الوحدة – خديجة معلا
انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أعمال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 9” تحت شعار “مفتاح الازدهار”، بمشاركة سورية وعدد من قادة الدول، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات.
ويستمر المؤتمر حتى الثلاثين من تشرين الأول الجاري، بعد أن شهد أمس جلسات مغلقة خُصصت لتبادل الخبرات ومناقشة الأفكار مع عدد من المفكرين والخبراء، على أن تُستكمل اليوم الجلسات المفتوحة التي تبحث مجموعة من القضايا الاقتصادية العالمية، من أبرزها تأثيرات الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وتوزيع الثروة في ظل تزايد عدم المساواة، والآثار الجيو–اقتصادية لندرة الموارد، إضافة إلى التحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، وسبل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
ويشارك في المؤتمر قادة أكثر من 20 دولة، من بينهم رؤساء سوريا والعراق وباكستان وموريتانيا وبنغلاديش وكوبا وملك الأردن، إلى جانب نائب الرئيس الصيني، ونحو 8000 مشارك، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.
وفي إطار فعاليات المؤتمر، عُقد أمس اجتماع الطاولة المستديرة السوري–السعودي بمشاركة وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى ضم وزراء الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار، والمالية محمد يسر برنية، والطاقة المهندس محمد البشير، والاتصالات وتقانة المعلومات المهندس عبد السلام هيكل، ومدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، وبمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص في البلدين.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان أن مؤتمر مستقبل الاستثمار بات أحد أهم التجمعات الاقتصادية في العالم، موضحاً أن قيمة الصفقات المبرمة عبره منذ انطلاقه قبل أقل من عقد بلغت أكثر من 250 مليار دولار، مشيراً إلى أن النسخة التاسعة ستشهد إعلاناً مهماً يوحد جهود قادة العالم لتحقيق الازدهار المشترك.
ولفت الرميان إلى أن العالم يدخل مرحلة جديدة تتطلب تعميق التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لبناء اقتصاد عالمي أكثر توازناً واستدامة، مشدداً على ضرورة توظيف التقنية لتقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وتمكين الإنسان من تحقيق إمكاناته الكاملة.
كما أشار إلى أن رؤية السعودية 2030 وضعت نموذجاً عالمياً للتحول الاقتصادي، إذ أسهمت في إنشاء مدن وصناعات جديدة وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية التي بلغت 31.7 مليار دولار العام الماضي، مؤكداً أن المملكة باتت مركزاً رئيسياً للازدهار والشراكات المستقبلية.