الوحدة – نعمان أصلان
تعد صناعة الفخاريات من الصناعات التراثية الهامة التي أبدع فيها الحرفي السوري منذ القديم.
ويقول الحرفي مصطفى عبدالله حمادة بأن هذه الحرفة بسيطة وقد تعلمتها بنفسي باستخدام المادة الأولية اللازمة لها، والمكونة من نوع خاص من التراب الموجود في منطقة الحفة والقدموس، إلى جانب الماء، اللذين يوضعان في جرن تصل سعته إلى ١٥ عربة من التراب، التي تمزج مع كمية تعادل نصف حجمها من الماء، ويتم برمها لمدة ساعتين يتم خلالهما ترسيب الرواسب من حصى ورمل في الأسفل، وطفو زبدة التراب في الأعلى، ليتم في اليوم الرابع من هذه العملية شيّ الزبدة بالحطب والنشارة، ليتم بعد ذلك احمرار الفخار، الذي يُغطى حتى لا يدخله الهواء، وحتى يأخذ الصلابة المطلوبة.
ويضيف حمادة أن الفخار الناتج بعد الشوي المطلوب يصبح جاهزاً للبيع بعد تشكيله بتشكيلات مثل أباريق المياه، والأصايص، ومكابس المحاشي، وبعض القطع الناعمة ذات الاستخدامات المنزلية المتنوعة.
وفيما يشير حمادة إلى وجود نسبة هدر كبيرة للمواد الأولية خلال مرحلة التصنيع، فإنه يبين بأن طن التراب الذي يستخدم في تصنيع المادة على أرضه يصل إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية، يضاف إليها تكاليف الشحن.
أما عن أسعار المنتجات التي ينتجها فهي على الشكل التالي:
ترمس الشنكليش ٢٥ ألف ليرة، وترمس مياه الشرب ٤٠ ألف ليرة سورية،
وطنجرة الطبخ ٢٥ ألف ليرة، وأصيص الزريعة ١٥ ألف ليرة، وأباريق الفخار الوسط ١٠ آلاف ليرة، والكبيرة ١٥ ألف ليرة سورية، وكباسات المحشي الصغيرة ٥ آلاف ليرة، والوسط ١٠ آلاف ليرة، والكبيرة ١٥ ألف ليرة.
وبين حمادة بأن الإقبال على منتجات الفخار يزيد في الصيف، بعد الإشارة إلى أن أهم المناطق التي يورد إليها هي: القدموس، مصياف، جبلة وريفها، صافيتا، الشيخ بدر، والدريكيش.
ويختتم حمادة بالإشارة إلى حاجة هذه الصناعة للدعم الحكومي، على الأقل من النواحي المتعلقة بتأمين المادة الأولية للصناعة، وأهمها كسر السيراميك، مشيراً إلى تلقي بعض الدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي تمثل بتقديم الأجر الناري للعاملين في هذه الصناعة.
بدورنا نؤكد على أهمية الاستجابة لمطالب العاملين في هذه الصناعة التي تشكل مصدر رزق مهم لشريحة واسعة من السوريين.
تصفح المزيد..