العدد: 9409
21-8-2019
من المعروف أن للأنوثة سحراً خاصاً, وجمالاً أخّاذاً, لا يمكن للرجل مقاومته, ذلك السحر الذي يتمكن من أسر قلب آدم وتملكه, وكما هو الشأن بالنسبة للرجل الذي يتمتع برجولته التي تسرق فؤاد المرأة، النساء على اختلاف عقلياتهن وتفكيرهن, إلا أنهن يحملن دوماً حلماً لشريك يبحثن عنه, فالمرأة العاقلة تبحث عن الرجل الشهم الذي يعتبر العلاقة بينهما ليست مجرد رغبة بالحصول عليها, لكنها مبنية على التبادل غير المشروط بالحصول على مقابل لأن المرأة ترفض الرجل الباحث دائماً عن المكاسب والمقابل, وترحب بالرجل الشهم والخدوم دون انتظار مقابل, وتميل إلى الرجل المضحّي الذي يبدي استعداداً دائماً لمدّ يد العون.
حتى إن كانت المرأة قوية, وتستطيع تدبير أمورها وشؤونها بنفسها, فهذا لا يعني بالنسبة لها أن يكون الرجل هو الجانب الضعيف, فهي تحب الرجل الذي يُعتمد عليه, الرجل القوي الذي يكون سنداً لها, فهي ترفض الرجل الضعيف, أكثر النساء يفكرن بعواطفهن أكثر من عقولهن, لذلك نجد المرأة تبحث دائماً عن الحب والرومانسية في صفات شريك أحلامها, وتحترم من يعتبرها بمثابة جوهرة ثمينة مكنونة, والتي لا يسمح لأحد بالاقتراب منها خوفاً عليها من أن تخدش أو تتكسر. وهي تراقب كل لفتات الحب والشوق الصادرة منه, وترغب بأن يتغزل بها ويمدحها ويعبر عن حبه لها في جوانب عديدة، وتبحث المرأة أيضاً عن الإخلاص والخيانة, وتراقب سيرة الرجل للتأكد منهما, لذلك تراها تختار الرجل الذي يخلص لها مهما كانت الظروف, هي تهتم بالمظاهر, وتحب الرجل الذي يهتم بمظهره ويبدي أناقته وذوقه الرفيع, فيجب أن يعلم الرجل بأن المرأة ليست مثله, فالرجل يحب بعقله, بينما المرأة تحب بقلبها وعينيها وأذنيها مسخرة لحبها كل جوارحها, وهي تكره الرجل الذي يحاسبها على أخطائها الماضية, وألا يكف عن التحدث بذكر مساوئها إن وجدت, وكأن ماضيه هو لا يعني أحداً, وأن لا حقّ لأحد في محاسبته عن ذلك.
الحب بلسم الحياة الزوجية وكفيل باستمرارها وإطفاء أي خلافات قائمة, وبمجرد أن تشعر المرأة بأنها مهملة وغير محبوبة فإنها تثور كبركان ملتهب, وكلما زاد شعورها بحب زوجها كانت الحياة أكثر استقراراً وسعادة بالنسبة لها.
وأخيراً المرأة لا تنجذب إلى عضلات الرجل المفتولة أو طوله أو عرضه لكن ما يجذبها شخصيته, ولأن ليس كل الذكور رجالاً, فجمال الرجل بالنسبة للمرأة يكمن في روحه وليس في شكله, ولله في خلقه شؤون.
حسن علان