مســــــــــــابقة.. «خـــــلي إيـــــمانك باللـــــــــه كـــــبير»

العدد: 9402

الاثنين:5-8-2019

 

(الرايح بيضرب بالجاي) الكل يسأل ويتساءل عن نبأ المسابقة، أين، ومتى، وما الأوراق المطلوبة، وكم شاب يريدون، وما الشهادات المطلوبة؟
أحدهم يرفع صوته بين العجقة والجقة ليقول: ابني مواليد 2001 هل يحق له التقدم للوظيفة ؟ يجيبه أبو علي (بائع الطوابع – دليل مسابقات ومرشد للمتقدمين): بالتأكيد له ذلك، لكن ما الشهادة التي يحملها؟
لم ينل شهادات غير الابتدائية، يضحك أبو علي ويزيد عليه بسؤال آخر يوقعه بالشرك، وما هي علمي أو أدبي؟ يا أخي ليس له مكان فيها، اذهب وعلّمه صنعة، مما تشكو المهنة أو الصنعة أفضل من الشهادات، وفيها الرزق والكسب ليعيش بانفراج.
الشابة عبير قالت: نلت شهادة البكالوريا منذ سنتين، وأدرس الحقوق سنة أولى، أرغب بالحصول على وظيفة، سبق وقدمت لمسابقة الجامعة لكني لم أنل مطلبي فيها، وقد رأيت اليوم أن أقدم على مسابقة الموارد المائية، لا أريد أن أرهق عائلتي بمصاريفي الجامعية، وأكلفهم ما ليس بوسعهم، أحب أن يكون لي دخل لأكون حرة بخياراتي وأتحمل المسؤولية فلم أعد الصغيرة المدللة.
يرمي عليه الشباب بالأسئلة والأوراق ليقول لإحداهن: أعطني صورة عن الشهادة وصورة الهوية، لا هذا طلب خطي ويتمتم، إنهم شباب لا يعلمون شيئا عن المسابقات، فتسأله: أين أصور هويتي ؟ يعود ويتمتم ببعض العبارات: منذ وقت قصير كانت مسابقة في المركز الثقافي (شغلوها) يومان أو ثلاثة وأوقفوها (ما في مازوت) عندما تكون المسابقة يصار إلى أن يكون المازوت متوفراً لينزل الشباب من ضيعهم وقراهم البعيدة فهي علاقة متعدية..
يتحدث أبو علي بلغة مبطنة لنقول له: يبدو أنك (حاسبها مظبوط) يرد: أكيد، لا يوجد مازوت إذاً لا توجد نقليات ومواصلات تأتي المدينة.. يلتفت ليمينه ويقول لتلك الصبية: هات من عندك صورة عن الهوية، ضعيها هنا وفي اليوم الثامن من هذا الشهر هاتفيني، قولي: ألو أبو علي أين مكان المسابقة، لأرد عليك إن كانت في الموارد المائية أو الصرف الصحي، إذاً أعطني رقم الموبايل الذي تحمله يا أبا علي، وكم تريد؟
براءة تهرول صوبنا قادمة من المالية وتحمل أوراقاً وقفت وسط اللمة تنتظر أن يفرغ لها أبو علي، حيث أشارت إلى أنها قد سجلت في الشؤون سابقاً على شهادة البكالوريا واليوم تعدلها على الشهادة الجامعية (حقوق) لتقدم أوراقها في حلب على مسابقة الموارد المائية وهناك لم يطلبوا غير حملة الشهادات الجامعية أما الثانوية فلم يأت ذكرها بين المرغوبين.
إحداهن تسأل الشاب الذي أمامها ويصد عنها جدار سمعها وسؤالها: ما الأوراق المطلوبة؟
يرد عليها بقوله: والله لا أعلم ما هي الأوراق المطلوبة، لكن الأوراق التي ترينها بيدي هي بحوزتي منذ زمن، وقد زادت عن آخر مسابقة قدمت لها، فجميع المسابقات لا تتغير فيها الأوراق والثبوتيات وتشبه ما كان قبل سنوات، فقط قصدت اليوم مديرية التأمينات وبعدها الشؤون، لتقطع كلامه وتسأل ولم التأمينات ؟ يرد أبو علي: (شوفي يا آنسة هي علاقة مترابطة) يريدون أن يعلموا إن كان الشاب لديه رقم تأميني فهو موظف ولا يوقعون على ورقته، ولا يحق له التقدم للمسابقة، أما هذا الرقم على ورقته يوضح أنه غير موظف، وأوراقه كلها جاهزة،
