طوله حوالي 9 أقدام ووزنه يزيد عن 300 كغ من جـــــديد.. دلفين نافـــــق على شــــــاطئ مدينة اللاذقــــــية
العدد: 9430
الأحد-22-9-2019
عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس الماضي تم العثور على دلفين نافق تقاذفته الأمواج بالقرب من أحد الشواطئ المقابلة لأحد المنتجعات السياحية شمال مدينة اللاذقية.
الدكتور مالك فارس علي من كلية الزراعة بجامعة تشرين الاختصاصي بعلم الأسماك وتصنيف الأسماك الغضروفية قام بتوثيق الحالة بالمشاركة مع الدكتورة معينة بدران والسيد نوح عباس.
بدورنا توجهنا بالسؤال إلى الدكتور مالك علي عن نوع الدلفين النافق وسبب تكرار حالات نفوق الحيتان على الساحل السوري بين الفينة والأخرى، فأوضح لنا الآتي:
الدلفين النافق يتبع للنوع (Tursiops truncatus) والذي يطلق عليه اسم Bottlenose Dolphin، وليس له اسم متفق عليه باللغة العربية (هناك تعريبات متعددة للاسم: الدلفين القاروري، الدلفين ضيق الأنف، أو دلفين البتلينوس).
أما عن أسباب تكرار هذه الحالات فقال: عادة تسجل مثل هذه الحالات على الشواطئ نتيجة أحد الأسباب:
إما الجنوح الخاطئ باتجاه المياه الضحلة نتيجة خلل معين في الجملة العصبية للدلفين، أو التعرض للأذى الناتج عن صدمه بأحد السفن أو المراكب التي تتحرك بسرعة في المنطقة التي يسبح بها، أو الدخول في شباك الصيد لدى مهاجمته الأسماك الموجودة بداخلها فمن المعروف عن هذا النوع من الدلافين ملاحقته لمراكب الصيد العائدة إلى الميناء لإنزال حمولتها، حيث يستغل الدلفين هذا الوقت، ويهاجم الأسماك الموجودة ضمن الشباك، ويأخذ منها ما يستطيع وفي هذه الحالة يتعرض الدلفين للوقوع في الشبكة ويبدأ بالتخبط، وقد يطول به الوقت تحت الماء حتى يموت اختناقاً، أو نتيجة ابتلاع أجسام لا تهضم، و أما السبب الأخير فهو النفوق الطبيعي نتيجة التقدم بالعمر.
وأوضح الدكتور مالك علي أنه من خلال معاينة الموقع والعينة وتشريحها، تبين أن العينة تبلغ من الطول حوالي (9 أقدام أي حوالي 270سم) ويزيد وزنها عن 300 كغ، وقد تم استبعاد حالات: الجنوح، والابتلاع والتضرر نتيجة صدم السفن. ليبقى سببان: إما التفاعل مع شباك الصيادين والموت اختناقاً وهو السبب المرجح، أو النفوق الطبيعي.
و ماذا عن دورنا في حماية هذه الكائنات البحرية المهددة؟
بيّن الدكتور مالك علي أنه من واجب الجميع، ولاسيما عبر الإعلام وضمن محاضرات توعوية – العمل على نشر التوعية البيئية بين الصيادين والسياح والسكان المحليين وطلاب المدارس والجامعات حول أهمية حماية هذه الكائنات البحرية المهددة والهامة لبيئتنا البحرية شأنها شأن الكثير من الكائنات البحرية الأخرى المهددة التي تتعرض للتهديد كالسلاحف وأسماك القرش وبعض أنواع الأسماك العظمية وغيرها، مشيراً إلى أنه هناك منظمات دولية على المستوى الإقليمي تنشط في البحر الأبيض المتوسط وتعمل على حماية البيئة البحرية، ومن ضمن خططها حماية الحيتان وأسماك القرش والسلاحف وغيرها من الكائنات البحرية المهددة، وسورية طرف متعاون بهذا الخصوص ، فمثلاً هناك مشروع رائد على المستوى الإقليمي لحفظ الحيتان (اتفاقية الحفاظ على الحيتانيات في البحر الأسود والبحر المتوسط، والمناطق الأطلسية المتاخمة ACCOBAMS)، وسورية ملتزمة بهذه الاتفاقية (إذ تقوم وزارة البيئة والإدارة المحلية بالتنسيق التام بهذا الخصوص).
ازدهار علي