المبيدات الزراعية – الأدوية الشـّر الذي لابد منه

العدد: 9286
الأربعاء-6-2-2019

 

الغلاء الجنونّي لها – اختفاء بعضها والاستعاضة ببدائل غير مرغوبة من المزارع عدم وجود عبوات تلبي الغالبية العظمى من المزارعين.
رغم أسعارها الكاوية وأضرارها على صحة الإنسان, فإن المزارع مضطر لاستخدامها ليحصل على موسم أقلّ ما يقال إنّه سليم وذو جدوى اقتصادية ليغطي خسارته ويعوض تعبه.
وبين عدم تواجدها في الصيدليات وتلبيتها للحاجة يقع المحظور تلف للمحصول وخسارة للفلاح لا تعوض.
الأدوية الزراعية التي باتت مشكلة تؤرق أفقر فئة في المجتمع وهي فئة الفلاحين هذه الفئة التي وإن نجت من آثار الكوارث الطبيعية وما أكثرها- فلن تنجو من أسعار الأدوية الزراعية ومستلزمات الزراعية من أول مرحلة لآخرها وهو التسويق ونتيجة لانتشار الأمراض واختلاف الطقس ودرجات الحرارة خلقت أمراضاً جديدة تصيب المزروعات إن كانت أشجاراً أو زراعات محمية وغيرها من الخضار..
فباتت الحاجة ملحة لاستخدام الأدوية والمبيدات, وفي هذا التحقيق اكتفينا بالحديث عن الأدوية الزراعية وأسعارها ومدى فعاليتها وطريقة طرحها في الأسواق ( الصيدليات الزراعية) وكانت للمزارعين آراؤهم واستفساراتهم وأوجاعهم..
السيد علي حسن مزارع لديه زراعات محمية ( بيوت بلاستيكية)
نحن وبحكم خبرتنا بهذه الزراعات بتنا نعلم ما نحتاج من الأدوية وحسب الإصابة ولكن نواجه مشكلة توفر الأدوية المعروفة لدينا بأنها جيدة وفعالة ونفاجأ بمعظم الأحيان بعدم وجود الدواء بعينه الذي كنا نستخدمه لسنوات فنضطر لاستخدام بديل له فلا يكون له نفس المفعول إذ إنه تعبئة واستيراد نفس الشركة لنقع في مشكلة ونضطر لمضاعفة كمية الدواء في الرش أو زيادة عدد الرشات وبعلم الجميع هذا شيء ضار وسيىء وينعكس على جودة المنتج ويؤذي الصحة.
التفاوت والاختلاف في فعالية الدواء ذاته
المزارع إبراهيم أحمد: ذكر أنه ومن نفس الدواء اشتريت على ثلاث دفعات ومن نفس الصيدلية فكانت الفعالية مختلفة عند الرش ولدى مراجعة الصيدلية كان الجواب: حسب التعبئة من الشركات المعتمدة والمستوردة للمواد, فأحياناً تختلف المادة الفعالة المضافة وهنا يكون رهاننا على التعبئة والأشخاص القيمين على هذه المرحلة ومدى إضافتهم للمادة الفعالة فماذا نفعل أي كل وجبة أو طبخة بمواصفات..
المزارع قصي علي قال: نحن في الريف حيازاتنا صغيرة وأراضينا محدودة إلى حد أننا لا نستطيع شراء العبوات المختومة لسببين : أولاً لأنها أكبر من حاجتنا وثانياً لارتفاع سعرها فأحياناً سعر العبوة يتجاوز ما سننتجه عشرات المرات أضف لعدم حاجتنا إلا لجزء يسير فنضطر لشراء عبوات صغيرة وهذه غير موجودة ولا تتعامل معها الشركات المنتجة وتجزئة العبوات الكبيرة مخالفة يخالف عليها الصيدلي من قبل التموين لذلك نتمنى من المنتجين للأدوية تعبئة عبوات صغيرة تلبي حاجة الجميع.
المزارع محمود محمد: قال جربت ولسنوات عديدة ألا أستخدام الأدوية والمبيدات على الخضار والأشجار المثمرة إلاّ على نطاق ضيق حفاظاً على الصحة والسلامة ولكن مؤخراً كثرت أمراض المزروعات والشجر المثمر ووصلنا إلى مرحلة ما يشبه الجائحة فلم نعد نأكل شيئاً نتيجة انتشار الأمراض والحشرات وتبدل درجات الحرارة وخاصة العام الماضي حين انتشر مرض البياض الزغبي على الكرمة والتين ما اضطرنا لاستخدام الأدوية الزراعية وقمنا بالرش المتلاحق والمكثف لكن دون فائدة..
هذه وأكثر آراء الفلاحين والمزارعين الذين لمسنا لديهم الوجع والضرر من الغلاء وانخفاض فاعلية الأدوية ( المبيدات) ولكن بالمقابل لديهم الخبرة من التجارب الطويلة والعمل المستمر بالزراعة إضافة للحماس وعدم اليأس..
وقد توجهنا إلى الصيدليات الزراعية لنقف على ما يؤرق مزارعينا فكانت الأجوبة كلها تصب في آلية تحكمّ المستوردين وهم الشركات المسؤولة عن إدخال وتعبئة هذه الأدوية وطبعاً المراقبة ( حسب كلامهم) من وزارة الزراعة التي تقوم بدورها ممثلة بمديرية الوقاية تقوم بفحص الأدوية وإجراء التجارب قبل دخولها إلى الأسواق ( فلا تدخل إلاّ حسب المواصفة السورية المطلوبة) وطبعاً كلام أصحاب الصيدليات الزراعية تطابق تمام التطابق مع المعنيين في زراعة جبلة.
إذ قال المهندس أحمد محمد سليمان: إنَّ الأدوية الموجودة في الأسواق كلّها مراقبة والعبوات مختومة بختم وزارة الزراعة ولصاقة نقابة المهندسين الزراعيين لكن الموجود من الأدوية في السوق كله تقريباً مستورد من الصين وإيران بعد الحظر المفروض على البلاد فقبل الأزمة كانت الأدوية تدخل من دول أوروبا فكانت أفضل وأجدى.
على كل حال كلّ ما يدخل إلى القطر من أدوية وبذور مراقب من قبل مديرية الوقاية في وزارة الزراعة وإذا كان المزارعون يشتكون من انخفاض الفعالية فعليهم مراجعة واستشارة الوحدات الإرشادية المنتشرة في القرى والبلدات للإفادة من استخدام الأدوية وطريقة التعامل معها, ولا توجد أدوية فاسدة في الأسواق يوجد أدوية منتهية الصلاحية, وحتى ولو كانت كذلك فهي تعطي نتيجة ولكن أقل.
وهنا على المزارع مضاعفة الكمية. ونقوم بالتعاون مع التموين بالمراقبة وضبط كل المخالفات في الصيدليات الزراعية, ومعاقبة كل ما يخالف القانون بخصوص ذلك في الختام لا نستطيع إنهاء معاناة الفلاحين في تقرير كهذا ولكننا نطمع بأن نضع أيدينا على الجرح ونحث كل جهة على القيام بواجباتها تجاه هذه الفئة من المجتمع فئة المزارعين الذين لولاهم يجوع أبناء الوطن.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار