الوحدة – باسم حسن عباس
تُعربشُ دودةُ القزّ على عُمُر قصير مليء بالدهشة أحياناً والمراحل المتناوبة ابتداءً من البيوض حتى النضوج والاستخدام أحياناً أخرى، فالدودة التي يُخلّد حريرُها بشالات على رؤوس النساء وأثاث المنازل والحيطان، هي دودة على موعد مع الفراق قبل أن تولد، في رحلة عمر قصيرة أشبه بزيارة خجولة على هذا الدنيا.
وعن مراحل تربية دودة القز أفادت المربية سميرة هيفا بأنها تبدأ من مرحلة البيض التي عادةً ما تقدّمها مديرية الزراعة إلى مرحلة التفقيس الذي يحتاج إلى خمسة أيام لتتموضع في مكان مناسب وبحرارة معتدلة قد تصل إلى ثمانٍ وعشرين درجة إلى مراحل عدة أيضاً لا تخلو من الجمال والتناغم بين المربِي والمربَى.
وقالت المربية سميرة في تصريح خاص للوحدة: تعتبر براعم ورق التوت البلدي المكتوتة غذاءًَ غنياً يساهم في نضوج الدودة في المراحل الأولى ليقوم المربي بتوسيع مساحة التربية للوصول إلى تهوية مناسبة وإطعام جيد.
وبعد المراحل الأولى غير مكتملة النضوج لجهة الدودة كما وصفتها المربية هيفا تصوم الدودةُ عن الطعام وتقشّر بنيتها ثلاث مرات ومن ثم تنضج بمدة خمسة وأربعين يوماً تقريباً مع الإشارة إلى أن التربية الجيدة والغذاء اللازم والمكان الملائم عوامل تؤدي دوراً مهماً في تسريع مدة النضوج التي قد تُختصر إلى سبعة وعشرين يوماً فقط.
وبعد النضوج يقوم المربي باستخدام أغصان الزيتون والأعشاب المجففة لتبني الدودةُ نفسها عليها وهذا ما يعرف بمرحلة الشرنقة والتي تستغرق أسبوعاً كاملاً.
ولكن اللافت بالنظر أنه وبعد النضوج تتم عملية اللمّ ووضع الشرانق بكيس محكم الإغلاق توضع فيه أقراصٌ لسحب الأوكسجين لتموت الدودة ويتم الحفاظ على خيوطها الحرير و كأنها ضيفٌ سريع عجول على هذه الدنيا.
تفارق الدودة الحياة ولكنها باقيةٌ ها هنا بخيوطها البرّاقة ومناديلها الحرير تزين رؤوس الأمهات وكثيراً ما تكون غطاءً وسترة لطاولة بيت أو أثاث منزل دافئ.
تصفح المزيد..

