على الورق كلّ شيء على ما يرام

العدد: 9289

11-2-2019

 

مجموعة من المشاكل والهموم يعاني منها مواطنو قرية فديو والقرى التابعة لها (الهنادي- البصة- الخلالة- الشير- القطرية- ومزارالقطرية)، تتعلق بمحطتي ضخّ المياه P s-z-zو ps-2-1 (فديو)، مشاكل عالقة منذ فترة طويلة ولمَّا تجد الحلَّ النهائيَّ حتى اللحظة رغم محاولة مديرية الموارد المائية الخجولة لحلها.
حلولٌ جزئية لم ولن تفي بالغرض ما لم تتخذ مديرية الموارد المائية القرار الحاسم بحلّها وبشكل جذري خدمة للمواطن (الغلبان) الذي يأمل دائماً إيجاد حلولٍ لمشاكله من جهات يقع على عاتقها الحل أولاً وأخيراً لأنها الجهة المسؤولة وبيدها القرار والحل.
هموم بالجملة
عدد من مواطني قرية فديو والقرى التابعة لها شكوا لنا منغصات الريّ التي تقضّ مضاجعهم وتؤرقهم، أقنيةُ ريٍّ مكشوفة تملؤها القمامة والأوساخ ما يجعل عملية الري المعتمدة على التنقيط عملية صعبة ومعقدة، فالأوساخ كثيراً ما تسدُّ شبكات الري، ما يؤدي إلى حدوث أعطال تمنع السقاية، وفي أحسن الأحوال تصل المياه إلى أراضي المزارعين ضعيفة، بالإضافة إلى وجود تسريب من قنوات الري المكشوفة يهدد سلامة مساكن المزارعين ويعرض أشجارهم للتلف، أما صيانة الطرق المرافقة لقنوات الري المكشوفة فقد خرجت من خطة مديرية الموارد المائية ضاربين حاجة المواطن لتلك الطرق في التنقل بين البساتين والأراضي عرض الحائط، كما تحدَّث المواطنون عن جسور المشاة فوق أقنية الريِّ المكشوفة والتي تمَّ إنشاؤها من قبل مديرية الموارد المائية، ولم تتم صيانتها منذ زمنٍّ بعيد إضافة إلى الجسور المعدّة لعبور السيارات والتي تعاني من الانهيارات البيتونية على جانبيها، وقد استفاض المواطنون في الحديث عن وجعهم بالنسبة للري بالتنقيط بعد أن سهّلت وزارة الزراعة للمزارعين الحصول على قروض زراعية لإنشاء شبكات ري بالتنقيط لري أراضيهم وتخفيف العبء عن استجرار المياه الزائدة، والري بشكل علمي بعد أنَّ تكلّف المزارع أعباءً مادية عند تركيب شبكة الري بالتنقيط لم يستفد شيئاً بسبب الأوساخ والقمامة المتراكّمة في قنوات الري المفتوحة، وحتى في محطات ضخ المياه وعن طريق خطوط الري التي يتم استجرارها من الأقنية المفتوحة، وعدم قدرة محطات الضخ على ضخ المياه بالاستطاعة المطلوبة بسبب قدمها وتصميمها سابقاً لري مساحة معينة كانت مقررة لرّيها في تلك الفترة حسب الخطة الموضوعة في ذلك الوقت، أما اليوم فقد زادت نسبة الأراضي المروية وأصبحت محطتا الضخ غير قادرتين على عملية الري بالشكل الكافي.

