مع اقــــــتراب عــــــودة أطفــــالنا لبيتهـــــم الثانــــــــي أرى علـــــمي.. أرى وطـــــني.. أرى الدنيــــــا بمدرســـــــتي
العـــــدد 9414
الأربعـــــــــــاء 28 آب 2019
مع أناشيد النور على شفاههم يتبدى الضياء الذي يبدد الظلام في دروب الجهل، براعم تكبر سنة وراء سنة متسلحة بالعلم والمعرفة، ومحاطة برعاية واهتمام أسرة أخذت على عاتقها مهمة التربية والتعليم، بجهودٍ متضافرة مع الأهل لإفساح المجال واسعاً أمام هذه البراعم الواعدة.
في الأول من أيلول ستعود إلينا مشاهد جميلة، فيها ضجيجُ حياةٍ وشغفُ طفولة، حقائب تمتلئ بالكتب وأصناف الدفاتر والأقلام، على الرغم من أن هذا الوقت من السنة يعد الأصعب على الآباء والأمهات الذين أنهكهم الانشغال بالاستعدادات اللازمة لاستقبال عام دراسي جديد، من شراء تجهيزات مدرسية وأزياء رسمية لأطفالهم قبيل بداية السنة الدراسية الجديدة، بالإضافة إلى الطالب نفسه، وأسرته، هناك المدرسة والهيئة التعليمية، والمناهج الدراسية، فماذا أعدت هذه الأطراف من أهداف وخطط وإجراءات واجبة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة؟ وماذا قال أطفالنا عن هذه المحطة الهامة في حياتهم، وهم العائدون من عطلة صيفٍ طويلةٍ ومرحة؟
× السيدة جيهان نصار، مديرة مدرسة قالت: يواجه الأهل والطلبة الكثير من المصاعب خلال الأيام الأولى من الدراسة، حتى يستطيعوا التكيف مع الأوضاع الجديدة، من الاستيقاظ مبكراً والدراسة بعد طول فترة خمول في العطلة الصيفية، وهنا نؤكد على أهمية تهيئة الأبناء على اختلاف أعمارهم لاستقبال العام الدراسي، بدءاً من تغيير العادات السلوكية اليومية التي كانت متبعة خلال العطلة، مروراً بالاستعداد النفسي والتحضير الذهني، وتقييم أداء السنة الماضية، مع التشديد على أهمية تكاتف جهود الأسرة مع الإدارة المدرسية، خاصة فيما يتعلق بتهيئة طلاب الصف الأول على تكوين اتجاه نفسي إيجابي نحو المدرسة، وأضافت السيدة جيهان: الجانب الآخر من الاستعداد للعام الدراسي الجديد على صعيد المدارس، حيث يتم وضع وتوزيع المناهج وجداول الحصص، وتزويد المدارس بالكتب المدرسية المقررة والانتهاء من توزيعها، وتجهيز الصفوف والمرافق بالأجهزة والمعدات والأدوات اللازمة، كما يتواجد المعلمون في مدارسهم للتحضير لبدء العام الدراسي والتخطيط له قبل بداية الدراسة بفترة كافية وآلية العمل والتنسيق والتواصل مع أولياء أمور الطلاب.
* السيد منير درويش، مدرس لمادة العلوم الطبيعية قال: يفضّل ألا يبدأ المعلم بشرح دروس المنهاج في أول لقاء له مع الطلاب، بل يفضّل أن يخصص الدرس الأول ليحفز التلاميذ، ويرفع من درجة استعدادهم لتقبل وتعلم مادته الدراسية، والإشارة إلى جوانب وأهمية وفائدة المقرر الدراسي، ويمكن أن يبدأ المعلم حصته الأولى مع الطلاب بحوار عام مفتوح يتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بمادته الدراسية، ويستكشف تفضيلات التعلم لديهم لكي يعزز ويدعم اتجاهاتهم الإيجابية نحو الدراسة والإقبال بشغف على المقرر المدرسي.
