الوحدة – نعمان أصلان
تعد زراعة الرمان من الزراعات العريقة المنتشرة في معظم المحافظات السورية، ولا سيما في منطقة جبلة، حيث تحتل مكانة خاصة في الموروث الزراعي والغذائي.
وأوضح مدير زراعة جبلة المهندس باسل ديوب أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الرمان المزروع في المنطقة هي: الحلو، الحامض، والمعتدل (اللفان الفرنسي)، مشيراً إلى أن القيمة الغذائية العالية لهذه الثمرة تعود لغناها بالكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات (C–B5–A–E)، ما يجعلها مفيدة في استقرار سكر الدم والكوليسترول، وخفض أمراض القلب، وإبطاء نمو السرطان.
وأضاف ديوب أن أصل شجرة الرمان يعود إلى قارة آسيا، ومنها انتقلت إلى الشرق الأوسط وحوض المتوسط، حيث عُرفت كرمزٍ للحياة والخصوبة، وورد ذكرها في القرآن الكريم ثلاث مرات كفاكهة من فواكه الجنة.
وحول استخداماتها، أشار إلى أن الرمان يُستهلك طازجاً أو يدخل في صناعة العصائر والحلويات، كما يُستخدم في الطب التقليدي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، وتُستعمل قشوره في الصباغة لاحتوائها على مادة “التانين” الملونة.
وبيّن ديوب أن المساحة المزروعة بالرمان في منطقة جبلة تبلغ 9.26 هكتارات (7.14 مروية و2.13 بعلية)، ويصل عدد الأشجار الكلي إلى 39143 شجرة منها 29382 مثمرة، بإنتاج إجمالي يبلغ نحو 476 طناً سنوياً.
وتتصدر وحدة السخابة المناطق المزروعة بالرمان بعدد 5817 شجرة، تليها عين الشرقية بـ5170 شجرة، ثم دوير بعبدة بـ4113 شجرة، وحمام القراحلة بـ3552 شجرة، وبيت ياشوط بـ3106 شجرة.
المزارع خضر العلوني تحدث عن الصعوبات التي تواجه زراعة الرمان، موضحاً أن تكاليف الخدمة مرتفعة وتشمل الأدوية الزراعية والسماد والحراثة ومكافحة ذبابة الفاكهة والتعبئة والنقل. وأشار إلى أن الأسعار الحالية في سوق الهال (2500 ليرة للكيلوغرام) لا تغطي التكلفة الفعلية للإنتاج.
وبيّن العلوني أن ذبابة الفاكهة من أبرز الآفات التي تهدد المحصول، وأن الجفاف يؤدي أحياناً إلى تفسخ الثمار. أما موسم القطاف فيبدأ في الشهر العاشر، ويُستخدم قسم من المحصول في إنتاج دبس الرمان، إذ ينتج عن عصر 10 كغ من الثمار نحو 1 كغ من الدبس الذي يتراوح سعره اليوم بين 70 و80 ألف ليرة للكيلوغرام.
وختم العلوني بالتأكيد على أن الجدوى الاقتصادية للزراعة محدودة في ظل الظروف الراهنة، مقترحاً زراعة الرمان كسياج للبساتين بدلاً من اعتباره مشروعاً مستقلاً.