المعابر فوقها بحاجة لـ «الصيانة»
وطرقهـــا التخديميـــة بلا تعزيـــــل

في مديرية الموارد المائية
حملنا تلك الهموم والمشاكل وتوجهنا إلى السيد المهندس نبيل الحسن مدير الموارد المائية حيث أفادنا قائلاً:
فيما يتعلّق- بالحالة الفنية لمحطتي الضخ PS-Z-ZوPS-2-1 (فديو) فقد قامت مديرية الموارد المائية باستبدال كامل مجموعات الضخ ضمن المحطة PS-2-1 وعددها (7) مجموعات ضخّ، وهي جاهزة لموسم الاستثمار بمردود جيد لتغطي المساحات المروية والضاغط اللازم وكذلك الأمر بالنسبة للمحطة PS-Z-Z حيث قمنا بإجراء أعمال الصيانة المطلوبة والدورية وهي بحالةٍ فنية جيدة، وأما فيما يخص رمي القمامة بأقنية الري المكشوفة فهذ سببه المواطن نفسه حيث يقوم برمي القمامة في تلك الأقنية والضابطة المائية في مديرية الموارد المائية تعمل على متابعة المخالفات وتنظيم الضبوط اللازمة عند ثبوت المخالفة، كما أننا نهيب بكافة الفعاليات الرسمية والشعبية والإخوة المواطنين والبلديات بضرورة التعاون الكامل مع كوادرنا للحفاظ على نظافة المنشآت المائية والامتناع عن رمي النفايات فيها والتي تعود بالنفع العام لكافة المواطنين، وأما فيما يتعلق بالجسور المشادة فوق أقنية الري المكشوفة والتي تمّ إنشاؤها من قبل مديرية الموارد المائية نشير بأنها بحالة فنيةٍ جيدةٍ جداً وتفي بالغرض الذي صممت لأجله ويتمّ الكشف عليها دورياً من قبل عناصر مديرية الموارد المائية للتأكد من جاهزيتها وسلامتها، أما بخصوص زيادة عدد الجسور على تلك الأقنية فيتم ذلك استناداً للطلبات المقدمة إلينا من قبل الإخوة المواطنين وبناءً عليه تقوم مديرية الموارد المائية بإعداد الدراسة الفنية اللازمة لإنشاء تلك الجسور بإشراف عناصر مديرية الموارد المائية وعلى نفقة أصحاب العلاقة، وفيما يتعلق بتوسيع السواقي وتعزيلها فإنَّ مديرية الموارد المائية تقوم بوضع خطة سنوية لتعزيل السواقي إضافة إلى طلبات الإخوة المواطنين المقدمة إلى مديرية الموارد المائية، كما تتم المباشرة بتنفيذها بعد انتهاء موسم الري حيث تتم أعمال التعزيل تباعاً وخارج المخططات التنظيمية وفقاً لقانون التشريع المائي رقم /31/ لعام /2005/ مع الإشارة إلى أنَّ أعمال التعزيل تتم وفق الحدود العقارية للمجرى.
أما حول ما تحدث عنه الإخوة المواطنون عن وجود تسريب في قنوات الري المكشوفة نؤكد أن مديرية الموارد المائية تقوم بوضع خطة صيانة متضمنة معالجة التسرب الناجم عن الأقنية المكشوفة حيث يتم حصر كافة الأماكن التي يحدث فيها التسرب من فواصل التمدد في قناة الري المكشوفة ليصار إلى عزلها وتكتيمها خلال موسم الصيانة لتكون جاهزة لموسم السقاية.
وفيما يخص مطالبة الإخوة المواطنين بصيانة الطرق المرافقة لقنوات الري المكشوفة فإننا نؤكد أن تلك الطرق نفذت بالأساس من قبل مديرية الموارد المائية من أجل الوصول بسهولة لإجراء كافة أعمال الصيانة اللازمة والضرورية والتي تحتاجها منشآت مديرية الموارد المائية هناك مع العلم أننا نقوم بإجراء الصيانات الضرورية لها وفق الإمكانيات المتوفرة لدينا وفي حال حدوث أي حالة تعدٍ عليها تقوم الضابطة المائية في مديرية الموارد المائية بإزالة هذا التعدي وتنظيم الضبوط اللازمة.

قنــوات الــري في «فديـــو»
تئّن على وجعها وتأمل استعادة شبابها

في فديو
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها كان لا بد من لقاء المهندس م. سليم صقر رئيس مجلس بلدية فديو سألناه عن تلك المشاكل وعن دور البلدية فيما يتعلق برمي القمامة والأوساخ من قبل المواطنين في أقنية الري المكشوفة فأفادنا بالآتي:
بالنسبة لنا كبلدية يقوم شرطي البلدية بتنبيه الأهالي بشكل مستمر إلى عدم رمي القمامة والأوساخ في تلك الأقنية المائية المكشوفة لأن ذلك سينعكس سلباً على عمليات الري وسيجلب المواطن الضرر لنفسه أولاً وأخيراً، ولكن برأيي يجب تفعيل دور ضابطة الموارد المائية بشكل دقيق ومستمر والقيام بعملها على أكمل وجه وبالنسبة للطرق المرافقة لقنوات الري المكشوفة تحتاج لصيانة حقيقة هناك الكثير من الحفر والأقنية المحفورة بعرض الطريق لم تتم صيانتها منذ فترة طويلة جداً علماً أنها مستملكة من قبل مديرية الموارد المائية ولا تخص بلدية القرية وهذه الطرق تخدم المزارعين بشكل كبير وهنا لابد أن أشير وجود تعدَّيات على الطريق الإسفلتي بشكل كبير فيما يعيق تحرك الآليات ومنذ يومين تمّ توسيع الطرق من قبل الموارد وفيما يتعلق بالتسريب في قنوات الري المكشوفة فقد وردت العديد من الشكاوى من قبل أهالي المنطقة وأصحاب الأراضي المجاورة لقناة الري المكشوفة إلى أراضيهم نتيجة وجود شقوق عريضة ضمن الجدار البيتوني للقناة وأسفلها والأهالي أيضاً يعانون من مشكلة جسور المشاة حيث لم تتم صيانتها منذ وقت طويل وبعضها بدون حواجز معدنية بالإضافة للجسور المعدة لعبور السيارات والتي تعاني بدورها من أطراف بيتونية منهارة، أما بالنسبة لموضوع تعزيل السواقي وتوسيعها فقد تمت مخاطبة مديرية الموارد المائية عن طريق السيد المحافظ وتم إرسال آليات للقيام بعمليات التعزيل.