* أما نغم سلطان، مرشدة تربوية قالت: يعد الإرشاد التربوي في المدرسة، ولا سيما مع بداية العام الدراسي الجديد، واحداً من أهم وسائل مساعدة الطلاب للاندماج في البيئة التعليمية، وتحقيق أعلى معدلات التحصيل العلمي، وتهدف برامج الإرشاد التربوي بصفة أساسية إلى متابعة مستويات تحصيل الطلاب، وتقديم خدمات تحقق الأهداف التعليمية، كما تساهم في التأكد من المسيرة العلمية الصحيحة للطلاب من حيث تطبيق الخطة الدراسية، واختيار المقررات، وتقديم المشورة فيما يتعلق بأدائهم ومستواهم العلمي في مختلف المقررات، وكذلك بحث سبل التعاون والتواصل بين المدرسة والأسرة، والوقوف عند أي مشكلة قد تواجه الأبناء على صعيد الأسرة أو المدرسة.
* الصديقة مايا بشارة، الصف السابع قالت: في بداية العام الدراسي تباشر الأسرة في إشاعة مناخ جديد عنوانه الالتزام والانضباط، كتعديل عادات السهر والنوم التي تعودنا عليها في العطلة، وكذلك التخلي عن البقاء لساعات طويلة أمام التلفاز، أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر، وأنا أتمنى العودة إلى المدرسة لأقابل رفيقاتي والمدرسين، وأشعر بالحماس لأنني سأتعرف على وجوهٍ جديدة وعلى مواد جديدة، وسأضيف إلى حياتي عاماً دراسياً سيكون مرتكزاً لنجاحي إلى مرتبة أعلى وصف أعلى.
* الصديقة سلام محمود، الصف السادس قالت: جو جديد ومرحلة جديدة، صديقاتٌ وأصدقاء جدد وعالم آخر فيه علوم جديدة ومتنوعة، المدرسة حالة مقدسة، وبالنسبة لي فأنا أتبع برنامجاً خاصاً لتنظيم وقت الدراسة ووقت الفراغ ووقت ممارسة الهواية.
* الصديق نبيل عبد الله، الصف السابع قال: أحب المدرسة والتفوق والعلم وكل شيء يزيد من معرفتي بالعالم، والمدرسة هي كل هؤلاء وأكثر، لذلك أتمنى أن يكون الاهتمام بكل المواد دون تمييز، لأنها كلها تصب في تكوين شخصية الطفل وتساهم في صقل خبراته ليكون من المتفوقين والأوائل.
× الصديق ريمون جبارة، الصف السادس قال: سنجتهد خلال العام، وسنتابع دروسَنا ونكون أكثرَ انتباهاً في الصف، وذلك كي لا نحتاج إلى دروس خاصة نرهق بها أهلنا، وأنا مسرور جداً أنّ المدرسة ستفتح أبوابَها قريباً وستستقبلنا مثلَ كل عام، وسنجتمع أنا وأصدقائي، وسنتحدث كلُ واحدٍ بدوره، عمّا قمنا به خلال العطلة الصيفية، التي صارتْ من الذكريات الجميلة.
بقي للقول: تعدُّ تهيئة المنزل بأكمله لاستقبال العام الدراسي الجديد بعد العطلة الصيفية الكبيرة من أهم الأمور التي تساعد في مرور العام الدراسي بشكل جيد, لكن مع ازدياد المسؤولية والمهمة, تزداد مسؤولية الأهل والمعلمين من أجل بناء مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن في آن معاً، ويبقى الشيء الأجمل هو العودة إلى مدرستنا بعد العطلة الصيفية بكل شوق، نشتاق إلى الأصدقاء والمعلمين، وإلى كتبنا المدرسية، نحمل حقائبنا الجديدة، ندخل إلى صفوفنا التي سنقضي بداخلها سنة أخرى جميلة، نتعرف من خلالها على أصدقاء جدد، ونتلقى بداخلها معلومات مفيدة وجديدة فكل عام وأنتم بخير، ومعاً لتتكاتف الجهود لاستقبال عام دراسي جديد ناجح ومميز.
فدوى مقوّص