في مواجهة النيران.. مطبخ ميداني يوحّد الجهود في اللاذقية

الوحدة- د. رفيف هلال
في ظل الحرائق التي اجتاحت مناطق عدة من الساحل السوري، ووسط ظروف طارئة تستدعي أقصى درجات الجاهزية والتكافل، أطلقت مؤسسة “إنسان” مبادرة ميدانية مميزة بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية في مدينة اللاذقية.
تمثّلت هذه المبادرة في إنشاء مطبخ ميداني يعمل على تقديم الدعم الغذائي واللوجستي للعاملين في الخطوط الأمامية لإطفاء الحرائق.
هذا، واتسمت أجواء العمل بروح عالية من التضامن والشراكة بين كافة الجهات المشاركة، حيث توحّدت الجهود الإنسانية والرسمية في مشهد يعكس تلاحم المجتمع السوري في أوقات المحن، وسادت أجواء من التعاون المثمر، بهدف تأمين احتياجات فرق الإطفاء التي تقف في مواجهة مباشرة مع ألسنة اللهب لحماية الأرواح والممتلكات والطبيعة.
ويأتي هذا النشاط في إطار تعزيز مبدأ التكافل المجتمعي وتأكيد أهمية الوقوف إلى جانب الأبطال الذين يخاطرون بحياتهم من أجل سلامة الآخرين.
كما يسعى إلى إبراز دور المجتمع المدني كرافد حيوي في دعم جهود الدولة والجهات الرسمية، من خلال توفير سبل الإسناد الميداني والمعنوي.
مؤسسة “إنسان”، التي عُرفت بمبادراتها في العمل الإنساني، وجّهت دعوتها لجميع أفراد المجتمع إلى الوقوف صفاً واحداً خلف فرق الدفاع المدني ورجال الإطفاء، مؤكدة أن “الإنسانية بتجمعنا” ليست شعاراً، بل نهجاً عملياً يتجسّد على الأرض في مثل هذه اللحظات الحرجة.
وتستمر عمليات الطهو والتوزيع في مواقع قريبة من خطوط المواجهة، بإشراف فرق تطوعية مدرّبة، تعمل على مدار الساعة لتأمين وجبات ساخنة ومتوازنة، تساهم في رفع المعنويات والحفاظ على قدرة العناصر الميدانية على أداء مهامهم الشاقة.
وقد لاقت هذه المبادرة صدى إيجابياً واسعاً في أوساط المواطنين والجهات الرسمية على حد سواء، الذين عبّروا عن امتنانهم واعتزازهم بمثل هذه الجهود، التي تعيد تأكيد قيمة التضامن في المجتمع السوري، لاسيما في مواجهة الكوارث والأزمات.
الحرائق مستمرة، لكن معها يتقد شعور الانتماء، ويعلو صوت الإنسانية فوق ألسنة النيران، بفضل مبادرات كهذه، وضعت الإنسان أولاً، وراهنت على الخير المشترك.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار