زيارة وازنة تعيد رسم علاقات سوريا برؤية وطنية خالصة

الوحدة – يمامة ابراهيم

أصبح العالم اليوم أكثر إدراكاً لمصداقية سوريا وطروحاتها ومواقفها ولهذا تقاطر إلى دمشق العديد من القادة والسياسيين و الدبلوماسيين للتباحث مع السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في قضايا الساعة السياسية، والاطلاع على الموقف والتوجه السوريين ولم يخرج مسؤول دولي من دمشق إلا وكان على قناعة تامة بأن سورية دولة وازنة في الأقليم ومن حق حكومتها أن تفرض سلطانها وصلاحيتها على كامل أراضيها.
سوريا ومنذ أشهر تستقبل رؤساء دول ومسؤولين على مستوى رفيع، وفي ذات الوقت تنشط الدبلوماسية السورية وتستقطب مزيداً من الأصدقاء، إلا أن زيارة رئيس الدبلوماسية السورية أسعد الشيباني إلى واشنطن تعتبر الأهم كونها تؤسس لمرحلة جديدة مع دولة هي الأوزن على الساحة العالمية.. دولة لها ثقلها وتمسك بيدها مفاتيح السياسة وملفاتها في الشرق والغرب.
الزيارة الحدث تكتسب أهميتها من كونها الزيارة الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى بعد قطيعة عقود شهدت خلالها العلاقات السورية الأمريكية مزيداً من التوتر والتنافر نتيجة قصور الرؤية السياسية للنظام البائد وعدم اضطلاعه بمسؤولياته الوطنية التي تخدم مصالح شعبه قبل أي شيئ آخر.
كما وأن الزيارة تؤسس لبدء حوار بنّاء يفضي بدوره إلى مد جسور الثقة التي تسمح بمناقشة كل القضايا ما يفسح المجال لإقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية على أساس الاحترام المتبادل بما يخدم مصلحة الشعب السوري وشعوب المنطقة ويساعد على استقرارها.
الأهمية المفصلية كذلك هي أن الزيارة تعطي سوريا فرصة نادرة لشرح موقفها من جميع الملفات والقضايا ما سيؤدي إلى بلورة موقف أمريكي ويساهم في صياغة مقاربة واقعية لسياسات أمريكا حيال سوريا في المنطقة.
الدبلوماسية السورية التي تعتمد في تحركاتها على الواقعية السياسية استطاعت أن تدفع أطرافاً دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على قسد وتوقيع اتفاق آذار على اعتباره خطوة أساسية نحو استعادة وحدة وسيادة سوريا، وهذا الاتفاق لازال بالنسبة لأمريكا منهج عمل، حيث تستمر في الضغط على قسد لتنفيذ بنود الاتفاق وتمكين حكومة دمشق من بسط شرعيتها على كامل شرق الفرات ومعالجة ملف السويداء وبالتالي الدخول في مسارات التهدئة كخطوة أولى لبناء الاستقرار.
الإشارات الإيجابية التي بعثت بها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب سواء بإعادة العلاقات مع سوريا وتحويل ذلك إلى مسار سياسي أو بقرار رفع العقوبات وما تلاه من توجهات لإعادة فتح السفارة الأمريكية بدمشق، كل هذا كان إشارات تم البناء عليها لعودة العلاقات الدبلوماسية وتطبيع التواصل الرسمي.
اليوم تعيد سوريا بناء علاقاتها مع العالم على أسس جديدة تعتمد على حقها في بناء دولتها المستقلة على كامل أراضيها ويُفتح أمامها المجال لشرح وجهة نظرها وموقفها وأولوياتها في بناء الاستقرار وإعادة البناء، خاصة وأن زيارة وزير الخارجية تأتي قبل أسابيع قليلة من المشاركة التاريخية للرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ما يعطي العالم انطباعاً عن أهمية خيارات سوريا وجديتها في بناء علاقات دولية تقوم على المصلحة المتبادلة واحترام السيادة وحق كل شعب في تقرير مصيره دون إملاءات أو هيمنة من أحد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار