التعليم السياحي..ضرورة تفرضها متطلبات سوق العمل

الوحدة – يمامة ابراهيم
هل يمكن الحديث عن نجاح في قطاع السياحة دون تعليم سياحي وكوادر متخصصة أكاديمياً تدير دفة هذا القطاع وترسم محدداته، وتتحدث بلغة المستقبل على اعتبار أن السياحة في بيئة ساحلية كبيئتنا تملك كل مقومات السياحة العصرية مهيأة لأن تكون قاطرة العبور إلى المستقبل؟
البارحة تابعنا مهرجان التسوق في مدينة جبلة، وقبله مهرجان في صلنفة، وقبل ذلك في كسب، ويمكن أن تشهد مناطق أخرى من المحافظة مهرجانات مماثلة مع بعض الفروق التي تفرضها البيئة. في كل هذه المهرجانات ثمّة من ينظّم ويشرف، وكل مشكور على جهده، لكن لم نرَ بصمات للخريجين الأكاديميين في إدارة وتنظيم هذه المهرجانات الأمر الذي يستدعي ويستحضر تساؤلات عديدة.
جميع الحكومات السابقة، ورغم شعار ربط التعليم بسوق العمل إلا أنّها لم تحقق النجاح ما أدى لخلل كبير بين أعداد الخريجين من معاهدنا وجامعاتنا وبين فرص العمل في القطاع السياحي. قطاع السياحة أحد أهم القطاعات التي عانت من عدم ربط التعليم السياحي بسوق العمل، حيث نجد أن معظم عمالته غير متخصصة كما أن معظم من التحق بالمعاهد الفندقية وتخرّج منها بقي خارج العمل في المنشآت السياحية. قد يكون السبب هو بحث المستثمرين في هذا المجال عن عمالة رخيصة أكثر من بحثهم عن عمالة متخصصة.
اليوم ومع حالة الاستقرار والأمان التي تشهدها البلاد، وعودة قطاع السياحة للتموضع إلى جانب قطاعات أخرى فاعلة، وتزايد الحراك السياحي سواء بإعادة منشآت سياحية كانت متوقفة أو باستثمارات منتظرة، نرى ضرورة استثمار الكفاءات الأكاديمية السياحية في قطاع السياحة، واستيعاب خريجي الكليات والمعاهد عبر ربط كليات السياحة ومعاهدها بسوق العمل وتأمين متطلبات هذا السوق.
المعطيات المتوفرة لدينا تبعث على التفاؤل رغم الصعوبات، وما نشهده على امتداد ساحات الوطن من مهرجانات ونشاطات وفعاليات كله سيقود إلى مؤدى واحد، وهو ربط التعليم السياحي بسوق العمل خدمة للسياحة قبل غيرها.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار