بعد بدء ضخ المياه من بعض السدود.. نبض الحياة يعود إلى الأراضي المجدبة  

حكاية الجفاف هذا الموسم جففت عروق الفلاحين وليس عروق الأرض فقط، إذ لم تشهد بيئتنا الساحلية على الأخص انحباساً مطرياً كالذي حصل هذا العام، ما أخرج مساحات زراعية كبيرة من دائرة الإنتاج نتيجة غياب وجفاف مصادر المياه، وبدأ الخوف يتسلل إلى نفوس أصحاب بساتين الحمضيات باعتبارها الموسم الاستراتيجي الأول في اللاذقية.

بعد انتظار طويل بدأت الموارد المائية في اللاذقية ضخ مياه الري من سدود طرجانو، الحويز، بللوران، وقال مدير الموارد المهندس محمود قدار: تم فتح السدود المشار إليها لري الأراضي الزراعية وفق دورة ري مدتها ٢٠ يوماً، وذلك تنفيذاً لمخرجات اجتماع لجنة الري الرئيسية في محافظة اللاذقية.

قرار لجنة الري الذي قضى بضخ المياه أعاد نبض الحياة ولو بانخفاض إلى الأراضي الزراعية، ومنح الفلاحين جرعة أمل من أن بساتينهم لن يقتلها العطش، وهذا ماعبروا عنه خلال حديثنا معهم. المواطن فادي علي من قرية طرجانو قال: كدنا نفقد الأمل من إمكانية ري أراضينا وكانت قلوبنا تتلوى حزناً ونحن نشاهد آثار الجفاف ترتسم على أشجار الحمضيات، وتحيل خضرتها صفرة تسبق الموت، واليوم أتيحت لنا فرصة سقاية بساتيننا قد تكون لمرة أو لمرتين من مياه سد طرجانو، وهذا يجنب بساتيننا الموت، ونسأل الله تعالى أن يكون خريف هذا العام ماطراً.

وأضاف فؤاد زاهر من قرية العيدية: للمرة الأولى منذ عقود تجف أغلب الآبار التي كنا نستخدمها للري والشرب معاً، ونتيجة الجفاف ماتت الزراعات الحقلية المنزلية التي كانت تغنينا عن شرائها، حيث كل منا كان لديه ما يكفيه لسد حاجة أسرته من أصناف الخضار الصيفية وأضاف: فرحتنا كبيرة بضخ المياه، ولولا ذلك كانت الصورة سوداء للغاية، وكنا خسرنا تعب السنين، فشجرة الحمضيات إذا يبست لا تعوض بسنين عديدة، وهذا يعني موت المنتجين بعد بساتينهم قهراً.

موفق حنيفة قال: نأمل أن يتم تفعيل مشروع الضخ الشتوي من نهر السن لملء سدود منطقة جبلة خلال موسم الشتاء القادم كي لا يحصل ماحصل هذا العام ماسبب انخفاضاً كبيراً في منسوب تخزين السدود، وأخرج بعضها من دائرة الجدوى الاقتصادية، وأضاف: خطوة الموارد المائية هي خطوة إنقاذية فقط كي لا تموت أرزاق العباد أما الموسم فسيكون صفراً أو قريباً منه لأن الثمار سوف تتساقط من العطش والثمار التي ستبقى ستكون هزيلة وغير تسويقية.

بدورنا نؤكد على أهمية الخطوة التي خطتها الموارد المائية، والتي أنقذت آلاف الهكتارات المزروعة بالحمضيات من موت محتم. صحيح أن هذه الخطوة إنقاذية فقط، ومع ذلك يبقى الرمد أفضل من العمى.

يمامة ابراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار