الوحدة – يارا السكري
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني الرغبة المشتركة بين سوريا وروسيا لفتح علاقات جديدة وطيّ صفحة الماضي، واصفاً المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس “بالجيدة جداً”، مشيراً إلى رغبة الطرفين بتحويل العلاقة التاريخية بين الشعبين إلى مصالح مشتركة.
جاء ذلك خلال مأدبة عشاء حضرها سفراء الدول العربية لدى روسيا في العاصمة الروسية موسكو، حيث أشار الشيباني إلى رغبة سوريا في استثمار العلاقات مع دول المنطقة والعالم، كما الشركاء التقليديين أو الجدد، لافتاً إلى الإرث الثقيل الذي خلّفته الحرب في سوريا بعد ١٤ عاماً، من نزوح ولجوء وبيوت مهدمة، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية.
وقال الوزير الشيباني: ” استطعنا خلال الفترة الماضية التركيز على رفع العقوبات الاقتصادية ونجحنا بفضل صمود الشعب السوري، ودعم الدول العربية والمجتمع الدولي الذي منح سوريا فرصة لإعادة بناء نفسها”، مؤكداً الرغبة بإعادة إعمار سوريا، ما يستوجب الهدوء والاستقرار في المنطقة، إلى جانب التوازن في العلاقات مع العالم العربي والدول الإقليمية، كما المجتمع الدولي والدول الأوروبية، مشيراً إلى أن سوريا تشهد توازناً في العلاقات مع الشرق والغرب، حيث”بدأت اليوم العلاقات الجيدة مع روسيا، إضافة إلى العلاقات مع الصين، والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية”.
واستعرض وزير الخارجية والمغتربين التحديات الكبيرة القائمة في القطاع الخدمي والبنية التحتية في سوريا، لافتاً إلى الفرصة المتاحة بأن تكون سوريا دولة قوية جداً، وأن تعود إلى محيطها العربي، حيث”تم استبعاد سوريا خلال ال ١٥ عاماً الماضية وخلال خمسين سنة عن القرار العربي المتماسك”، مشيراً إلى العلاقات الحالية الجيدة مع الجوار، حيث استطاعت سوريا خلال فترة وجيزة أن ترمم هذه العلاقة، وتوقف التحديات الأمنية وتجارة المخدرات خلال أشهر وجيزة.
وأكد الوزير الشيباني الرفض بأن تكون سوريا ساحة نزاع أو تصفية حسابات إقليمية ودولية، مشيراً إلى وجود دول عدة تسعى لإشاعة عدم الاستقرار في المنطقة ومنها اسرائيل، إلى جانب استخدام ورقة التقسيم بشكل مستمر.
وقال وزير الخارجية والمغتربين: “امتاز الشعب السوري بتنوعه منذ آلاف السنين، حيث لا وجود لأكثرية أو أقلية، بل لشعب سوري متنوع”، مشيراً إلى اعتراف الحكومة السورية بالتنوع السوري، ولافتاً إلى أن هذا التنوع”سيُمثّل في البرلمان قريباً”.
وأكد الشيباني أن الحكومة السورية ممثلة بالرئيس الشرع تدرك أهمية التنوع في سوريا، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإعادة ترميم الثقة بين الشعب السوري، ورفض التقسيم على أساس طائفي أو وجود مجموعات خارجة عن القانون، إلى جانب “الاعتراف بحقوق جميع الأقليات وعدم تهميش أي مكون من مكونات الشعب السوري”.