 

ما بــين الســطور

في مَعْرِض حديث السيد مدير الموارد المائية عن المشاكل التي يعاني منها المزارعون وحلول مديرية الموارد المائية لتلك المشاكل استوقفنا رده حول جسور المشاة فوق أقنية الريّ المكشوفة والتي تمّ إنشاؤها من قبل مديرية الموارد المائية حيث أكدّ السيد المدير أنَّها بحالة فنية جيدة جداً، وتفي بالغرض ويتم الكشف عليها دورياً من قبل عناصر الموارد المائية للتأكد من جاهزيتها وسلامتها ولكن خلال زيارتنا الميدانية لتلك الجسور شاهدنا بأمّ العين أنها لم تنل الصيانة الدورية لا من قريب ولا من بعيد وتعاني الإهمال وقلّة حيلة الموارد المائية في إصلاحها بالشكل الذي يخدم المواطن فالكثير من تلك الجسور كما شاهدنا تخلو من الحواجز المعدنية.
هذا بالإضافة للجسور المعدة لعبور السيارات عليها فهي الأخرى تعاني من تشققات وانهيارات بيتونية من أطرافها وجوانبها وأما بالنسبة لوصول مياه الري مفلترة ومصفاة من الأوساخ والقمامة عبر شبك معدني وحوض ترسيب – كما قال السيد المدير- نلفت عناية السيد المدير إلى أمر شاهدناه على أرض الواقع يتلخص بأن بداية مجرى ضخ المياه والذي يبدأ من قرية الشلفاطية يبدأ بأقنية ريّ مكشوفة قبل الدخول إلى محطتي الضخ Ps-2-1 و ps-2-2 ما يعرض مياه الري للكثير من الأوساخ والقمامة ويبقى جزء من هذه الأوساخ عالقاً رغم عمليات التنقية والفلترة الحاصلة فيما بعد، وبالتالي لا تصل المياه مفلترة بالشكل المطلوب بالإضافة إلى وصولها ضعيفة إلى أراضي وبساتين المزارعين.
وأما عن صيانة الطرق المرافقة لقنوات الري المكشوفة والتي طالب بها المزارعون فقد أكدّ السيد المدير بأن تلك الطرق نفذت لخدمة منشآت الري العائدة للموارد المائية فحسب، وكأن السيد المدير أراد إعلامنا بأن تلك الطرق غير مصممة لخدمة المزارع، وأكد عدم وجود تعديات عليها من قبل المواطنين رغم وجودها وقد شاهدنا خلال جولتنا الأولى كيف كانت الأعشاب تملأ الطرق وتتدلى داخل أقنية الري المكشوفة ما أعاق حركة المارة والآليات أيضاً وهنا لا بد من تذكير مديرية الموارد المائية أن هذه الطرق لا تخدم آليات المديرية فحسب وإنما تخدم المزارع في الانتقال إلى بساتينه وأراضيه وبالتالي صيانة هذه الطرق أمرٌ ضروري لتسهيل الحركة، وهنا لا بد أن نشير وللأمانة الصحفية – أن مديرية الموارد المائية وبعد زيارتنا لهذه الطرق قامت بتوسيعها حوالي (1,5) كم توسيع خجول من مديرية الموارد المائية ولكن علّه فاتحة خير.
وفيما يتعلق بالتسريب في قنوات الري المكشوفة فقد بسّط مدير الموارد المائية موضوع التسريب وبدا الموضوع تحت السيطرة ولا مشكلة حقيقية قائمة عند المزارعين علماً أننا شاهدنا الأهالي خلال زيارتنا كيف قاموا بإنشاء مجرى مائي لمنع التسريبات المائية حماية لمنازلهم من التصدع وأراضيهم التي قد يتم تشييد الأبنية عليها فالكثير من المواطنين فوجئوا بوجود الماء في أراضيهم عند حفر الأرض للبناء بالإضافة إلى ضرر المياه المتسربة على أشجارهم ومزروعاتهم التي راحت تعاني التصمغ وغيره.

وأخيراً
يجب أن نؤكد على مقولة (يدٌ واحدةُ لا تستطيع التصفيق) لذلك لا بدَّ أن يتعاون المواطن مع مديرية الموارد المائية فيما يخص رمي القمامة والأوساخ في أقنية الري المكشوفة ولا بد من تحلي المواطن بحس المسؤولية والشعور الأخلاقي بحماية الممتلكات العامة من كل ما يعبث بها ويؤثر في نهاية المطاف على مصلحة المواطن، فمديرية الموارد المائية لا تستطيع تعيين مراقب دائم على المواطن لأن الرقابة رقابة الضمير والأخلاق.

ربا صقر- حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار