العدد: 9471
الثلاثاء: 19-11-2019
يحتاج الوطن وأهله فيه ليكونوا متساويين، والعدل بينهم هو الأساس بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، والعمل الحق في أن ينال ذلك.
تم تأسيس وإقامة معهدي التربية الخاصة للمعوقين ذهنياً عام 1989 والشهيد قسورة محمد الشيخ للمعوقين سمعياً في قرية الشير.
في لقائنا مع الأستاذ المهندس أحمد إبراهيم، مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية حيث ركزنا في السؤال عن الصعوبات والمعوقات، وجرى الحوار والحديث في توضيح عن برامج المعهدين والخطط والأطفال المقيمين..
فقال الأستاذ أحمد: أقيم معهد الإعاقة الذهنية بهدف تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية ودمجهم في المجتمع، ويبدأ أطفال المعهد عامهم الدراسي مع بداية الدوام الرسمي في وزارة التربية كغيرهم من الأسوياء في المدارس، حيث يتم استقبالهم وقبولهم وفق برنامج يحدد النظام الداخلي للمعهد، وحسب نوع الإعاقة ودرجتها، إذ يُقبل الأطفال المصابون بالتخلف العقلي بحالاته الثلاث (الخفيفة، المتوسطة، الشديدة) ومتلازمة داون وفق شروط مثل ألا يقل عمر الطفل عن 6سنوات وما فوق حتى 12سنة، فلا يحتاج عندها إلى مرافق ويكون قادراً على القيام بحاجاته الشخصية وخدمة ذاته، حينها تقوم الإدارة بتوزيع الأطفال على الصفوف بالتعاون مع معلمة الصف والاختصاصية النفسية، بعد أن يتم إجراء دراسة لحالة الطفل من قبل الاختصاصية النفسية، ويتم وضع برنامج بينهما (معلمة الصف والاختصاصية الاجتماعية) تراعى فيه حالة الطفل، وكيفية التأقلم مع الحالة والاستفادة قدر الإمكان من ذلك، ولا تتجاوز عندهم الحصة التعليمية 45 دقيقة وبعدها تكون الاستراحة في 25دقيقة، أما المنهاج المتبع في المعهد فهو المنهاج الوطني للإعاقة، يضاف عليه خبرة معلم الصف التي تملكها واستفادها قدر الإمكان والمستطاع من دورات تأهيل العاملين بالمركز، وأيضاً في المعهد برامج أنشطة ترفيهية وتعليمية تقام أهمها: الرسم، الرياضة، الرحلات إلى الأماكن العامة والحدائق.
هذا ويتم نقل الأطفال من أماكن إقامتهم إلى المعهد وبالعكس مجاناً وبدون أية رسوم وفق خطة سير توضع من قبل إدارة المعهد ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية، ويتم تقييم حالات الأطفال ومدى الاستفادة من الخدمات المقدمة لهم شهرياً، وحتى نهاية الفصل الدراسي الأول من قبل المعلم المباشر مع الأخصائيين (الاجتماعي والنفسي) وتقديمها للإدارة ليتم التقييم النهائي والعمل بينهم جميعاً.
ويبقى للمعهد دعوة أولياء الأمور حسب الحاجة وضمن حدود العام الدراسي، وليكون اجتماعهم قبل نهاية الفصل الأول بغية مناقشة وضع الأطفال وتقييم مدى الاستفادة التي حققها الأطفال والجدوى خلال العام الدراسي، وتؤخذ بعين الاعتبار الملاحظات والمقترحات المطروحة من قبل أهالي الطلاب وأولياء أمرهم لتدخل حيز الاهتمام والعمل على تجاوز الأخطاء والسلبيات المرتكبة خلال العام، واستبدالها بالحالات الإيجابية والمحفزات للاستفادة منها، ومراعاتها لأجل الأطفال، حيث يوجد في المعهد (40) طفلاً معوقاً ذهنياً لهم من أفراد الكادر الإداري أربعة، والتعليمي عشرة، والأخصائيين النفسيين ثلاثة، والاجتماعيين واحد فقط .
