مــــــاذا نــفعل حـــــين يتكلـــــــم أولادنـــــا في المــــمنوع؟

العدد: 9412

الاثنين26-8-2019

 

من الممكن أن ننخدع بهدوء منازلنا وابتعاد أولادنا عن رفاق السوء أو انشغالهم بمذاكرة دروسهم، كما يبدو ظاهرياً ولكننا ننسى الوحوش التي تحمل الخطر الكبير الرابض في منازلنا وغرف نومنا والمتمثل في كم هائل من الفضائيات وألعاب الفيديو والانترنت والموبايل الذي لا يكاد طفل في سن المراهقة إلا ولديه موبايل وحتى بعض الرسوم المتحركة التي قد تبدو بريئة وقد لا تكون كذلك؟
وإذا كنا لا نستطيع أن نستغني عن الانترنت والفضائيات وغيرها، فماذا حين يباغتنا أولادنا بالكلام عن علاقة الولد بالبنت أو العكس، وهو الكلام الذي يعده بعضهم عيباً أو ممنوعاً ويدخل ضمن المحظورات والحرام، ومن الطبيعي أن تختلف الآراء حول ضرورة المكاشفة والصراحة مع الأولاد للرد على أسئلتهم أو ربما مشكلاتهم الجنسية فمنهم من يرى أن تعطى للأبناء الإجابات بالتدريج حسب أعمارهم وبأسلوب هادئ دون استخدام أي عصبية أو عنف . وبعضهم يرى ترك الأولاد لاكتشاف هذا العالم بأنفسهم والاكتفاء بالإرشاد والوعظ والتوعية.
على الرغم من أهمية الانترنت والفضائيات في حياتنا فإنها أصبحت سلاحاً ذا حدين والضار منها أكثر من المفيد للأولاد في مختلف المراحل العمرية المختلفة وللأسف الشديد لا نستطيع أن نمنع أبناءنا عن الانترنت أو مشاهد الفضائيات أو ممارسة ألعاب الفيديو.
إن وسائل التكنولوجيا الحديثة وسعت مدارك الأولاد من الجنسين، ولا نستطيع منعهم عنها ولكن من الممكن التقرب والتودد إليهم لتوجيههم والابتعاد تماماً عن أسلوب التلقين والوعظ الذي لم يعد مجدياً في هذا العصر وينبه إلى خطورة البرامج الموجودة على النت والتي ضربت عقول الكثير من الشباب، هنا يأتي دور الأم في هذه القضية نظراً لانشغال معظم الآباء عن أولادهم ودائماً أهالي زمان كانوا يقولون إن سر البنت عند أمها لأنّها قرب إليها من الأب، والأولاد في سن المراهقة يحتاجون لرعاية خاصة، وهذا لا يعني إهمال بقية الأولاد ولكن غالبية التربويين أجمعوا على خطورة هذه المرحلة على الذكور والإناث نظراً للتغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث للمراهق خلال مرحلة النمو في تلك الفترة.
إن التربية الجنسية هي أحد الأوجه الأساسية للتربية لما لها من تأثيرات عميقة في تكوين الشخصية فهي تشكل جزءاً مهماً من الحياة، وتشمل جوانب كثيرة وتبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة ما بعد المراهقة ولها أهداف عديدة أولها مساعدة الطفل على إدراك وفهم التطور الجسدي والعاطفي في شخصيته عبر كل مراحل عمره وإدراك الجنس الذي ينتمي إليه والشعور نحوه بارتياح من دون الشعور بالدونية وخاصة بالنسبة إلى الأنثى التي تواجه الكثير من التحديات والقيود المجتمعة والتربوية وثانياً، مساعدة الطفل على إدراك الجنس الآخر والتعامل الجيد معه نفسياً واجتماعياً بتشجيع الاختلاط الاجتماعي بين الذكر والأنثى وإيضاح الصورة الإيجابية للعلاقة بين الرجل والمرأة التي يمكن أن تكون علاقة صداقة أو أخوة أو زمالة أو زواج، ونؤكد أن الصورة الجيدة والحميمية للعلاقة بين الأبوين تؤثر كثيراً في مفهوم الطفل الإيجابي لهذه العلاقة، ومن هنا نرى إنه من الضروري عندما يبدأ الطفل بطرح الأسئلة على الأهل من المهم عدم إعطائه أجوبة خاطئة ومشوهة لأن ذلك يفقد ثقة الأبناء بالأهل ومن الخطأ التربوي الشائع مقابلة أسئلة الأطفال بالقمع والنهر والغضب والتهديد أو التهرب من الإجابة، فهذا سيدفعهم في مرحلة معينة للبحث عن الإجابات من مصادر أخرى وأخطرها الأنترنت.
من الضروري امتلاك الآباء ثقافة تربوية سليمة تمكنهم من تربية أولادهم تربية صحيحة لاسيما في ظل عصر يتميز بوفرة المعلومات وسهولة الوصول إليها،
ما يفرض على الأهل مساعدة أبنائهم لاكتشاف هذا العالم بطرق علمية نظيفة وواضحة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار