بعزيمة لاتلين وإصرار متحالف مع النجاح رغم المستحيل تواصل فرق الإطفاء مهامها لإخماد حرائق هي الأكثر التهاباً وتمدداً واتساعاً، حيث لم يعرف ريف اللاذقية الشمالي مثل هذه الحرائق لا بشدتها ولا بمساحتها ولا بتوقيتها، ولا بتوفر عوامل مساعدة كسرعة الرياح والتضاريس وغيرهما.
ستة أيام لم تفتر العزائم، ولم تتراجع الهمم، ولم يعرف اليأس طريقه إلى نفوس آلاف الشجعان بل في كل دقيقة يزداد إصرارهم على هزيمة تلك النيران اللعينة التي فتكت بغاباتنا، ووصلت إلى المواقع الأجمل والأكثر كثافة وتنوعاً ونقصد غابات الفرللق.
رجال الدفاع المدني ومعهم فرق الحراج ومتطوعون من المجتمع الأهلي تؤازرهم فرق أخرى، وتلتقي مع جهودهم جهود مؤسسات حكومية عديدة تشارك جميعها بعمليات الإطفاء مدفوعة بالواجب، وهناك في ميدان المواجهة تتوحد الجهود، وتتوزع الأدوار في مشهدية تعكس طبيعة الحالة السورية التي كانت وستبقى كالجسد الواحد إذا شكا منه عضو تتداعى كامل الجسد بالسهر والحمى.
وفوق جهود مؤسسات الدولة وقواها المجتمعية كانت المؤازرة النبيلة من الأشقاء والأصدقاء في الأردن ولبنان وتركيا، ومن المحتمل وصول مؤازرة من قبرص كما ذكر وزير الكوارث رائد الصالح، مضيفاً أنّه من المحتمل مخاطبة الاتحاد الأوروبي لطلب الدعم.
الخسائر كبيرة ففي آخر تصريح لمدير الدفاع المدني في سوريا منير مصطفى بيّن أن المساحة المحترقة قاربت١٤ ألف هكتار إضافة إلى خسارة آليات بسبب وعورة الطرقات، وذكر مصطفى أن المواجهات لازالت مستمرة ولم تتم السيطرة على الحرائق إلى الآن، حيث لازالت هناك بؤر عديدة وصعبة على محوري قسطل معاف وغابات الفرللق باتجاه ربيعة إضافة إلى بؤر أخرى خارج هذين المسارين يتم التعامل معها، وذكر مصطفى أنه تم إخلاء سكان قريتين، ولم تقع خسائر بشرية في صفوفهم بينما أصيب عشرة من الدفاع المدني بحالات اختناق.
الجهود تتواصل والهمم عالية ويتم تنسيق الجهد الجمعي للمشاركين كي يكون مثمراُ وسريعاً فاللاذقية بكل قياداتها في الميدان، ووزير الكوارث يوجه ويوزع الجهود حسب حساسية كل موقع ونسأل الله العون لإنهاء هذه المأساة التي ألمت بغاباتنا.
يمامة ابراهيم