الوحدة – يمامة ابراهيم
لازالت صورة ساعي البريد المتجول على دراجته الهوائية حاضرة في أذهان من بلغوا سن الكهولة حينها كانت مهمة مديرية البريد مقتصرة على التبليغات ونقل الرسائل والبرقيات.
اليوم ومع تطور ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح لمديرية البريد مهام عديدة، ونفس الجيل الذي كان ينتظر رسالة من قريب أو صديق أوحبيب أصبح اليوم ينتظر راتبه التقاعدي نهاية كل شهر، ويفرح كما كان يفرح بوصول خبر منقول ضمن ظرف مختوم.
إذا انقلبت الصورة وتوسعت الدائرة، وتعددت المهام والخدمات التي تنهض بها مديرية البريد، وحول هذه العناوين مجتمعة تدور وقائع مادتنا الصحفية.
ازدحام وانفراج
في كل مرة كنا نزور بها مبنى مديرية البريد كانت تصدمنا تلك الحشود المتزاحمة سواء للحصول على خدمة بريدية أو لقبض راتب، وكنا نستمع لهؤلاء الذين عبروا مرحلة الكهولة إلى الشيخوخة الواقفين على جمر الانتظار لقبض المعاش.
وضع هؤلاء كان بوابة إلى حوار تشعب وتعددت جزئياته مع مديرة بريد اللاذقية الأستاذة منال زريق التي ردت بشفافية ووضوح عن كل ما طرحناه، مؤكدة صدق ما عرضناه في البداية عن حالة الازدحام التي تشهدها بدايات كل شهر لاستلام الرواتب مضيفة: إنّ الضغط الكبير الذي تشهده الأيام الأولى على كوى صرف الرواتب دفعنا لتمديد ساعات العمل في بعض المراكز الحيوية، وفتح نوافذ إضافية خلال فترات الذروة، كما نعمل على زيادة عدد الكوى في بعض المراكز.
خدمة توصيل الرواتب تعود بعد غياب
فرحة المتقاعدين بعودة خدمة توصيل الرواتب لايبيعونها لأحد، وهذا ما كنا سمعناه من بعضهم قبل تبيان حقيقة ذلك من الأستاذة زريق التي أوضحت بالقول: قمنا في الفترة القصيرة الماضية بالتحضير الكامل لإعادة تفعيل خدمة إيصال الرواتب إلى منازل المتقاعدين، وذلك من خلال تجهيز كوادرنا البشرية وتدريبها بشكل مناسب، إضافة إلى تخصيص عدد من الدراجات النارية والآليات في المدينة والريف بهدف تخفيف الازدحام، وتحقيق راحة المتقاعدين لاسيما كبار السن منهم، إضافة لذوي الاحتياجات الخاصة.
الخدمات التقليدية القديمة لازالت حاضرة
لأن صورة البريد والحديث عنه يعيد إلى الذهن مشهد الخدمات التقليدية التي شكلت لعقود مجمل خدمات البريد رأينا أن نعطي حيّزاً من مادتنا لهذه الخدمات عبر عرض قدمته الأستاذة زريق: الخدمات البريدية التقليدية ما زالت مستمرة وتقدم بشكل يومي ومنها وثيقة غير موظف التي تطلب بشكل كبير من المواطنين، إضافة لخدمات إرسال واستلام الطرود البريدية والرسائل المضمونة سواء داخل القطر أو خارجه، وخدمة “شام كاش” وتضيف الأستاذة زريق: رغم التحديات فإنّ العمل جارٍ لتطوير هذه الخدمات وتحديث أساليب التتبع والتسليم الإلكتروني لتواكب احتياجات المواطنين المتزايدة.
انقطاعات شبكة الإنترنت مشكلة مستعصية
لاتنقطع شكوى المواطنين المراجعين للبريد من سوء شبكة الإنترنت وأحياناً الكهرباء، وتبذل المديرية جهوداً متواصلة لتخفيف حدة ذلك على المراجعين من خلال بعض الإجراءات التي تحدثت عنها الأستاذة زريق بالقول: نحن ندرك حجم معاناة المراجعين الناتجة عن ضعف الشبكة سواء بسبب انقطاعات الكهرباء أو مشاكل الإنترنت لذا قمنا بتجهيز المراكز بمولدات كهربائية لضمان استمرارية الخدمة، ونعمل مع المعنيين في الاتصالات لتحسين خدمة الإنترنت.
الكادر البشري مفتاح النجاح والحاجة له تتزايد
كفاءة وكفاية الكادر البشري كان المحطة الأخيرة في استطلاعنا وملامستنا لواقع مديرية البريد، كيف يوزع هذا الكادر على مكاتب البريد في المناطق والنواحي؟ وعن ذلك كشفت الأستاذة زريق: الكادر البشري لدينا يعمل بطاقة عالية رغم الضغط الكبير، وأضافت: هناك حاجة مستمرة لتعزيز الموارد البشرية خصوصاً في الريف والمناطق النائية، وأوضحت أن لدى المديرية مكاتب بريدية موزعة على معظم المناطق في المحافظة، ونسعى باستمرار لإعادة تأهيل المكاتب المغلقة أو المدمرة وتفعيل عملها بالتدريج حسب الإمكانات المتاحة. كما ونعمل على تطوير قدرات العاملين من خلال الدورات التدريبية لرفع كفاءة الأداء، وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
كلمة لا بد منها
من خلال ما عرضناه يتبين لنا أنّ مديرية بريد اللاذقية تسعى للتميز رغم التحديات الكبيرة ويكفيها أنها استطاعت أن تعيد تفعيل خدمة توصيل رواتب المتقاعدين.
