في أمسية مفعمة بضوء شمس لوحات هنادي يوسفان، وتحت رعاية اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، تم افتتاح معرض “ضوء الشمس” للفنانة هنادي يوسفان، في صالة الشعب بدمشق، الذي ضم51 عملاً بقياسات كبيرة ومتوسطة، وبحضور لافت لعدد كبير من الفنانين التشكيليين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وعن معرض الفنانة يوسفان، تحدث رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين في سوريا الدكتور محمد صبحي السيد يحيى قائلاً: تمتاز هنادي يوسفان بتقنيةٍ دقيقة تأخذ من الأكاديمية أسسها الصارمة، لكنها تتجاوزها بخفة الحس، وبُعد التأمل في أعمالها، لا تنحصر اللوحة ضمن قواعد تقليدية، بل تنبض بحرية التعبير، حيث تتحرّر الكتل اللونية من وظيفتها الشكلية لتصبح حوامل للمعنى، وجسوراً بين الداخل الإنساني والعالم الخارجي، فكل انتقال في الضوء هو بمثابة انتقال في المعنى، وكل اهتزاز في الخطّ هو جزء من انفعالها الذاتي.
وعلى صعيد الشكل، تُجيد هنادي الموازنة بين التجريد والانطباع، بحيث لا تبتعد كثيراً عن المرجع البصري، لكنها تُعيد تأويله بالمشاعر، والفراغات التي تملأ اللوحة ليست صمتاً، بل محادثات بصرية بين اللون والفرشاة.
لا تعتمد الفنانة على الرمزية المباشرة، وهذا ما يجعل لوحاتها تحتمل أكثر من قراءة، وتفرض إيقاعاً تأملياً لا ينفصل عن هدوء التكوين واتزان الكتلة.
كما أشار رئيس مكتب الثقافة والإعلام الفنّان والناقد حسين صقور (الفينيق)، إلى أهمية الطرح الذي قدمته الفنانة هنادي يوسفان عبر لوحاتها، والذي توافق مع العنوان العريض للمعرض (ضوء الشمس)، ومع ما تودّ إيصاله أو زرعه في ذات المتلقي من أمل، ولكنه أمل ينبعث من قلب اللوحة ومن خلف العمل وخلفيته، كضوء لا يمكن أن يتلاقى سوى مع ذات قادرة على التشبّع به وتوليده لينتشر كما العدوى.
مهى الشريقي