ينكبّ عليه بسؤال آخر ما العمر المطلوب؟ يجيبها: المهم بالغ، تجاوز سن الطفولة وأصبح يمتلك القرار والخيار، وأخرى تناوله سؤالها من الجهة الأخرى ليلتفت إليها وتسأله: هل طلبوا شهادات بكالوريا، وماذا بشأن خريجي معهد الإحصاء، يجيب وقد نشف ريقه وجف حلقه: ادخلي على موقع الوزارة..
وماذا بشأن العساكر المتسرحين؟ هو سؤال الشاب الذي وقف طويلاً منصتاً يبحث بين الأجوبة عن حل ومكان وظيفة له وينطق أخيراً ويقول: أنا خدمت أربع سنوات وثمانية أشهر و13 يوماً، أليس من حقي أن أتوظف؟ ذهبت إلى المحافظة لأسألهم عن وظيفة فردوا بالرفض علي أنه لا يحق لي وظيفة 35 ألفاً لأن خدمتي تنتقص ثلاثة أشهر لآتي اليوم وأقدم على مسابقة الموارد، ويوجه كلامه لأبي علي: ما هي الأوراق والطلبات؟
صورة عن الهوية وصورة عن الشهادة وأخرى قيد عمل من الشؤون، مع مصنف سحاب وأربعة طوابع مالية (مجهود حربي، إعادة إعمار، إدارة محلية، شهيد) .. والمجموع بقيمة 500 ليرة فقط منها: 250 للمصنف و250 للطوابع، فيرد الشاب بيأس تلبسه: ألا يمكننا أن نضعها بكيس أسود ليلي، فكلي يقين وعلم بأنها خسارة، فالوظيفة لمثلنا حلم بل وهم يتربص بنا كل حين، نرد عليه: لا يا رجل خلي إيمانك بالله كبير، الله كريم فيقول: إن شاء الله.
تقترب إحداهن وترمي بالسؤال بعد التحية ورشق النظرات لتتبين المسؤول عن هذه اللمة: صحيح أنه توجد مسابقة، أين ؟ شاهدت الجمعة من بعيد وسألتهم فقالوا: توجد مسابقة، فجئت لأسأل عن الأوراق المطلوبة كالعادة والشهادة والعمر لأجل صديقتي الجامعية المركونة لحظّها في البيت، فرد الجميع وبصوت واحد: هي مسابقة لوزارة الموارد المائية وظهرت على الخبر والفضائية السورية، ويطلبون منها 3106 شباب، وأين هي الموارد المائية وكيف نصل إليها؟
هي على طريق حلب، وتأخذين لوجهتك سرفيس سوق الهال- صناعة لتنزلي على باب المديرية، ومتى يبدأ التقديم؟ تقديم الأوراق يكون في السابع من الشهر الحالي، ولأي ساعة يبقون؟
أبو علي يبيع الطوابع منذ 19 عاماً ، لكن الربح فيها قليل كما يقول: عام 2000 وقفت على أبواب الشؤون الاجتماعية والعمل لأبيع الطوابع وأسترزق منها بعد أن سجلت في مكتب التشغيل، وقفت طويلاً وتابعت إلى اليوم حيث نقلت حاجاتي إلى هذا المكان جانب المطعم البيئي ولم أكن لأبتعد عن الشؤون، فالجميع يعرفني وكل من سجل في مكتبها للشغل يرجع إلي كل حين ومسابقة ليسأل عن الأوراق المطلوبة، يمكن أن أبيع في اليوم (40-50) طلباً عند حلول المسابقة وقد يتجاوز الربح في كل منها 100ليرة ، والحمد لله نعمة كريم، كما أني أعمل معقب معاملات في بعض الأوقات لأكون في مناكب الحياة أكسب الرزق الحلال لأجل عائلتي وأولادي الثلاث في الجامعة ومعهد تقنيات الحاسوب.
في البيت أبحث وأتجول على الفيسبوك باحثاً بين الدوائر والمؤسسات عن أماكن تواجد المسابقات وأيامها بكل تفاصيلها وأوقاتها وأوراقها ولا أنشر خبرها عندي إلا إن كنت متأكداً 100% لتكون المصداقية التي يتطلبها عملي وشبان يقصدونني للسؤال، ما العمل المطلوب والشهادات والفئات العمرية والأوراق المطلوبة والطوابع اللازمة وكل ما يحيطها من إجراءات، أعلم شغلي وهو أرضي ومالي.

هدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار