عيد الأضحى في اللاذقية.. طقوس الفرح وعبق الأصالة

الوحدة 6-6-2025

مع إشراقة شمس العاشر من ذي الحجة، تبدأ مدينة اللاذقية بالتحوّل إلى لوحة نابضة بالحياة، حيث تختلط أصوات التكبير بأريج البحر، وتتناثر مظاهر الفرح في كل زاوية من زوايا المدينة.

إنه عيد الأضحى المبارك، أحد أعظم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون حول العالم، وتحمل في طياتها معاني التضحية، الرحمة، والتكافل الاجتماعي.

في اللاذقية، كما في بقية المدن السورية، تبدأ الاستعدادات للعيد قبل أيام، فتكتظ الأسواق بالناس، وتنتعش حركة البيع والشراء. تُعرض الخراف في الساحات وعلى أطراف الطرقات، وينتشر باعة الحلوى والملابس والألعاب، فيما تمتلئ الشرفات برائحة المعجنات المنزلية التي لا تخلو من كعك العيد ومعمول التمر والجوز.

صبيحة العيد، يتوجه المصلّون إلى المساجد لأداء صلاة العيد في أجواء روحانية مميزة، تعلو فيها أصوات التكبير وتعمّ السلامات والتبريكات. وبعد الصلاة، تبدأ طقوس الذبح حسب الشريعة، حيث تُوزّع الأضاحي على الفقراء والأقارب والجيران، في صورة من أسمى صور التراحم والتكافل الاجتماعي.

ما يميز اللاذقية في هذا العيد هو اجتماع الطقوس الدينية مع الطابع البحري الفريد للمدينة. فالعائلات لا تكتفي بالزيارات وتبادل التهاني، بل تتوجه أيضاً نحو البحر، حيث تمتزج ضحكات الأطفال مع صوت الموج، وتتحول الكورنيشات إلى ملتقيات للفرح، تعج بالمارة والمحتفلين من كل الأعمار.

وفي الأحياء الشعبية، تظهر البهجة واضحة من خلال الزينات المعلقة على الأبواب، وروائح الشواء المتصاعدة من الساحات. أما في أحياء اللاذقية القديمة، فيحمل العيد طابعاً تراثياً خاصاً، حيث يجتمع الجيران ويتبادلون الأطباق والمأكولات، وتروى حكايات الأعياد السابقة في جو من الحنين والدفء.

وللأطفال حصتهم الكبرى من البهجة، فهم ينتظرون العيد بفارغ الصبر، يلبسون أجمل ملابسهم ويتنقلون بين البيوت للحصول على “العيدية”، ويقضون وقتهم في الألعاب والمراجيح التي تُنصب خصيصاً لهذه المناسبة.

عيد الأضحى في اللاذقية ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو عيد للقلوب، تتجدد فيه الروابط الاجتماعية وتُغسل فيه الهموم بروح الفرح والتسامح، هو يوم تتجمّل فيه المدينة بزينة الألفة، وتفتح أبواب البيوت والقلوب لاستقبال البهجة بكل أشكالها. فكل عام، واللاذقية وأهلها بألف خير.

 

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار