كيـــف نكبـــح مشــــاعر الغــــــيرة

العدد: 9460

الأحد: 3-11-2019

الغيرة شعور عادي وطبيعي لدى معظم الناس لكن مفاعليه وتداعياته قد لا تكون عادية ولا طبيعية وخصوصاً إذا ما ترافقت الغيرة مع قلة الحكمة ولأن الغيرة شعور طبيعي ضمن غير الطبيعي الكلام عن القضاء عليها وإنما ترويضها وكبحها إلى الحد الذي لا يخرب البيوت ولا النفوس فهل كبح الغيرة ممكن؟
وما هي أفضل الطرق للتعامل مع الغيرة المتأججة؟
إن بعض الغيرة ذاتي وبعضها عن أسباب خارجة عن الذات وحتى عندما يحدث موقف خارجي يستفز امرأة ما تجاه تصرفات زوجها مع امرأة أخرى فإن الموقف بحد ذاته قد لا يمثل كل السبب للغيرة ،وعليه فإن مصدر الغيرة قد يكون هو الذات وعندما تدرك المرأة هذه الحقيقة فإن التعامل مع الموقف الناجم عن الغيرة يغدو أمراً يسيراً . ويقال عن الغيرة تعمي عن رؤية الحقيقة وعلى من يحس بالغيرة أن يتوقف لئلا يستمر في تنمية سلسلة من المشاعر التي تجعل الحياة أشبه بالجحيم بالنسبة إليه، ومن الأفضل أن يتوقف لبعض التأمل والمراجعة وأن يسأل نفسه لماذا تنامى ذلك الشعور هل للأمر علاقة بكرامتك أو شعرت بمعنى هل شعرت بأن ما يجري من حولك نوع من الاستغلال الذي يحط من قيمتك وينقص من كرامتك ،عندها يتعين عليك التوقف وعدم الاستجابة لهواجس قد يكون بعضها غير صحيح في كلا الأحوال يتعين تحديد الأسباب التي تؤدي بك إلى الغيرة بالنسبة للنساء لا شيء يشعل الغيرة أكثر من رؤية الزوج ،وهو يتحدث إلى امرأة أخرى.
وأحياناً يكون الإحساس بالغيرة ناجماً بكل بساطة عن ضعف في شخصية الفرد إذ لا وجود لمعطيات موضوعية تعزز مثل ذلك الشعور وكل ما في الأمر أن الأوهام التي تعشش في رأس ذلك الشخص هي أكبر من اعتاده بنفسه وإحساسه بمكانته ،وبالتالي فإن هشاشة الشخصية هي التي تولد لديه تلك الهواجس إن هناك ضرورة ماسة في كل الأحوال للإقرار بوجود مشكلة وبوجودها في الذات تحديداً لا عند الطرف الآخر. وعند تحقق ذلك الإقرار فكن مطمئناً إلى أنك على الطريق الصحيح لمكافحة المشكلة وعندما يكون السبيل مفتوح أمامك لكبحها وتحجيمها وربما القضاء عليها والنقطة الذهبية في مثل تلك الحالات الحوار أي طرح كل مخاوفك بمنتهى الصراحة.
ولكن ماذا لو كان مصدر الغيرة لم يكن الزوج؟
يحدث ذلك لدى النساء اللاتي يعانين حالة تنافسية تلقائية ضد النساء الأخريات يكفي أن يتحدث الزوج مع أي امرأة أخرى حتى تشتعل نار الغيرة، وليس مهماً إن كان حديث الزوج رصيناً ومحترماً، المهم الطرف الآخر هو امرأة في مثل تلك الحالات يكون العلاج أًصعب لأن المشكلة في الواقع ذاتية ليست موضوعية لدى الكثير من النساء نزعة التنافس مع بنات جنسهن في تلك الحال تكتئب المرأة عندما ترى صديقتها أكثر نجاحاً منها في الاستحواذ على قلب الزوج وحتى الحصول على عمل جيد أو ترقية بل إنها قد تشعر بالغيرة من مجرد رؤية فستان جديد على جارتها تتحول عندها الغيرة إلى نار تأجج في داخلها ،وتنعكس بالتالي على علاقتها بزوجها وهذا النوع المستعصي من الغيرة يتطلب (شغلاً) كثيراً على الذات من أجل تخليصها من الكثير من الشوائب، وهي أن تغير المرأة حياتها وأن تعمل على تعزيز ثقتها بنفسها وإحساسها بذاتها.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار