العدد: 9436
الاثنين: 30-9-2019
أزال مجلس مدينة طرطوس 8 أكشاك من حديقة الباسل مستبدلاً إياها بمقاعد مظللة ومجانية طبعاً، كما أشار المهندس علي محمود مدير الحدائق في المدينة فيما تمّ تحويل كتلة أكشاك ثانية في الحديقة لثلاث غرف إدارية تابعة للبلدية، وتأتي هذه الخطوة بعد قرار مجلس المدينة القاضي بإيقاف جميع الاستثمارات في الحدائق العامة بعد صدور تعميم من وزارة الإدارة المحلية لحفظ المسطحات الخضراء، كما ستتم معالجة بقية الاستثمارات تباعاً مع انتهاء عقود كل منها في جميع حدائق المحافظة، وحول وضع المشردين الذين كانوا ينامون في بعض الأكشاك الفارغة والتي تمّ هدم جدرانها أوضح محمود أنه تمّ إرسال كتب لكل من قيادة الشرطة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بهذا الصدد من أجل المتابعة والمعالجة..
يزيد عدد مشردي حديقة الباسل عن العشرة بينهم فتيات وأطفال فيما أخبرنا بعض العاملين في الحديقة أنه تم توقيف معظمهم ودعوتهم لمراكز الإيواء إلا أنهم يرفضون التغيير ويعودون باستمرار فيما يطالب الأهالي بضرورة معالجة هذا الوضع فالحدائق والشوارع ليسا المكان المناسب للمشردين، كما يرحب الناس بفكرة إعادة الرونق لحدائق المحافظة والاهتمام بنظافتها وإنارتها وصيانة ألعاب الأطفال فيها والتأكد من أمانها لتعود متنفساً مريحاً للكبار والأطفال بعد أن تحولت المسطحات العشبية بمعظمها إلى مقاهٍ مأجورة وهذا الواقع ينسحب على كورنيش طرطوس الذي بات تحت سلطة أصحاب الطاولات والكراسي الذين قاموا بتخريب معظم مقاعد الكورنيش ونهب جيوب الناس دون حسيب أو رقيب في وقت تعاني فيه الكثير من الأسر من الدخل شبه المعدوم يضاف إلى ذلك عدم وجود مظلة واحدة على طول الكورنيش!
أما مدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة طرطوس المهندس حسان حسن فكان قد أشار في وقت سابق أن المسطحات الخضراء في أي مدينة تعتبر رمزاً لها كما يرتبط ارتفاع نسبة الحدائق بارتفاع نسبة الخدمات المقدمة من الدولة لمواطنيها ويتم تقييم المستوى الحضاري للمدن من خلال حصة الفرد من المسطحات الخضراء، ولما لهذا الموضوع من أهمية صدرت عدة تعاميم ومنها كتاب رئيس مجلس الوزراء بخصوص بعض الاستثمارات الممنوحة في الحدائق العامة بطرطوس ومتابعتها وفق الأصول المرعية وكذلك توجيهات رئيس الحكومة المتضمنة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة إشغالات الحدائق وتعميم وزير الإدارة المحلية المتضمن ضرورة الحفاظ على الحدائق العامة لجهة تحقيق الغاية التي أنشأت من أجلها وفق القوانين والأنظمة النافذة وكذلك قرار مجلس مدينة طرطوس المتضمن عدم الموافقة على أي ترخيص جديد في جميع حدائق المدينة بما فيها المروج الخضراء على الكورنيش البحري وعدم الموافقة على تجديد أي استثمار فيها وأوضح أن الضرر الذي تسببت به هذه الأكشاك للمسطحات العشبية أكبر بكثير من العائد المادي إضافة إلى أنها تخالف تصاميم الحدائق والتعاميم الوزارية وتخرب سمعة الحدائق العامة.
ننقل أخيراً رأي بعض المستثمرين في الحديقة والذين تنتهي عقودهم في الشهر السابع من العام المقبل حيث اعتبروا القرار جائراً ويحرم العديد من الناس لقمة عيشهم وهم من بيئات الشهداء والجرحى وحول واقع المساحات الخضراء السيء لفت المستثمرون أنهم مستعدون للتعهد بالحفاظ على العشب والاهتمام بها كما أن ما يقدمونه للبلدية كبدل استثماري كافٍ لإبقاء الحدائق جميلة نضرة..
حاجة الحدائق
يوجد عدد كبير من المشكلات التي تعوق العمل وتقديم الخدمات بالشكل الأفضل في قطاع الحدائق منها النقص الكبير في عدد العمال والسائقين، والنقص في بعض الاختصاصات الهندسية، وتداخل أعمال الدائرة مع الدوائر الأخرى نتيجة عدم وجود ورشات تخصصية من أرصفة وبناء ومجارٍ وكهرباء إضافة للنقص الكبير في عدد الآليات، وقدم معظمها مع صعوبة توفير قطع تبديلية لها، يضاف إلى ذلك عبث بعض المواطنين بالمرافق العامة في الحدائق وتخريبها من دورات مياه ومناهل الشرب ومقاعد مع الألعاب الموجودة فيها.
كما يبلغ عدد الحدائق الموجودة ضمن المخطط التنظيمي لمدينة طرطوس أكثر من 100 حديقة وبمساحات مختلفة منها 45 حديقة قيد الاستثمار الفعلي تتراوح مساحتها الصغيرة والكبيرة بين500- 4000م2 منتشرة ضمن الأحياء السكنية، وهي (الباسل وتشرين والطلائع والكورنيش البحري) كما تبلغ المساحة الإجمالية للمسطحات الخضراء ضمن المدينة أكثر من 700 ألف متر مربع ما بين جزر وسطية وحدائق، كما يتابع الكادر البشري في الحدائق القيام بكل ما يخص أعمال المسطحات الخضراء في المدينة من قص للمروج الخضراء إلى تقليم وتهذيب الأشجار ورش المبيدات والتسميد وتشغيل وصيانة شبكات الري، كما تقوم مديرية الحدائق بإنتاج أغلب الغراس والنباتات والحوليات المزهرة لتغطية حاجة المدينة..
رنا الحمدان