الكومـــبيوتر جــــاسوس ماكـــر يرصــــــد تحــــركاتك

العدد: 9467

الأربعاء:13-11-2019

 

 

عند تحميل العديد من البرامج على جهاز الكومبيوتر الشخصي تطلب الشركة المصنعة من المستخدم كماً هائلاً من البيانات التي تقود في نهاية المطاف إلى كشف الكثير من التفصيلات حول هوية الشخص وعنوانه ،وقد يلعب أحد هذ البرامج دور(الجاسوس) الإلكتروني على المستخدم وإرسال معلومات معينة إلى عنوان الشركة المصنعة.

وفي الآونة الأخيرة اعترفت تلك الشركات باتباع هذه الاستراتيجيات التجسسية على مستخدمي برمجياتها ومع أن المنظمات العالمية العاملة في مجال الدفاع عن الحريات الشخصية تعد ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق المستهلك إلا أن المنتجين يرفضون هذه التهمة ويحاولون تبرير هذه التصرفات على أنه يندرج في إطار التعرف إلى أذواق المستهلكين بهدف تطوير منتجاتهم تبعاً للنزعات التسويقية ومتطلبات الأسواق وفي العام 2000 اعترفت شركة المزودة لأدوات تشغيل ملفات الموسيقا باتباع هذه النهج لمعرفة أذواق العملاء.

وكشفت منظمات الدفاع عن الخصوصية الشخصية النقاب عن قيام شركة ميكروسوفت بالطلب من مستخدمي نسخة( ويندوز إكس بيه) بذكر تفصيلات متعددة تكشف عن هوية المستخدم تذهب جميعها إلى قاعدة بيانية واسعة خاصة بمستخدمي هذا البرنامج للاستفادة منها في الأغراض التجارية والتسويقية.
ومع أن جواز الدخول إلى المواقع الإلكترونية يتيح للمستخدمين الحصول على الخدمات المنشودة إلا أن هناك الكثير من الأنشطة التي تدور في الخفاء والتي يعجز المستخدم العادي عن إدراكها.
ويمكن القول إنها تحول جهاز الكمبيوتر إلى جاسوس قادر على رصد كافة التحركات في الفضاء الرقمي الرحب.
وتعمل هذه المواقع بصورة دورية على مدار الساعة لجمع البيانات وصياغة الإحصاءات وتقديمها على طبق من ذهب للشركات والمؤسسات المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات ووصل الأمر في بعض الشركات إلى طرح منتجات قيمة بالمجان تقوم من خلالها بقصف مواقع المستخدمين بعدد لا يحصى من الإعلانات الإلكترونية والرسائل الترويجية للمنتجات والخدمات الخاصة بها إلى جانب جمع المعلومات عن المستخدمين وعرضها للبيع لشركات أخرى.
وفي الوقت الذي يتم فيه تحميل البرنامج المجاني يقر الشخص ضمنياً بقبول تلقي الإعلانات المدمجة من طرف ثالث وهكذا تحصل الشركة المنتجة للبرنامج على عوائد ضخمة تزداد تصاعدياً بازدياد أعداد المستخدمين لبرامجها ومنتجاتها الأخرى ووفرت الثورة التكنولوجية العديد من الأنساق والنظم التي تتيح قيام شراكة من هذا النوع بين هذه الشركات لتعزيز الأنشطة الإعلانية والترويجية عبر شركة الانترنت.
وعندما يطلب أحد المواقع الإلكترونية من الزائرين إدخال اسم المستخدم والرقم السري تكشف هويته أمام غدارة الموقع ولاستقطاب أكبر عدد من الزائرين للتجول في مواقع التجارة الإلكترونية تقدم حسومات كبيرة كما يمكن الحصول على كوبونات مجانية للتسوق من هذه المواقع والحصول على سلع مجانية وتستخدم هذه البيانات في أعمال البحث وللإحصاءات من قبل الشركات المتنافسة وقد تحمل مضامين تجارية وسياسية على حد سواء، وقد ظهرت العديد من البرامج الإلكترونية الماكرة اللذين يستطيعان ربط الزائر مباشرة مع وصلا إلكترونية أخرى كلما دخل على أي من هذه المواقع المستخدمة لهذه البرامج ونظراً لزيادة أعداد البرامج التجسسية على شبكات الانترنت من قبل الشركات لن يكون من السهل على متصفحي الانترنت إخفاء ميولهم الشخصية أو حتى اتجاهاتهم السياسية والأخطر من هذا وذاك تصميم برامج من منتهى الدهاء يصعب على المستخدم العادي انتزاعها من الجهاز حال التصاقها مع القرص الصلب ولو تم ذلك بالفعل يتعرض الكمبيوتر للشل التام.
ومع أن هذه المشكلات نابعة أساساً من استخدام الانترنت إلا أن الحل يأتي منها أيضاً لحرص جمعيات الدفاع عن خصوصية المتصفحين على التخلص من هذه الآفات الإلكترونية وبات من الممكن الآن الاستعانة ببرمجيات تقوم بدور الشرطي الأمين الذي يتفقد مختلف أجزاء الجهاز ويحاول العثور على هذه البرامج الخبيثة وبمحوها من الذاكرة.
بالإضافة إلى ذلك يتوقع ظهور أجيال قوية من أدوات التجسس فيما ظل حرص الشركات الموزعة للمنتجات والمواد الإلكترونية مثل الموسيقا والفيديو والكتب الإلكترونية وقد يطالب القائمون على هذه الشركات بإصدار تشريعات قانونية تجيز استخدام برامج التجسس بحجة حماية المنتجات والمصالح التجارية.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار