخصصة لعصرها للحصول على زيتها، تصوروا بأن هذه الحبة مجتمعة مع مثيلاتها، تؤمن لنا زيتاً بكميات كبيرة تكفي للاستهلاك المحلي ويصدّر الفائض منها، ويقدر إنتاجها بآلاف الأطنان من الزيوت النقية، وتعبأ ضمن عبوات معدنية (تنك) أو بلاستكية وبراميل كبيرة السعة، وكل ذلك من حبة الزيتون،حبة الخير والبركة، وقلما نجد بيتاً يخلو من مادة زيت الزيتون، وفي بعض الدول يصنف زيت الزيتون كمادة دوائية علاجية نظراً للفوائد التي يتمتع بها، ويتم بيعه ضمن الصيدليات كأي دواء آخر.

وهذه الحبات تتشابه مع قطرات (حبات) المطر التي تنهمر من غيوم السماء على الأرض لتسقي الأشجار والنباتات العطشى، وتنبت زرعاً وحشائشاً خضراء، ونباتاً طيباً للإنسان، إنها حبة الخير والبركة أيضاً، فمن هذه القطرة (الحبة) مجتمعة مع مثيلاتها تتشكل المجاري والأنهار والسواقي، محدثة السيول التي تذهب إلى البحار والمحيطات لتستقر بها، فلا يغرّنّك صغر جحم حبة الزيتون، ولا قطرة المطر، فكلاهما: خير وبركة لنا نحن البشر.

حسن علاّن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار