الوحدة – ياسمين شعبان
قدمت حملة “اللاذقية نحن أهلها” عبر منصتها الإلكترونية نموذجاً يُحتذى به في كيفية إدارة الحملات الخيرية والتنموية بشفافية تامة. فالحملة التي انطلقت في شهر آذار من هذا العام، ضمن مسعى موحد لجمع المجتمع المحلي مع مؤسسات الدولة لتطوير الخدمات في محافظة اللاذقية.
وعن أسباب نجاح الحملة واستمراريتها، أوضح السيد محمود إسماعيل المشرف على الحملة، في حديثه لـ”الوحدة” أنها حققت مشاركة حيوية وجذبت متبرعين من مختلف القطاعات. مبيناً أن أبرز ميزات الحملة تكمن في كسر النمطية التقليدية في جمع التبرعات، التي كانت تتم سابقاً دون وضوح أو تحقق مباشر من أثرها على الأرض، مؤكداً أنه تم تجاوز هذه العقبة من خلال إطلاق منصة إلكترونية مخصصة للحملة تعكس مفهوم الشفافية المطلقة، حيث تُعرض فيها جميع التبرعات النقدية التي تصل إلى الحملة، كما تعرض المشاريع المقدمة من منظمات، أو جمعيات خيرية، أو مبادرات فردية، لتصبح بذلك بمثابة كتاب مفتوح يتيح للجميع متابعة كل مبلغ ومشروع ضمن إطار الحملة.
وفي سياق متصل، أكد إسماعيل أن المنصة تسمح للمتبرعين بالاطلاع المباشر على المبالغ التي تبرعوا بها، سواءً كانت بالليرة السورية أو الدولار، وذلك عبر محفظتين داخل المنصة، مما يعزز الثقة ويحفز الآخرين على المشاركة. لافتاً إلى أن هذا النظام الشفاف جذب حتى أولئك غير القادرين على الدعم المالي، حيث انخرط العديد منهم في التطوع ودعم الحملة بمهاراتهم في الهندسة والخدمات الأخرى، ما شكّل روحاً مشتركة من العمل التطوعي لخدمة أهداف الحملة.
وفي هذا الصدد، ذكر إسماعيل أن المشاركة لم تقتصر على التبرعات المالية فقط، بل شملت تقديم الخبرات والمخططات والمبادرات المجانية من قِبَل مبرمجين ومهندسين وغيرهم.
واختتم السيد محمود إسماعيل حديثه بالإشارة إلى أن الحملة مستمرة بعزم لتقديم أقصى ما يمكن من خدمات تنموية للمحافظة، مؤكداً أن منصة “اللاذقية نحن أهلها” ليست مجرد أداة لجمع التبرعات، بل نموذج حيّ للشفافية والالتزام، يعزز ثقة الناس بمشاريع خدمة المجتمع ويُحفّز المشاركة الفعالة.