الوحدة – نعمان أصلان
اشتهرت سوريا منذ القدم بصناعة المجففات، ولا تزال هذه الصناعة تُمارس من قبل سكان الريف، وإن كان ذلك على نطاق أضيق مما كانت عليه في السابق. فرغم امتلاء الأسواق المحلية بمنتجات المجففات، إلا أن معظمها للأسف مستورد، رغم امتلاك سوريا للمادة الأولية اللازمة لتصنيعها.
ويُضطر الفلاح السوري إلى بيع محصوله في ذروة موسم الإنتاج بأسعار بخسة، دون التفكير في خيار التجفيف، الذي يمنحه قيمة مضافة وربحاً أكبر، سواء له كمزارع أو للصناعة الوطنية ككل.
رامز عمو، أحد العاملين في تجارة المجففات، أشار إلى أن الأسعار الحالية لهذه المنتجات جيدة، وأنها مرتبطة بسعر صرف الدولار الأمريكي. ولفت إلى أن الأسعار شهدت انخفاضاً بعد سقوط النظام البائد نتيجة لتحسن قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.
وضرب مثالاً على ذلك بسعر كيلو الزبيب الذي يتراوح حالياً بين 35 – 90 ألف ليرة، بعد أن كان يُباع بـ35 ألف ليرة ووصل سابقاً إلى 85 ألفاً. وكذلك الحال مع الجوز، الذي تتراوح أسعاره اليوم بين 70 – 90 ألف ليرة، في حين كانت أعلى بكثير قبل السقوط. الأمر ذاته ينطبق على المشمش المجفف، الذي يُباع اليوم بـ75 ألف ليرة، بعد أن تجاوز سعره 100 ألف ليرة خلال شهر رمضان الماضي.
وأضاف عمو أن هذه المؤشرات تنطبق على العديد من المواد المجففة الأخرى، ما يعكس حجم الأرباح الممكن تحقيقها من خلال صناعة وتجارة المجففات، مما يجعلها مشروعاً رابحاً وجديراً بالاهتمام من الناحية الاقتصادية.
ودعا عمو السوريين العائدين إلى الوطن للتفكير الجاد في الاستثمار بهذا المجال، والاستفادة من المزايا الكثيرة التي يمتلكها، وعلى رأسها:
توفر المادة الأولية (مثل: الدراق، الكيوي، المشمش، العنب…)، اليد العاملة الرخيصة،
الأسواق الواسعة، سواء المحلية أو التصديرية
وفي ختام حديثه، دعا رامز عمو إلى إحياء معمل كونسروة الساحل، وإنشاء خط لإنتاج عصير الليمون فيه، مؤكداً أن تنفيذ مثل هذه المشاريع سيحقق فوائد كبيرة، أهمها: تصريف فائض إنتاج الفلاح،
تشغيل اليد العاملة الباحثة عن فرص عمل،
وتحقيق إيرادات مهمة للاقتصاد الوطني.
تصفح المزيد..

