الوحدة- نجود سقور
السياحة الشعبية هي نوع من السياحة التي تتيح للجميع وخاصة أصحاب الدخل المحدود والمتوسط فرصة الاستمتاع بالسفر والاستكشاف.
في تسليط الضوء على السياحة الشعبية، التقت جريدة “الوحدة” مدير سياحة اللاذقية المهندس فادي نظام للوقوف على ماهية هذا النوع من السياحة، والتحديات التي تواجهه، وسبل التغلب عليها، بالإضافة إلى محاور أخرى ذات صلة.
بداية عرّف نظام السياحة الشعبية على أنها نمط سياحي يقوم به عامة الناس من الطبقات المتوسطة والمحدودة الدخل، وترتكز هذه السياحة على زيارة المناطق الريفية والطبيعية والشواطئ المفتوحة، وتتجه إلى أماكن مجانية أو منخفضة التكلفة لخدمة هذه الفئات، كما تعتمد على توفير شواطئ ومواقع مفتوحة للجميع، بما في ذلك ذوي الدخل المحدود.
ومن أجل تعزيز السياحة الشعبية في سوريا، شدّد نظام على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وقال: يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع خطط مشتركة للاستثمار في البنية التحتية، وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق السياحية، وتقديم التسهيلات للمستثمرين المحليين، مضيفاً بأن العمل على حملات ترويجية مشتركة يمكن أن يجذب المزيد من السيّاح.
وأشار نظام إلى أن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص له تأثير كبير في زيادة الإقبال السياحي، حيث توفر الحكومة القوانين والأرضية المناسبة، بينما يساهم القطاع الخاص في الاستثمار والإدارة مما يحفّز الاقتصاد المحلي، ويزيد العائدات الاقتصادية ويحسّن مستوى المعيشة في المناطق السياحية.
أما بالنسبة لتأثير السياحة الشعبية على الاقتصاد المحلي، فقال نظام: بأنها تسهم بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد عبر خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، مضيفاً أن السياحة الشعبية في سوريا تملك إمكانات ضخمة بفضل التنوع الطبيعي والثقافي الكبير، ويمكن أن تكون محرّكاً اقتصادياً حقيقياً إذا تمت إدارتها بكفاءة.
وعلى الرغم من الفرص الكبيرة التي تقدمها السياحة الشعبية، إلا أن هناك تحديات تعيق نمو هذا القطاع، أبرزها -حسب نظام- ضعف البنية التحتية في العديد من المناطق السياحية، وقلة الوعي السياحي في المناطق الريفية، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين السوريين، وهو عامل يحد من إقبالهم على السفر والإقامة في المناطق السياحية.
وللتغلب على هذه التحديات، اقترح نظام ضرورة دعم الحكومة لتحسين البنية التحتية في المناطق السياحية، وتدريب الكوادر المحلية، والتعاون بين المؤسسات العامة والشركات المحلية لخلق عروض متنوعة في ترميم البنية التحتية، كما يؤكد على أهمية تحقيق الأمان في المواقع السياحية من خلال تخصيص فرق مدرّبة لضمان سلامة الزوّار وحماية المناطق والمنتجعات السياحية.
أما في مجال تطوير البنية التحتية، أشار نظام إلى أهمية تحسين الطرق والمواصلات وتأهيل المرافق العامة، وتوفير خدمات الإقامة والمطاعم الريفية، والاهتمام بالنظافة والخدمات في الشواطئ المفتوحة.
وأكّد نظام على دور التعاون بين الحكومة والمستثمرين المحليين والدوليين في تعزيز السياحة الشعبية، مشيراً إلى خطوات يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك، منها إنشاء صناديق تمويل مخصصة للسياحة الشعبية، ودعم المشاريع البيئية والمجتمعية التي تحافظ على التراث وتحقق فائدة اقتصادية محلية، وتوفير بيئة داعمة للاستثمارات، وتطوير المنتجات السياحية، مع تقديم تسهيلات جاذبة للمستثمرين، وشدد في هذا السياق على أهمية وضع خطط تسويقية فعّالة لجذب الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
في الختام، تمتلك السياحة الشعبية في سوريا إمكانات كبيرة يمكن أن تسهم في تحفيز الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى المعيشة في المناطق المحلية، والاستفادة من التنوع الطبيعي والثقافي الغني في سوريا، يمكن أن يكون مفتاحاً لجعل السياحة الشعبية محركاً أساسياً للاقتصاد الوطني.
