سوريا تعود إلى قلب القرار الدولي.. السيد الرئيس أحمد الشرع يتوجه إلى الولايات المتحدة

بقلم رئيس التحرير: محمود الرسلان
ليس بمعزل عن التطورات الدبلوماسية المتسارعة التي تشهدها سوريا، وفي لحظة سياسية فارقة تتجه أنظار العالم نحو الولايات المتحدة حيث توجه السيد الرئيس أحمد الشرع للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في أول حضور رئاسي سوري منذ عام 1967 لتتكامل هذه الزيارة مع زيارة وزير الخارجية السوري إلى واشنطن، والتي شكّلت بدورها محطة غير مسبوقة في مسار العلاقات السورية – الأمريكية، بعد عقود من القطيعة.
أثبتت القيادة السورية الجديدة خلال فترة قصيرة قدرتها على استعادة حضور سورية الإقليمي والدولي وبناء مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي واصلة إلى قلب القرار العالمي لتؤكد أنها لاعب أساسي لا يمكن تجاوزه، وأن صوتها يجب أن يُسمع في أي اتفاق يتعلق بمستقبل المنطقة، هذا يؤكد أن الدولة الجديدة تسعى لبناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وما يعكس التحول الدولي إزاء التعامل مع سوريا هو آخر خطوة اتخذتها دول أوروبية حيث جاءت دعوة وزارة الخارجية والتنمية البريطانية لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة لدعم الاقتصاد السوري، بما في ذلك مراجعة العقوبات المفروضة على البلاد وهذا يؤكد أن القوى الكبرى بدأت تدرك أن استقرار سوريا هو مفتاح لحل أزمات الشرق الأوسط، وأن دعم اقتصادها هو خطوة ضرورية لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة.
ومن المتوقع أن تشمل المباحثات ملفات هامة ومن أبرزها تنفيذ اتفاق آذار مع “قسد” والعقوبات الاقتصادية والوضع الميداني شمال شرق البلاد، إلى جانب إعادة افتتاح السفارة السورية في واشنطن كخطوة رمزية لتحسين العلاقات مع سوريا حيث تحمل زيارة السيد الرئيس إلى الأمم المتحدة أهمية تمثل فرصة لسوريا لتقديم رؤيتها أمام المجتمع الدولي، وتمنح الدول الكبرى فرصة للاستماع مباشرة إلى الموقف السوري بعيداً عن الوساطات والتأويلات.
من خلال هذه المشاركة الرئاسية، تبعث سوريا برسالة واضحة مفادها أنها منفتحة على دول العالم، وأنها تسعى إلى استقرار داخلي وإقليمي قائم على السيادة الوطنية، إنها لحظة استعادة للدور والثقة، والحق في رسم السياسات لا الاكتفاء بردود الأفعال.
ختاماً، يمكن القول إن سوريا لا تعود فقط إلى الأمم المتحدة، بل سوريا تعود إلى قلب المشهد الدولي، برؤية وطنية خالصة، تحمل في طياتها ملامح مرحلة أكثر توازناً في السياسة الإقليمية والدولية، وتفتح الباب أمام مسار جديد من العلاقات الدولية، يكون فيه صوت دمشق مسموعاً، ومصالح شعبها حاضرة في كل نقاش حول مستقبل المنطقة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار