الوحدة – بشار حمود
في إطار ربط التعليم بالإنتاج وتعزيز دور التعليم المهني في دعم الاقتصاد الوطني، أطلقت وزارة التربية مشروعاً وطنياً متكاملاً لإنتاج المقاعد المدرسية في مختلف المحافظات، بمشاركة طلاب ومعلمي التعليم المهني، وذلك لتأمين احتياجات المدارس من التجهيزات الأساسية وتدريب الطلاب عملياً على مهارات الإنتاج والتصنيع.
* خطوة تربوية إنتاجية
مديرة التعليم المهني والتقني في الوزارة سوسن حرستاني أوضحت أن المشروع يقوم على مرحلتين أساسيتين:
الأولى تتعلق بتصنيع المقاعد وتوزيعها على المدارس بحسب الحاجة، والثانية بتدريب طلاب التعليم المهني عملياً ضمن مشروع إنتاجي واقعي يخدم العملية التعليمية والمجتمع المحلي.
وأضافت حرستاني أن الوزارة تعمل على تحويل المدارس المهنية إلى مراكز إنتاجية صغيرة تسهم في تلبية احتياجات القطاع التربوي، وتعزز مفهوم العمل والإنتاج بين الطلاب، ليصبح التعليم المهني رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني.
* دمشق تقود التجربة وحماة تتصدر الإنتاج
وفي دمشق، نفذ طلاب ومعلمو التعليم المهني الصناعي المشروع داخل ورش مجهزة بالتقنيات الحديثة، وأنتجوا عدداً من المقاعد وُزعت على المدارس المحتاجة، فيما شهدت حماة تصنيع أكثر من 25 ألف مقعد بالتعاون مع المجتمع المحلي، وُزعت على المدارس في المناطق التي عادت إليها الأسر المهجرة في ريف المحافظة، منها الغاب وشمالي صوران والحمرا.
وفي حمص، بدأ العمل على تصنيع المقاعد منذ نحو خمسة أشهر بمشاركة طلاب التعليم المهني، في حين يواصل المعهد الصناعي في درعا إنتاج المقاعد بوتيرة عالية لتغطية الطلب المتزايد. أما في ريف دمشق، فقد أطلقت خطة لإنتاج أكثر من 10 آلاف مقعد مدرسي ضمن الثانويات الصناعية بالتعاون مع المجتمع المحلي، بينما نفذت المدرسة الصناعية في معرة مصرين بإدلب مبادرة مماثلة عززت خبرة الطلاب العملية وشعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
* مشروع مستدام وتكامل وطني
وأكدت حرستاني أن المشروع مستمر في جميع المحافظات، حيث تم خلال الأشهر الأخيرة تسليم آلاف المقاعد للمدارس في مختلف المناطق، مشيرة إلى أن الهدف لا يقتصر على سد النقص في التجهيزات، بل يتعداه إلى تطوير التعليم المهني وتحويله إلى قوة إنتاجية وطنية ترفد الاقتصاد وتبني جيلاً مؤهلاً علمياً ومهنياً.