العدد: 9460
الأحد: 3-11-2019
كتاب داخل المكتبة خارج العالم هو أضمومة من نصوص لكتّاب عالميين، ذاع صيتهم، وكان لهم تجارب عميقة في مجالَي القراءة والكتابة، وهذه النصوص اختارها وترجمها عن الانكليزية الكاتب راضي النماصي، إذ يقول في مقدمته:
«كل ما يطلبه منك هذا الكتاب هو ألا تقرأ مثل بقية الناس، وإلا ستفكر مثلهم، فهذه المجموعة ليست عن الكتب، ولا عن المكتبات، بل عن القراءة فعلاً، وكيف ينظر إليها تسعة من كبار المؤلفين العالميين، الذين أثّروا بالعالم من خلال نتاجهم المميز، لا أطلب منك أن تتبع ما قالوه، وإن أردت فهذا خيارك، لكن لا تقرأ كما كنت تفعل أو على الأقل لا تقرأ من أجل ما كنت تقرأ لأجله، اقرأ بشكل مختلف لترى بطريقة مختلفة، ومن هنا ستنطلق وتعبر عن ذاتك بما يختلف عن بقية من حولك، سترى في هذا الكتاب نماذج مختلفة من القراء المميزين، ونظرتهم المختلفة للقراءة، وما يتصل بها مما سيخرج بك كما آمل إلى مستوى جديد للقراءة، سواء بإتباعهم، أو بشق طريقك الخاص، ظلت فكرة الكتاب تراودني كالهاجس، كنت أعمل عليها ببطء شديد، ولم يكن في البال إنهاؤها خلال فترة قريبة، ولكن تشجيع الأصدقاء هو ما حفزني للبحث عن هذه النصوص المميزة، التي تتعلق بموضوع القراءة، كونها ممارسة ، ومن ثم ترجمتها.» ومن هؤلاء الكتّاب الذين اختارهم المؤلّف، نذكر : فيرجينيا وولف ، روديارد كيبلنغ، هنري ميلر، هيرمان هيسه، فلاديمير نابوكوف … ونصوصهم كانت بمجملها تدور حول فن القراءة وأهميته، وحرفة الكتابة، وأسباب قراءتنا للأدب، وكيفية تصنيف القراء والكتَّاب الجيدين .
وفيما يلي سنورد بعض المقتطفات من هذا الكتاب :
«يجب أن تكون القراءة هي إحدى أشكال السعادة الخالصة، لذا فإنني أُلقي بوصيتي الأخيرة إلى جميع القراء الحاليين والمستقبليين بأن يقرؤوا كثيراً، ولا يغتروا بسمعة كتاب ما»
«قال أحد الكتّاب المشهورين : لم أرتح يوماً لمسمى الكاتب، وهناك شيء ما بداخلي يحرض على التصحيح حينما أسمع أحدهم يناديني بذلك ، وأقول بأنني قارئ أستطاع الكتابة»
«كل قارئ يخلق تناغمه الخاص مع الكتاب»
«أدركت أن الكتب التي كنتُ أقرؤها كانت تعلمني وتخبرني عن أشياء لم أجربها بعد».
«كان بورخيس ينزعج كثيراً كلما سُئِلَ ما هي فائدة الأدب ؟ كان يبدو له هذا السؤال غبياً لدرجة أنه يود أن يجاوب بأنه لا أحد يسأل عن فائدة تغريد الكناري، أو منظر غروب شمس جميل، إذا وُجد الجمال، وإذا استطاع هؤلاء ولو للحظة أن يجعلوا هذا العالم أقل قبحاً وحزناً، أليس من السخف أن نبحث عن مبرر عملي؟».
«إن هويتي الشخصية في هذا العالم هي كوني قارئاً، ما أعنيه بذلك هو أن الكتب تمنحنا تجربة الحياة قبل أن نعيشها»
«الخيال يسمح للبشر بخوض التجربة قبل أن يعيشوها.»
د. رفيف هلال