ولا يعاني المعهد وأهله من أية منغصات غير عراقيل تأتي من نقص الكادر من الأخصائيين.
أما المعهد الآخر (والحديث للأستاذ أحمد) معهد الشهيد قسورة محمد الشيخ للتربية الخاصة للمعوقين سمعياً وتعليمهم وتوجيههم للصحيح، ومساعدتهم في التكيف مع البيئة المحيطة بهم والمجتمع والانسجام مع أفراده، فيتم استقبال المعاقين سمعياً من عمر الأربع سنوات وحتى انتهاء المرحلة الثانوية، كما توجد في المعهد روضة للأطفال المعاقين سمعياً، بالإضافة إلى إقامة الأطفال الذين هم من خارج المحافظة أو الذين لا تمكنهم ظروفهم من المعيشة خارج المعهد، ويتم تقديم الخدمات كافة (المأكل والمشرب و والمسكن وغيرها) لهم مجاناً وبدون أي مقابل، وهم يشكلون القسم الداخلي في المعهد حيث يتشكل المعهد ويحتضن بين جدرانه قسمين، أما القسم الآخر فهو القسم الخارجي للأطفال القاطنين داخل نطاق المدينة، ويتم نقلهم من وإلى المعهد مجاناً بباصات مخصصة لنقلهم تابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية، ويبلغ عدد الطلاب بالقسمين (200) طالب بطاقته الاستيعابية، وتضيف إدارة المعهد إلى المنهاج المقرر من قبل وزارة التربية صفوف معالجة حالات النطق (التدرب على الإشارات وقراءة الشفاه)، وفي كل عام لنا أسبوع الأصم العالمي لاحتفالية المعهد التي تتضمن أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية بالإضافة إلى إقامة معرض لرسوم وأعمال يدوية ينجزها الأطفال المعوقين ذهنياً في المركز الثقافي.
وهنا يمكن أن نذكر أن عدد أفراد الكادر الإداري (16) أما التعليمي فهو (25) و(7) آخرين من المعلمين المفرزين من قبل مديرية التربية.
وختم الأستاذ أحمد حديثه بالعقبات فقال: يعاني أولاد المعهد من صعوبة المنهاج المقرر من قبل وزارة التربية وعدم انسجام المعوقين سمعياً به لأنه يعتمد على مجموعات حوارية والتعابير التعليمية للمعوق ذهنياً محدودة (قليلة) كما أن نقل الطلاب من خارج المدينة اللاذقية صعب حيث لا يوجد باصات نقل لهؤلاء الأطفال، قلة وفقر المبلغ المخصص لإطعام الفرد، إذ حددت قيمة الجعالة للطفل باليوم الواحد 125ليرة سورية فقط ..
أم حيدر تسكن وأولادها الثلاثة في قرية السرسكية، لديها طفل بتسعة أعوام معاق ذهنياً، وضعته في المدرسة ولا تجد لديه الانسجام أو عند مدرسيه الاهتمام ليكون متأخراً وبعيداً عن زملائه وأولاد صفه (الثاني) هي تحلم أن يكون لابنها مستقبل، وأن تضعه بين يدي هذا الزمان بأمان واطمئنان بعد أن فقدوا سيد البيت والأب (عسكري) في مآسي هذه الحرب وكثرت الأوجاع.
في سنوات قبل هذه كانت تسافر بصغيرها المعاق من قريتها وتقصد المدينة لتلحق به باص الشؤون الاجتماعية لنقل المعاقين ذهنياً إلى معهد الشير لكن وطأة السفر ومصاريفه وضيق الحيلة وكف اليد عن معيشة ميسورة ضيقت عليها الخناق وامتنعت عن قصدها المدينة، ولا تعرف اليوم كيف لها مساعدة ابنها والأيام ينطفئ نور شمسها وتغيب أمام عينيها لتظلم ويصيبها قلق يستطير النوم من جفونها على أي شكل وحال سيكون؟ فهل من حل والباص ليس غير من المدينة ينطلق ولا توجد باصات للقرى والمساكن البعيدة.. إنها لمعجزة والحل فيها .. معاق!
هدى سلوم