الوحدة – ياسمين شعبان
تنجح الدبلوماسية السورية تباعاً في كسب المزيد من المؤيدين والداعمين لمواقفها وتوجهاتها، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الواقعية السياسية التي تشكل عنوان هذه السياسة ومنطلقها.
أصبح العالم اليوم أكثر تفهماً لهذه السياسة، وهو على المستوى الرسمي يدعمها ويساندها، وبخاصة فيما يتصل بوحدة الأراضي السورية وضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
من هذا المنطلق، يمكن قراءة مضامين الضغط الأمريكي على “قسد” لتنفيذ اتفاقية آذار مع الحكومة المركزية في دمشق، والاندماج معها، ورؤية سوريا دولة واحدة موحدة. ومن هذا المنطلق أيضاً، يمكن قراءة وفهم دوافع طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من البعثة الأمريكية المختصة بسوريا، بسبب خلافاتهم مع رئيس البعثة، بارك، بشأن “قسد”، ورغبة الأخير في دمج “قسد” في الحكومة السورية.
بات واضحاً أن مماطلة “قسد” في الانضمام إلى حكومة دمشق، ومحاولتها الضغط على الحكومة الأمريكية، تهدف إلى ضم جغرافيا سورية جديدة، بذريعة أنها حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وخلاصة القول: إن طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من البعثة الأمريكية الخاصة بسوريا هو بمثابة تأكيد أمريكي على ضرورة تطبيق التفاهمات الدولية حول سوريا، وضم جميع الأطياف، وتمكين الدولة السورية بجميع مكوناتها من بسط سلطتها على كامل الجغرافيا السورية.