كيــف نخــرج منــه.. الانطواء ليس مرضـاً!

العدد: 9460

الأحد: 3-11-2019

الانطوائية سمة شخصية تتميز بالتركيز على المشاعر الداخلية وتكون أكثر انطوائية وأقل صراحة في وجود مجموعة من الأشخاص وعندما نقول عن شخص إنه انطوائي هذا لا يعني أن يكون مريضاً، فالشخص الانطوائي يعلم كيف يعيش مع التناقضات في سلام ولديه صحبة داخلية تغنيه عن الصخب الخارجي ولديه حسّ بالمسؤولية ويتعايش بانسجام مع لا مبالاة تجاه العالم إلى جانب حساسيته المفرطة، وبالرغم من حبه للناس لا يحبّ التواصل معهم ويتسم بعمق تفكيره وتصميمه ونظريته ومثاليته وتردده في إعطاء الأحكام واتجاه رغباته وشهواته نحو ذاته ويكره التعقيد وحبّ الوحدة والانعزال.
فسلوك الانطوائية معقد ولا يمكن القول أنه نتيجة سبب معين وعلى الأغلب تشكّل أسبابه وأساليبه عدة عوامل رئيسية في ذاته وفي بيئته النفسية والاجتماعية ومن أهمها مشاكل الأسرة والأجواء المضطربة في البيت يؤدي إلى انعدام الثقة والاحترام.
هذا إلى جانب قسوة وتعسف بعض الآباء في معاملتهم لأبنائهم ظنّاً منهم أن هذا الأسلوب الأنجح للتربية الصحيحة بتنفيذ أوامرهم ونواهيها دون أن يتيحوا لهم الفرص في التفكير والاستيعاب مما يؤدي إلى فقد الثقة بأنفسهم ومن الأسباب النفسية التي تؤدي إلى الانطوائية النقص الجسماني أو أي تشوه يشعر به الفرد أو يتسبب إليه من قبل الآخرون حتى وإن لم يكن موجوداً ومن أكثر أسباب الانطوائية في المجال المدرسي والمقارنة بينه وبين الشخص وأصدقائه قد تدفع بالشعور بالنقص والابتعاد عن المواقف وعن الآخرين.
فلا بد من التعامل مع هذه الشخصية بالمساندة بروية لاكتساب مهارات وقربها من عالمها الخاص وعدم الإلحاح في دفعها للاختلاط إلا باقتناعها كي لا تسبب عقد نفسية وكذلك يجب اختيار الوظائف والأعمال والوسائل التي يلائمها لاستثمار جهودها ومحاولة استدراجها وإقناعها بحكمة ومرونة وعلى الأبوين والمربيين الحدّ من هذه الصفة عند تربية أبنائهم أو طلابهم منذ الطفولة حتى لا تحتاج إلى معالجتها.

 منى الخطيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار