العدد: 9435
الأحد-29-9-2019
يرى البعض أن الخلاف الذي ينشأ بين الموظفين والعمال في الشغل والشركات قد يسبب المشاكل ويعرقل خطط الإنتاج ويصد الإبداع، ولكن قد تبين أن فيه العكس وهو ما جاءت على شرحه الآنسة لينا مرهج، تنمية بشرية: إن هذا الأمر لا تخلو منه أي مؤسسة أو دائرة أو شركة حيث تكون تجمعات للأفراد العاملين والعاملات، لتسمع دويهم في كل شبر منها، وهو ما قد يتسبب بعض الأحيان لاجترار الخلافات وعواقبها، وتكون بشكلين، خلافات عادية سوية منشؤها فروق فردية واختلاف بالفكر والعلم والاجتهاد بالمهنة والقيم، وخلافات غير سوية ناتجة عن النفس وما تخفيه ن حقد وحسد وضغينة ..
إن الاختلاف بين العمال يولد الخلافات، فبعضهم يمتلك من القدرات والمؤهلات ما يدفع بهم للتميز والإبداع، عند وجود بيئة مناسبة في العمل وتنوع واستيعاب وجهات النظر والأفكار الجديدة، ومهارة الاستماع والإنصات والحوار.
إن الاختلاف بين عامل وآخر بما يحمله من قيم ومبادئ أخلاقية يأتي من تكوينه الثقافي والعلمي والنفسي ليكون خيراً ورفعة على جودة العمل والإنتاج.
إن بيئة الاختلاف ولو كان بينهم خلاف صحيحة وصحية في أي مؤسسة ودائرة وعمل ومختلف بيئات العمل والوظيفة، فبعضهم يمتلك المنطق والحساب وآخرون يهتمون بالحس والجمال، وتلاقيهم في عمل يفجر إبداعاً حقيقياً إذا ما صار بينهم وعي واتفاق، أما البيئات النمطية والتي ليس فيها نبش لقدرات ومهارات العمال، روتين أصم قاتل واجترار العمل بنمط وأسلوب واحد طوال سنين وأيام، فهي مياه راكدة لا تصلح لشرب كؤوس النجاح والتنافس .
ومن بعض النصائح والدراسات لتحويل الاختلاف وحتى الخلافات إلى إبداع : يجب خلق المناخ والبيئة التنافسية والمناسبة عند كل فرد وعامل لإظهار ما عنده من تنوع وتعدد وجهات نظر ومهارات وإظهارها في فرص حوار ومناقشات، وإعطاء الأولوية لمن يمتلك المعرفة وإتقان لغة الأفكار الجديدة والبحث التي تسهم في جودة الإنتاج وملاءمته لعصر، ينبغي التركيز على التنوع والتعددية والتشاركية وتشجيع كل عامل لطرح وجهة نظره ورأيه بكل حرية وقدرته على التحليل وتقبل النقد ومحاولته الابتكار، وكله في حوار راقي يرتكز على الفكر والعلم وبعيداً عن الأشخاص.
هدى سلوم