العدد: 9433
الأربعاء:25-9-2019
عنوان لم يتصدر غلاف كتاب أو موضوع مطروح على طاولة الحوار والنقاش، بل هو قائم على عمود يتوسد صفيح إعلان على الطريق العام لكرسانا، فما يدهش بالأمر أن ترى لافتة تقبع في جوف عينيك ولا تستطيع لها رداً، لتشغل بالك وتثير في عقلك ألف سؤال، كيف لهم ذلك، وهل يستطيعون، وهل هم (قد) هذا الحمل؟
تشغيل.. هو من أعقد القضايا والإشكالات التي تشغل بال الدولة والأفراد، ومنهم أوس قبيلي وعمه فاطر الذي وضع نفسه في معركة الحياة وقد حمل أثقال وأوزار هموم الناس، زرناه في مكتب تشغيل عمال كرسانا لأجل سؤال لطالما تردد على مسامعنا ومن أفواه ناس (شباب ورجال ونساء كبار) شاكين باكين فهم عاطلون ومتعطلون.. هل يوجد شغل؟
نعم يوجد شغل لكل من يأتي إلينا ولا ينحصر بالشباب فقط بل لجميع فئات المجتمع وعلى مختلف مستوياتهم العمرية والعلمية متى توفرت فرصهم، هكذا يرد علينا الشاب أوس وهو خريج هندسة مدنية سجل حديثاً في الماجستير.
وكيف خطر ببالك هذا المشروع والمكتب وهل ترى في مشروعك أي نضوج؟
يرد ويقول باطمئنان: البداية تحمل تباشير نجاح والحمد لله، وقد خطرت فكرة المشروع في بال عمي فاطر عندما تطلب أمر والده (جدي) الذي قطعت ساقه من ابتلائه بمرض السكري تواجد أحد بجانبه يعينه على أمره يؤنسه ويلبي طلباته والكل من أبنائه موظف وعامل ولا يقدر أحدهم الحضور غير بعد منتصف النهار، فكان البحث والسؤال عمن لديه القدرة والقبول بهذا العمل إلى أن يأتي الأولاد يداومون عنده ويتناوبون وقد وجد ضالته في شاب طيب وكله رضا واستحسان، وناس كثيرون بحاجة مثلنا لعامل أو أجير وغيره، فكان أن ناقشت عمي في تفاصيل مكتب يكون فيه تأمين عمل لبعض الشباب الذين لم يجدوا فرصهم، فصار وتهافت علينا بعض الزوار من أرباب العمل وآخرون طالبين عملاً، وأكثرهم لأعمال زراعية وأخرى لسوبر ماركات ومحلات حلويات وأخرى تجهيزات كهربائية وغيرها الكثير والتي تتطلب خبرة في الحسابات وحسن التعامل مع الزبون وتقديم الخدمة الأفضل له.
لدينا أعداد لابأس بها من طالبي العمل ونحاول إيجاد العمل المناسب لهم، وأكثرهم خريجو جامعات، ومن الصعب إيجاد مكان مناسب لهم لكن بالمحاولة والبحث يمكنه العمل فلا يمكن أن نرد من سأل في المكتب عن عمل خائباً، فكما نعلم أن جميعنا يمتلك قدرات ومهارات وبناء عليها وعلى المعلومات التي سجلها عندنا نأخذ رغباته على محمل الجد ونضع له الخيارات المتوفرة لدينا في المكتب والتي تتلاءم مع اختصاصه ومهاراته، ليختار منها الأفضل من حيث الراتب والجهد الذي يبذله فيه، أو يقعد بعض الوقت لحين أن تتوفر فرصة أخرى له، ونحن على تواصل دائم معه، وأحياناً كثيرة يترك لنا أصحاب العمل مساحة من التفاوضات مع الشريك أي طالب العمل فهم بداية يطلبون عاملاً بالمواصفات كذا وكذا والخبرة التي لديه والدوام صباحاً أو مساء والراتب قد يكون قليلاً، هذه بعض الإشكالات التي يمكن أن نقع فيها فمجال عملنا واسع وشائك وما زلنا في بداية مشوارنا.
ليس عمل المكتب محصوراً بأهالي كرسانا فقط إن كانوا أرباب عمل أو طالبين للعمل، فلدينا أناس كثيرون من خارج القرية وحتى من خارج محافظة اللاذقية، ولكن الأمر ليس عليهم بسهل فلو فرضنا عاملاً يعمل ببستان فإنه يحتاج للوصول إلى منطقة بعيدة عنه لأجور مواصلات تقضم نصف أجره فأقول له: إنه يمكنه العيش في المزرعة عندها يرفض العمل لأجل عائلته التي سيبتعد عنها، فما يكون عليه غير انتظار فرصة أخرى قريبة منه وفي محافظته أو مدينته، لأمرهم عندنا حيلة ودراسة تقوم على اختيار المكان المناسب والجهة المطلوبة المناسبة أيضاً.
في رأسي أشياء كثيرة وخطط قريبة لأجل مساعدة ناس لجأوا إلينا ولن أرد لهم طلباً، وطالما قادر أنا على مساعدتهم لن أخيب رجاءهم.
هدى سلوم